المؤتمر نت - .
الرياض - وكالات -
المسيار.. الحل الامثل لبعض الرجال والنساء في السعودية
لم يكن خالد يعتقد قط أن زواج المسيار وهو زواج يصفه البعض في السعودية بأنه دعارة مقنعة سيفتح له باب السعادة الابدية.

لجأ السعودي البالغ من العمر 25 عاما والذي يعمل حارس أمن الى التزوج من زينب وهي سعودية زواج المسيار وهو صورة للزواج ولكنه بدون التزامات حقيقية والتي يعيش فيها كل من الزوجين في منزل أسرته ويلتقيان بشكل منتظم وعادة ما يكون ذلك من اجل اللقاء الجنسي.

خالد وزنيب بين الاف اختاروا زواج المسيار في المملكة العربية السعودية وهو يمثل بديلا مقبولا للرجال ذوي الاحوال المالية الصعبة الذين يرغبون في عدم اقامة حفلات زواج باهظة التكاليف ولكنهم يريدون التزوج وفي الوقت ذاته عدم اثارة غضب جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي اطار زواج المسيار لا يكون الرجل مسؤولا عن الاعالة المادية لزوجته وعادة ما ينتهي هذا الشكل من أشكال الزواج بالطلاق.

أقر خالد الذي رفض أن يذكر اسمه كاملا بأنه لم يكن جادا فيما يتعلق بالالتزامات عندما قرر زواج المسيار.

ولكن خالد وزنيب على وشك أن يرزقا بطفل قريبا.

وقال "قلت لنفسي فلنجرب... وأنا الان أشعر أنني بطل في فيلم رومانسي."

وتجيز السعودية زواج المسيار ولكنه عادة مثار عدم ترحيب كما أن الكثيرات من المدافعات عن حقوق المرأة والمثقفين يعارضونه لانه يجعل الموقف المالي للزوجة صعبا.

وقالت هتون الفاسي وهي مؤرخة سعودية "يحول المسيار الزواج الى مجرد علاقة جنسية." وانتقدت رجال الدين لانهم يجيزونه.

وفي الزواج المعتاد بالسعودية يضطر الرجال لدفع مبالغ باهظة مقابل حفلات الزفاف والمهور وتأثيث منزل الزوجية. وفي حالة الطلاق يضطرون كذلك لدفع نفقة.

لذلك فان زواج المسيار يروق للرجال الذين لا يملكون المال الكافي لهذه المظاهر وكذلك الرجال الذين يرغبون في الارتباط بعلاقة مرنة بما أن الزوج في حالة المسيار يمكنه ترك زوجته والتزوج بأخرى دون اخطارها.

وفي بعض الاحيان يلجأ الاثرياء لزواج المسيار عندما يقضون العطلات حتى يتسنى لهم اقامة علاقات جنسية دون أن يكونوا قد خالفوا تعاليم الاسلام.

كذلك فان المسيار يكون الملاذ الوحيد لمن تأخر بهن سن الزواج أو المطلقات أو الارامل اللاتي عادة ما يواجهن الامرين للعثور على الزوج المناسب في مجتمع يينظر اليهن بنوع من الكراهية.

وهذا الموقف الضعيف للمرأة في زواج المسيار شجع على بعض أشكال سوء الاستغلال. اذ تقوم نساء في بعض الاحيان بدور الخاطبات للرجال الذين ليس لديهم قدر كاف من وخز الضمير بحثا عن العوانس الثريات اللاتي يعانين من الوحدة.

قالت سهيلة زين العابدين من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المدينة ان نحو 80 في المئة من حالات زواج المسيار تنتهي بالظلاق.

وقالت "المرأة تفقد كل حقوقها. حتى مرات رؤيتها لزوجها يحددها المزاج العام لزوجها."

ولكن ريما الشامخ وهي مقدمة برامج تلفزيونية سعودية قالت ان المسيار هو نتاج للاحباط السائد بين الشباب السعودي الذي نشأ في ظل بيئة دينية محافظة للغاية في الوقت الذي ينفتح فيه على العالم الغربي عبر وسائل الاعلام والانترنت.

ومضت تقول ان الشباب يشاهد القنوات الفضائية ويشعر بعدم الرضا. وأضافت أن المسيار طريقة للالتفاف حول عقبات الزواج في المجتمعات الخليجية.

يقول بعض علماء الدين ان زواج المسيار كان موجودا في شبه الجزيرة العربية في فجر الاسلام عندما كان يتغيب الرجال لفترات طويلة سواء بسبب الحرب أو التجارة.

وعاود المسيار الظهور في أوائل القرن التاسع عشر بمصر ولكن تحت اسم الزواج العرفي والذي أصبح شائعا في الوقت الحالي.

وبعد سنوات من الدراسة أعلن مجمع الفقه الاسلامي الذي يتمتع بنفوذ كبير ومقره مكة في ابريل نيسان أن زواج المسيار مشروع مما أثار حفيظة الكثير من المدافعين عن حقوق المرأة في منطقة الخليج التي يمارس فيها هذا الزواج في عدة دول.

ولم يعارض عالم الدين البارز يوسف القرضاوي زواج المسيار ولكنه قال انه لابد أن يكون هناك على الاقل شكل من أشكال المهر حتى يكون هناك ضمان للزوجة.

وقال لقناة الجزيرة في مقابلة اجريت معه في الاونة الاخيرة انه "زواج مستكمل لشروطه ولاركانه...قد لا يقبله المجتمع...يعني أن هناك فرقا بين أن يكون الزواج مقبولا اجتماعيا وبين أن يكون مباح شرعا."

ويقول علماء دين سعوديون ان المسيار جائز شرعا ما دامت تتوفر فيه شروط صحة عقد الزواج وهي الرضا والقبول من الطرفين وموافقة الولي ووجود شهود.

وتنتشر في مواقع الانترنت اعلانات لرجال ونساء سعوديات يسعين لزواج المسيار بشكل يذكر بأعمدة "القلوب الوحيدة" التي تلقى شعبية في الصحف الغربية.

ويقول اعلان نشر في أحد المواقع "أنا سعودي عمري 28 سنة...طيب القلب وسيم الشكل...أرغب في الزواج من سعودية رشيقة نحيفة...زواج عادي أو مسيار."

ويقول اعلان اخر "أنا رجل أعمال...عمري 40 سنة متزوج أبحث عن زوجة ثانية أفضل مسيار."

ولكن ليس كل المقبلين على زواج المسيار يعتبرونه زواجا قصير الاجل. اذ ان هناك عددا قليلا مثل خالد وزينب يعتبر المسيار الخطوة الاولى نحو زواج أكثر ديمومة.

قال خالد الذي مضى على زواجه 18 شهرا "اعتدنا على بعضنا بعضا بسرعة كبيرة...بعد ذلك أصبحت حاملا. لم نكن نتحمل وضعنا لذلك قررنا أن نعيش معا بشكل حقيقي وليس مجرد في اطار المسيار."
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/43052.htm