المؤتمرنت -
دفن طه ياسين رمضان بجوار صدام وتنديد دولي بإعدامه
أعلن مصدر مقرب من عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الثلاثاء 20-3-2007 دفن جثمان نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان بجوار قبر صدام في بلدة العوجة, شمال بغداد, بحضور مئات الأشخاص، وذلك في يوم الذكرى الرابعة للاجتياح الأمريكي للبلاد التي لا تزال تشهد أعمال عنف، فيما توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالإعدام.

وقال الشيخ علي الندى زعيم عشيرة البيجات التي ينتمي إليها صدام "بدأت مراسيم دفن طه ياسين رمضان فور استلام جثمانه من القوات الأمريكية في تكريت" موضحا أن "مروحية نقلت الجثمان من بغداد إلى قاعدة أمريكية شمال تكريت".

وأضاف "سيتم دفن رمضان في الباحة المجاورة لقاعة المناسبات حيث دفن صدام وبجوار قبور كل من عواد البندر وبرزان التكريتي ونجلي صدام عدي وقصي". وأكد أن عشيرة البيجات "ستتولى اقامة مجلس عزاء على روح رمضان لمدة ثلاثة أيام".

وذكر شهود العيان ان عشرات الاشخاص من العوجة وتكريت رافقوا الجثمان. وقال زكي احمد من سكان تكريت "شرف لنا دفنه هنا لأنه من المناضلين مع الرفيق صدام حسين".

وقد أعدم رمضان فجر اليوم في الذكرى الرابعة للاجتياح الأمريكي للبلاد. واعلن باسم رضا الحسيني مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي ان رمضان الذي حكم عليه بالاعدام بعد ادانته بقتل 148 شيعيا في الثمانينيات, شنق في الساعة 03,05 بالتوقيت المحلي (00,05 ت غ) فجر اليوم الثلاثاء.

وأضاف أن "ثياب رمضان واغراضه الشخصية تم تسليمها الى محاميه في حين سيتم تسليم جثمانه الى اقاربه في وقت لاحق اليوم".

وقال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء العراقي، رفض الكشف عن اسمه، إن "الإعدام تم من دون أي انتهاكات في حضور مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة العدل مشيرا إلى حضور قاض ومحام عملية الإعدام شنقا".

وكانت المحكمة الجنائية العليا قضت بإعدام رمضان شنقا "لارتكابه جرائم قتل عمدا", وذلك بعدما طلبت محكمة التمييز تشديد الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية الدجيل.




إدانة دولية لإعدام رمضان

وفي أول رد فعل دولي، ادان مجلس أوروبا اليوم اعدام رمضان واعتبره عملا "لا انسانيا" وان لم تشبه مخالفات كما حدث في حالات الاعدام السابقة.

وقال الامين العام لمجلس اوروبا تيري ديفيس في بيان صدر في ستراسبورغ "في سياق حمام الدم اليومي الذي يسيل في شوارع بغداد, على السلطات ان تركز جهودها على اعتقال المجرمين الذين ما زالوا مطلقي السراح بدلا من اعدام الموجودين في السجن".

واضاف المسؤول الاوروبي ان "عمليات الاعدام في العراق لم تعد تتسم بمخالفات لكنها تبقى غير انسانية" في اشارة الى التجاوزات والحوادث التي تخللت اعدام صدام حسين الذي تعرض لاهانات وشتائم قبل اعدامه الذي سجل سرا في شرائط فيديو عرضت على الانترنت وايضا اعدام برزان التكريتي الذي فصل رأسه عن جسده.

من جانبها، اعتبرت موسكو اليوم اعدام رمضان "تصفية حسابات" تحول دون قيام مصالحة وطنية. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي "لا بد من البحث عن وئام ومصالحة وطنية بدلا من القيام بخطوات استعراضية تنم عن تصفية حسابات اكثر منها الاخذ في الاعتبار مصالح الدولة".

وفي وقت سابق نقلت وكالة انترفكس عن ناطق باسم وزارة الخارجية ميخائيل كامينين قوله "ناسف لاعدام نائب الرئيس العراقي السابق ونشدد على ان مثل هذه الخطوات لا تساهم في استقرار البلاد".

واضاف المتحدث "وحده الانطلاق في الحوار الفعال بين كافة قوى العراق ومشاركة المجتمع الدولي في هذه العملية -بما فيهم جيران العراق- كفيل بخدمة استقرار الوضع في العراق فعلا, لا سيما على الصعيد الامني".

كما حضت منظمة هيومن رايتس ووتش, ومقرها نيويورك, الحكومة العراقية على عدم تنفيذ حكم الإعدام بحق رمضان, معتبرة أن الأدلة غير كافية لإثبات علاقته بعمليات قتل مدنيين في الدجيل.

وقال ريتشارد دكير من برنامج العدل الدولي التابع للمنظمة الشهر الماضي "تم الحكم على رمضان في محكمة غير عادلة, وتشديد الحكم عليه من السجن المؤبد إلى الإعدام مسألة انتقام".

لكن المسؤولين العراقيين نفوا ذلك, وقال احدهم "ليس هناك أي انتقام في قرار إعدام رمضان أو أي مسؤول في النظام السابق". وأضاف أن "جرائم هؤلاء جعلت آلاف النساء ارامل, وإعدامهم هدية للملايين من العراقيين الذين عانوا في ظل حكم صدام".

*وكالات

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 06:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/41871.htm