المؤتمرنت -
طفل يمني يبصر في الليل فقط.!
كثيرا ما تصادفنا ظواهر غير طبيعية وغير مألوفة، ورغم اجتهاد العلماء في تفسيرها إلا أن هناك بعض الحالات التي يقفون أمامها عاجزين عن التفسير، ومن ثم تأتي أقوالهم كنوع من التخمينات والافتراضات.

من بين هذه الحالات التي حيرت العلماء حالة الطفل جمال الصاوي من اليمن التي تعرف بـ «إبصار البوم» فهو كفيف في النهار مبصر في الليل.

جمال عمره 9 سنوات، وهو من محافظة تعز اليمنية وله ستة أشقاء هو الرابع بينهم وجميعهم ذكور لكنه الوحيد الذي أصيب بهذه الحالة النادرة التي تجعله لا يرى شيئا في وضح النهار، بينما في الليل وأثناء الظلام يرى كل شيء، بل انه حاد البصر.

يقول والد جمال انه منذ ولادة هذا الطفل لاحظنا ان عينيه غير مستقرتين لا تثبتان في مكان واحد وتتحركان باستمرار واستمرت هذه الحالة حتى بلغ سن 3 سنوات وهي السن التي أصبح فيها جمال محط أنظار الجميع لقدرته المذهلة على الحفظ كما بدأت تظهر عليه ميول عشقه للشعر فكان يحفظ القصائد عند سماعها للمرة الأولى وساعده ذلك على حفظ القرآن الكريم.

لم يلتحق جمال بالمدرسة بسبب إعاقته البصرية وضعف الامكانات المادية، لكنه يحفظ 25 جزءا من القرآن الكريم ويحفظ 300 قصيدة لكبار الشعراء مثل محمود درويش وعبدالله البردوني ونزار قباني وهي ميزة وهبها الله له.

في إحدى الندوات الشعرية شاهده الرئيس علي عبدالله صالح وأعجب بقدرته على الحفظ وإلقاء الشعر فأمر بعلاجه في ألمانيا كمنحة علاجية من الدولة، إلا أن الأطباء الألمان رفضوا علاجه خوفا من تأثير العملية السلبي عليه فإجراء العملية سيؤدي إلى فقدان قدرته على تسجيل كل ما يسمعه، كما طلب الأطباء الألمان عرض جمال على أطباء روس في معهد «فيدروف» وهو ما يتطلب منحة علاجية أخرى.

ونظرا لظروف والده المادية التي لا تسمح بذلك، أشار بعض الأطباء اليمنيين على والده بالذهاب إلى مصر وعرض حالة جمال على الأطباء المصريين، خاصة في مستشفى الرمد لما فيه من امكانات متطورة سواء من ناحية الأجهزة أو الأطباء.

وتفسر الدكتورة زينب السنياري أستاذة طب وجراحة العيون في جامعة القاهرة حالة جمال فتقول ان الانسان الطبيعي لديه نظامان للإبصار بشبكية العين الأول للرؤية في وجود مصدر ضوئي والثاني يعمل في الظلام أو أثناء الظلام وهذا النموذج المزدوج للرؤية لا يوجد في العديد من المخلوقات الأخرى مثل البومة التي يوجد لديها نظام واحد للرؤية الليلية فقط.

وتضيف الدكتورة زينب ان حالة الطفل جمال تشبه حالة ابصار البوم وترجع ذلك لوجود عيب خلقي أو توقف مركز الإبصار في الشبكية عن التطور في الوقت الذي تعمل فيه بقية خلايا الشبكية فتتيح الرؤية الليلية فقط لأنه في النظام الأول للرؤية يعمل مركز الإبصار في الشبكية أما في النظام الثاني فتعمل فقط بقية خلايا الشبكية.

هذا هو الافتراض العلمي الذي حاولت من خلاله الدكتورة زينب تفسير حالة الطفل جمال، أما الشيخ محمد عبدالمنعم البري أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر فإنه يفسر الحالة من خلال وصفه له بالإعجازية التي يقف الإنسان أمامها مشدوها ولا يمكن إلا أن يسلم بعظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته المطلقة التي لا تتجسد في خلق الأعمى والبصير فقط وإنما خلق من هو أعمى ومبصر في الوقت نفسه.
*تلفزيون نابلس
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 04:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/46022.htm