المؤتمر نت - غلاف الكتاب

المؤتمرنت -عرض/ هشام سعيد شمسان -
حضرموت .. تاريخ الزمان، وجغرافيا المكان
بالرغم من صدور عدد غير قليل من الكتب والدراسات التاريخية، والتوثيقية عن حضرموت وعدد غير محدود من الكتابات المتخصصة ، المتناثرة هنا، وهناك، تظل حضرموت مهوىً، لأقلام المؤرخين، وعشاق البحث عن دقائق الحضارات وتفاصيل الثقافات التي تجذَّرت على ربوع أرضها، ومنها انطلق النور إلى معظم الأرجاء، وهو ما يجعل من هذه الأرض موئلاً، متجدداً، يتصالح فيه القديم مع الجديد، والتاريخ مع الحداثة؛ وصولاً إلى عهود النماء، والثورة، والوحدة، والديمقراطية، وهو ما قصد إليه مؤلف كتاب ( حضرموت.. دراسات إقليمية مصورة": أحمد سعد التميمي .. الذي يحاول من خلال كتابه أن يجمع بين تاريخ له هيبته ، وحداثة تكاملت معالمها في نواحٍٍ عدّة: أهمها اللُّحمة السياسية والجغرافية لليمن الجديد، وعودة حضرموت إلى الجسد التاريخي لليمن الكبير.

وعلى ضوء هذه الحقيقة، أنجز الباحث هذه الدراسة الجغرافية الإقليمية لمحافظة حضرموت التي ربما تبدو غير ذات أهمية للبعض، لاعتمادها على تفاصيل الجغرافيا، والمكان، لكن الأهمية التي تتخفى بين دفتي هذا الكتاب هي ذلك الجهد الذي يبدو من خلال جمع المادّة من مظانٍٍ متفرقة، وشتى، ثم تبويبها، وإخراجها في كتاب يسهل للباحث الجغرافي العودة إليه، وقتما يشاء.

الكتاب قسمه الباحث إلى خمسة عشر فصلاً؛ متناولاً في كلِّ منها، مصفوفة جغرافية، بأقسام متآلفة، مخصصاً الفصل الأول لمقدمة تضمنت صفحات من " تاريخ حضرموت منذ المملكة القديمة؛ إلى المحافظة في ظل الجمهورية اليمنية".

الفصل الثاني، ويدرس حضرموت المحافظة، وأهم المدن التاريخية نحو: المكلا، والشحر، وغيل با وزير، وسيئون، وشبام، وتريم، وقسم، وقبر النبي هود، والديس الشرقية، والجامي، والهجرين، وقصيعر، ومعبر، وحجر، وجزيرة سطقرى.

أما الفصل الثالث، فيتدارس الموقع، والمساحة، والبنية التي تتكون منها أرضية حضرموت، والسطح، والتضاريس، منتهياً عند وادي حضرموت المشهور الذي يصل اتساعه إلى (2) ميل ، وطوله يصل إلى (350) ميلاً، ويعد من أكثر الوديان شهرة، من حيث الأهمية الزراعية.
يتناول الفصل الرابع ، المناخ، وأهم النباتات الطبيعية في حضرموت التي يحصرها الباحث بـ( اللبان – السدر – الحرمل، والضويلة ) ، منتقلاً إلى الموارد المائية، ومصادرها المتمثلة في: مياه الأودية، والعيون، والسدود، والمياه الجوفية، وغيرها..).

ويتتبع الباحث في فصله الخامس، جغرافية السكان، وأقسامهم، وأنسابهم، بينما يضم السادس الزراعة، وأهميتها، وتعددها، وتنوع المحاصيل الزراعية التي يأتي على رأسها النخيل " إذ يبلغ عدد النخيل – حسب وصف الباحث – فقط أكثر من مليون و(458) ألف نخلة.

