المؤتمر نت - رحل صاحب "الخبز الحافي"؛ أول رواية "بورنوغرافيا" عربية، ومعه ترحل حقبة من الإبداع استمرت لأكثر من خمسة، وثلاثين عاماً، هي العمر الأدبي الذي قضاه الروائي المغربي محمد شكري في محراب الإبداع السّردي؛ ابتداءً بأولى قصصه "العنف، والشاطئ" -التي نشرت لأول مرّة في صحيفة العمل المغربية، عام 1966م- وانتهاءً بـ"وجوه" عام 2003م.
المؤتمرنت-هشام سعيد شمسان -
روائي المغرب الأول- محمد شكري- في ذمة الله
رحل صاحب "الخبز الحافي"؛ أول رواية "بورنوغرافيا" عربية، ومعه ترحل حقبة من الإبداع استمرت لأكثر من خمسة، وثلاثين عاماً، هي العمر الأدبي الذي قضاه الروائي المغربي محمد شكري في محراب الإبداع السّردي؛ ابتداءً بأولى قصصه "العنف، والشاطئ" -التي نشرت لأول مرّة في صحيفة العمل المغربية، عام 1966م- وانتهاءً بـ"وجوه" عام 2003م.
ويعد محمد شكري من أكثر الكتاب الروائيين –في الوطن العربي- إثارة لإشكاليات سردَّية عدّة؛ لا سيَّما بعد روايته المعنونة بـ "الخبز الحافي"، والمنشورة عام 1972م، والتي تعد بنظر النقاد أول سيرة "بيوغرافيا"، يعلن من خلالها السارد مراحل طفولته، وشبابه بكل ما فيها من بؤس، وفضيلة، ورذيلة؛ حيث يرسم فيها ملامح من الأمكنة، والأزمنة، وبعيون شرائح مجتمعية مختلفة: المهربون، الإسكافيون، المشردون، الماجنون، والداعرون من البشر، والداعرات. وفي كل هذه الشرائح تجد علائق متناقضة من الفقر، والحرمان، والتصعلك، "والبورنوغرافيا" –بمفهومها الاستعرائي-؛ إذ أنة بهذه الرواية يخرج إلى نوع من "الكتابة المضادة" للمجتمع، والتي تسعى إلى تحطيم التابوهات المقدسة؛ بالتمرد على المألوفات السائدة تجاه المحرمات، والمكبوتات، والمسكوتات، وهو الأمر الذي آثار الكثير من علامات الاستفهام حول الكاتب، فاتُهم بالمروق من الدين. بل وصل الأمر إلى حدّ بعيد؛ بإصدار بعض الجماعات الفقهية فتوى بإهدار دم الكاتب. إلاّ أن الكاتب لم يأبه للأمر، واتبع هذه الرواية بأخرى عنونت بـ"الشطار"، ثم ثلاتيته: غراميات، لعنات، وجوه، وكلها تتابعٌ لمذكرات الكاتب الذاتية، وسيرته الشخصيَّة. للضجة التي أثيرت حول روايات الكاتب، وقصصه، فقد اضطرت كثير من الحكومات العربية إلى منع تداول كتبه، ومصادرتها. ومن تلك الدول "مصر" التي أفتى فيها الأزهر بوجوب حظر كتبه عام 1990م، وكذلك اليمن. أما دور النشر الغربية فقد تهافتت على طباعة كتاباته، لا سيَّما "الخبز الحافي"، وحتى العام 2002م. كانت ثمة "48" ترجمة للكتاب منها: الإنجليزية، الأسبانية، والفرنسيَّة، والألمانية، والروسيَّة، واليابانية، وغيرها.. وهو ما دفع بالروائي للقول قبل عام –في إحدى مقابلاته الصحفية- "أريد قتل الشهرة التي منحتني إياها "الخبز الحافي" .. وقوله "الخبز الحافي لا تريد أن تموت، وهي تسحقني.. حتى الأطفال في الشوارع صاروا ينادونني بـ "الخبز الحافي"...
............................................................
محمد شكري من مواليد عام 1965م، في قرية يطلق عليها "الناضور" وتقع على أحد جبال الريف المغربي. انتقل –لظروف العيش- إلى مدينة طنجة، وهو ما زال صبياً، عاش طفولته مسثرداً، وفقيراً، ليس له من عمل سوى تهريب السجائر، ولذا فهو لم يعرف المدارس قط، وعلاقته بالقراءة، والكتابة بدأت بعد العشرين من عمره –بحسب اعترافه- عن طريق جلساء المقاهي، وزملائه من أنصاف المتعلمين.
ونمّى رغبته بالقراءة والكتابة عن طريق الإطلاع. إذ خلال عشر سنوات فقط كان قارئاً لأكثر من أربعة آلاف كتاب، وأتقن ثلاث لغات حيّة: الفرنسية، والأسبانية، والعربيّة.
بدأت ميوله السردّية تتفتح نهاية الستينيات. فكتب أولى قصصه عام 1966م، وبدأت انطلاقته الحقيقية نحو الأدب في عام 1967م لدى نشره قصته الثانية في مجلة الآداب اللبنانية. تبعها بسنوات قليلة بأول روايته "الخبز الحافي" عام 1972م. وهي الرواية التي نجم من خلالها، إلى سماء الإبداع من أبوابه الواسعة، وبها عرف كروائي عربي بين القراء، والنقاد في الوطن العربي.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 11:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/4272.htm