المؤتمرنت -
ساركوزي يقترح تعاوناً نووياً مع السعودية
وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء أمس الاثنين الى قطر محطته الثانية في جولته الخليجية، التي استهلها أول امس الاحد بزيارة السعودية، حيث اعلن عن “عقود ضخمة” ستوقع مع المملكة في الأشهر المقبلة وتبلغ قيمتها 40 مليار يورو، واقترح تعاوناً نووياً بين بلاده والسعودية، وخاطب مجلس الشورى السعودي حيث أشاد بالصداقة بين البلدين، وعرض على العالم العربي صداقة الحقيقة لا الاملاء.

ووصل ساركوزي مساء امس الى الدوحة حيث كان في استقباله امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وكان ساركوزي قد ألقى خطابا في اليوم الثاني والأخير من زيارته الى السعودية أمام مجلس الشورى، وقال في خطابه الذي استمر حوالي نصف الساعة ان “فرنسا تريد ان تكون صديقة السعودية وتريد ان تكون صديقة العالم العربي، صديقة لا تريد اعطاء الدروس بل صديقة تقول الحقيقة”. أضاف ان “أهمية دور التوازن والاعتدال الذي تلعبه السعودية، ليست اقليمية فحسب بل عالمية، فهنا في السعودية تتحدد علاقة الاسلام مع الحداثة”. وتابع ان “فرنسا لا تريد ان تكون شريكا اقتصاديا استراتيجيا للسعودية فقط بل شريكا سياسيا أيضاً” لأن البلدين “يتشاطران الاهداف نفسها لسياسة الحضارة”. وأكد ساركوزي أمام المجلس ان “السعودية وفرنسا لديهما الهموم نفسها إزاء ما يمكن فعله لتجنب حصول صدام بين الحضارات وحرب بين الأديان”.

وأشاد ساركوزي أيضا بالتطور الذي انجزه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال السنوات الأخيرة، خصوصا في ما يتعلق بوضع النساء. وقال الرئيس الفرنسي في هذا السياق “في ما يتعلق بظروف حياة المرأة وبحرية التعبير، لقد تحركت السعودية، ببطء من دون شك، إلا أنه لا يمكن للمرء، إلا أن يعجب بالتغيرات التي حصلت في غضون سنوات قليلة”.

وجدد ساركوزي عرضه لمساعدة الدول العربية والاسلامية للاستفادة من الخبرة الفرنسية في مجال الطاقة النووية السلمية. وقال ان “فرنسا تدعم باسم العدالة، حق جميع الشعوب بالحصول على الطاقة النووية السلمية”. الى ذلك، أكد ساركوزي مجددا اقتناعه بأن التوصل الى “سلام عادل يبقى ممكنا” في الشرق الأوسط “مع انشاء دولة فلسطينية حديثة وقابلة للحياة اعتبارا من هذه السنة”. وأكد أن باريس تدعم “من دون تحفظ” الخطة العربية لحل الازمة الرئاسية في لبنان.

وكان ساركوزي قد ابلغ الصحافيين امس الاثنين في الرياض ان شركات فرنسية ستوقع مع السعودية في الاسابيع والاشهر المقبلة “عقودا ضخمة”، وتحدث عن “عقود محتملة تبلغ قيمتها اربعين مليار يورو”. وقال ان “الأمور تسير بشكل جيد جدا” مع السعودية، واوضح ان “الامر يتعلق بعقود ضخمة في المجالين المدني والعسكري، وهذا امر جديد”. وتابع “خلال مجمل رحلتي هناك اربعون مليار يورو من العقود المحتملة يجب وضع اسس لهذه العقود”. وذكر الرئيس الفرنسي انه “غير أسلوب عمله”، لانجاز هذه العقود. وقال في هذا السياق “في مجال التسلح ستكون هناك عقود تبرم بين دولة وأخرى. لا أريد أي وسيط في العقود وهذا سيسمح بخفض الاسعار” وبتجنب حصول مشاكل. وأضاف “قمت بتفكيك بعض البنى الفرنسية التي اعتقد انها لم تعد مجدية”. وكان ساركوزي يشير الى الغاء “سوفيرزا” المؤسسة الفرنسية لتصدير الأسلحة.

واجتمع ساركوزي بالملك عبدالله بحضور وفدي البلدين ثم على انفراد بعد عشاء اقامه العاهل السعودي على شرفه. ووصف الملك عبدالله ساركوزي بأنه “حصان جامح” كما علم لدى المقربين من الرئيس الفرنسي.

واقترح الرئيس الفرنسي على المملكة ان يزور فريق من مفوضية الطاقة النووية الرياض خلال الأسابيع المقبلة للتشاور بشأن تزويدها بالتكنولوجيا النووية المدنية، وقال مصدر في الرئاسة ان “الملك عبدالله أخذ علما” بهذا الاقتراح. ولم يعط المصدر أي ايضاحات أخرى.

وكانت الحكومتان السعودية والفرنسية قد وقعتا ليل الاحد اربع اتفاقيات تعاون وخصوصا في مجالات الطاقة والتعاون السياسي وبحثتا مشاريع عقود. وتغطي الاتفاقات التعاون في قطاعات النفط والغاز والثروات المعدنية والإعداد الجامعي في فرنسا (حيث يزداد عدد الطلاب السعوديين الذين يستفيدون من منح جامعية) من جهة، وتطوير التدريب المهني في فرنسا من جهة أخرى. و”التنسيق السياسي” على مستوى وزيري خارجية البلدين، كما بحثت سلسلة مشاريع عقود في مجالات النقل البري والطيران المدني والمياه والكهرباء والأمن الداخلي والتسلح، ويشتمل التعاون في النقل البري على مشروع قطار سريع بين مكة والمدينة وخط للسكك الحديد بين الرياض وجدة ومشروع مترو أنفاق وترامواي في الرياض. وفي مجال التسلح، بحث البلدان سبعة مشاريع قدرت قيمتها ب 12 مليار يورو وتتعلق بإمكانية ان تبيع فرنسا السعودية مروحيات وطائرات تموين وفرقاطات وغواصات وكذلك قدرات جوية للمراقبة ودورية بحرية وأنظمة دفاع جوي وتحديث الحرس الوطني. (وكالات)

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 07-نوفمبر-2024 الساعة: 10:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/52995.htm