أما الثروة السمكية التي تزخر بها بحار، وسواحل حضرموت، فقد كانت موضوع الفصل السابع، وذكر فيها الباحث: الساردين، والتونة، والديرك، والباغة، والجذب، والجحش، والخلخل، واللخم، والكمل ، والحبار، والشروخ، والرنجة، والسلاحف، وغيرها.. متوقفاً عند المشاريع السمكية التي أنشأتها المحافظة، لا سيما منها الحديثة، متحولاً – بعدها – إلى الثروة الحيوانية التي تزخر بها حضرموت ، ثم الصناعة، وأهم المشاريع الصناعية المنجزة منذ العام (90 -96)، والتي أحصاها الباحث بـ(12) مصنعاً.

كما يدرس الباحث في الفصول التالية: الثروة المعدنية في المحافظة، والمواصلات، ووسائل النقل البرية، والبحرية، والجوية، والموانئ، والمطارات، والخدمات الاجتماعية: كالجامعات، والمعاهد التقنية، والصناعية، والخدمات البريدية، والهاتفية.

لم يغفل الباحث جانباً مهماً من ملامح حضرموت الحديثة، والمتمثل بـ( المشهد الثقافي ) لهذه المحافظة الشامخة، حيث يتتبع المؤلف أهم منتدياتها التي ( أنجبت الكثير من العلماء، والأدباء، والمثقفين من أمثال: علي با كثير، وحسن عبيد اللاه السقاف، وصالح الحامد، وبا فقيه، والصبان، والشاطري وغيرهم.." وذكر من هذه المنتديات: منتدى الأسعاد بالشحر ، ومنتدى القلم، ومنتدى تريم الثقافي الأربعاء لاتحاد الأدباء والكتاب، بسيئون والمكلا، وميفعة والمشقاص.. غيرها.. وتم حصر أهم الصحف والمجلات، والنشرات التي صدرت منذ ما بعد الوحدة، وحتى الآن.. والتي تجاوزت الـ (30) صحيفة ومجلة ونشرة.

وتجاوزاً للفصل الرابع عشر، المعنون بـ ( الجمعيات التعاونية ) ، نتوقف عند آخر فصل تناول فيه الباحث الثروة الفلكلورية لمحافظة حضرموت، حيث تعد هذه المحافظة هي الأكثر تعدداً، وتنوعاً للموروث الفلكلوري الشعبي.. يقول الباحث " وتبلغ عدد الرقصات –فقط - في حضرموت (53) رقصة شعبية، ويقسم التراث الرقصي فيها إلى:
1. حدري وعلوي والوادي، وهي رقصات وادي حضرموت.
2. رقصات البادية.
3. رقصات الشريط الساحلي.

أما عن العادات، والتقاليد – يقول الباحث - فقد أنشئ لها متحفاً بسيئون، يتضمن نماذج من تلك العادات والتقاليد، إلى جانب أدوات المطبخ، والملبوسات، والفنون الشعبية، وأدواتها هذا فضلاً عن متحف المكلا للآثار، ألذي تأسس عام 1964م بـ(المكلا ). وانتهاءً بهذه القراءة العرضية، لكتاب حضرموت، لا ننسى أن نختتم بهذه الإشارات.

• احتوى الكتاب على الكثير من الصور المصاحبة للموضوعات، إلا أن بعض تلك الصور لم تكن معبّرة عن الموضوع المتدارس ، ولا جدوى من كثير منها.

• شمل الكتاب في طبعته الثانية إضافة ثلاثة فصول ، مقارنةً بالطبعة الأولى، لم يشر إليها الباحث في مقدمته الجديدة، مكتفياً بـ( إضافات).

• معظم الصور المصاحبة للمادة، بدت باهتة المعالم، رديئة الضوء، بسبب نسخ الكتاب بواسطة آلة سحب عادية، وهو ما أضاع الكثير من جماليات الكتاب ، سواء على مستوى الغلاف، أو المتن الداخلي للمادة.
...........................................................................................
- الكتاب: حضرموت: دراسات إقليمية مصورة.
- دار النشر: مركز للدراسات والبحوث، والتنمية الديمقراطية - صنعاء
- المؤلف: أحمد سعد التميمي.
- تاريخ النشر: 2005م.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 09:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/50700.htm