ليلى أحمد - الرأي العام -
كل الرجال أبطال في سرائر الليل...!!
نبهتني الدنيا وقالت لي «لا تضعي كل البيض في سلة واحدة» أوصتني ان اوزعها على اركان الارض لأحفظ حرارة مشاعري. ومع ان طبيعة النساء التوحد مع عواطفهن، مانحات اياها لرجل واحد، لكنهن عليهن التأقلم مع البيض المفرق في جوانب الارض، وان لم تفعل فتحت الدنيا ابواب الجحيم المغلقة بوجهها.
هي علمت الرجال ان «الدنيا إمرأة مغرية ولعوب اقتنص منها متعتك واهرب وحذار من الاستسلام لها».
وهكذا كانت أنـة.. الولادة الاولى نركض بشوارع الطفولة وهي.. تلطمنا ونعاند بشهوة البراءة نلاحق شمسها.. تحرقنا ولا يبقى امام خطواتنا الوثابة الا.. نصف نهار.. لنوزع البيض وليهرب اشجع الرجال!
شدت اذني في صباي لأقف على سن وتدّ، وأن أنهض بمقومات الدفع الذاتي، صبت في اذني حرورها وهمست: إن السيجارة التي تمتعك الان. ستحرقك غدا «... اعاند.. فأحول بعض من سنواتي الى... حرائق.. اطفئها و.. ابقى..!
قالت عجوز الدنيا: ان يفاعة العناد تدمي من يدمنها، وان كان مؤمنا.. سيرى بهاء العالم.
فتحت لي الدنيا ذراعيها، اردت ان اعيش حكايتي الخاصة، ولا احب هذر الامهات في اقوالهن المكرورة.
أقف الآن على سلم خيبة الوحدة بمنتصف العمر، أقضم سنوات عمري بأسنان الضعف وحدي، ولا اجد لي سندا الا.. ذاتي التي عمرتها بالورد.
كان واردا أن تلهب النهارات الصاخبة والباكرة جمرة ماتبقى من حمول اليوم، وواردا لي.. ان تجعل برد الشتاء يلوي عظامي وترتجف له في عز الصيف..
النار التي تلهب تجاويفي جعلتني أصلي الركعة الاولى.. والركعة الثانية
وما التحمت نفسي الا به جلت قدرته... منحني صفاء الضياء.
*****
لم يكن في صخب العمر امامنا الا الجري.. «جري الوحوش، وغير رزقك ما تحوش» اما في الليل لا نفكر الا بمدفأة تقاوم رعشة البرد.
انتحرت «مارلين مونرو» في عز مجدها، لقد استهلك الرجال جسدها، قضموها لقمة لقمة ثم.. رموها لآخر في طابور الانتظار، وماتت اخرى إثر انتحار نجلها من حديد سور البيت.. تركته يكبر وحيدا وركضت وراء اضواء هوليود و.. نسيته، ووقفت امام فلاشات كاميرات الصحف والمحطات التلفزيونية والولد يئن من الوحدة.. انتحرت ليس لموت نجلها، بل لان الضوء انحسر عنها.. وقال كلمته الاخيرة وغادرها، فالفلاشات ذهبت لأخريات.
الرجال الواقفون على بوابات نساء الورد لم يفكروا الا بصرف طاقة الجسد، ولم يستخدموا عقولهم الا في التآمر على حبسها في سراديب الكهف فلا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، ثم يعودون للنوم المريح.. ليعلو شخيرهم.
النساء اللواتي ذلهن قرار الرجال، راهبات العذاب بقين يحلمن بالانعتاق من كومة الممنوعات الكثيرة، هاربات الى الخلاص متجهات لنقطة ضوء تخرجهن من ظلمات النفس، وتطلقهن عصافير عطاء يتقدمن خطوة و.. خطوات الى الامام. واخريات بقين يبحثن عن أحدث خطوط موضة الماركات العالمية، والبحث عن احدث عملات التجميل وشد البشرة، ليستمرن بخطف عين رجل لا يستحق جهودا كبيرة.
المسارات مختلفة، هكذا اخترتها، ودفعت ثمنا لذلك، ثمنا أحببته ولم أندم عليه.
في العتمة الباردة اتوق لهمس رجل حبيب شفيف يقف معي على خط التقدم للامام، يفرح بي.. هذا ليس كافيا، فالافراح الصغيرة بين اثنين مجاملة وفي غرف النوم المغلقة محسوبة لكسب الوقت، اريده أن يفخر بي أمام الاصدقاء، أريد ان أظل قادرة على أضحاكه من القلب، اريد ان ادهشه، لا اريد سكونا في حياتي معه، بل ان يباغتني بإثاراته ويسعد باختلافاتي الكثيرة معه. لنكن قبلا وبعدا.. كل الحنان الذي لا تاريخ انتهاء صلاحية له.. اني اريد ان اعيش في دم العلاقة.
كل من عرفت من الرجال، وضعت لكل واحد منهم تاريخ صلاحية قابلة للانتهاء، هكذا هي حدودهم الجغرافية والفكرية، اعفرها على رأسهم في لحظة بـ «تسونامي» التمرد
كنت انت كمن كبس على زر المراهقات، من قال ان النساء يكبرن بالعمر.. لا احد قال.. صح..
حين يصلني هاتف منتصف الليل، تضاء شاشة الموبايل، اصطاد صورتك والتى التقطتها لك في لحظة التقاطي لثمرة وجد خاصة، يطير قلبي النائم
* توشوني «اشتاااااااق لعينيك الماكرتين، اود تقبيل رأس انفك»
*****
بين عصف المحيطات واعاصيرها والارض العطشى هوادة لا ترحم، ثمة اتفاقات الطبيعة الخالدة في اوج عنفوانها
«يا حبيبتي المتكبرة».. إف.. إفففففففف..
أردت حماية عصافير عواطفي الملونة، لم تغريني يوما فلاشات الضوء العاكس لي في الصحف والمجلات
لا تسألني عن عمري الآتي، هو «قد» يكون لك إن بقيت مخلصا لبداياتنا ولم تلوي عنق قلبي فقط لاني.. احبك..
فماضيه سيكون بين يديك وحاضره يغسل قدميك، وآتيه.. لا أعلم به.
لا تسألني عن عمري، فهذا شأن أعمدة الوفيات في الصحف اليومية
نغضب من بعض فتغيب سفرا.. تنتظرني بقلق على شاشة موبايلك.
تقطع الوصل بسكين الصدّ.. وعلى غير عادتك لا تهاتفني.. هل تمتحن صمود عواطفي، هل تريد أن تعرف من فينا الاقوى في عناده..
إن كان عناد الصمود قوة، ها انا أعلن لك عن ألذ نقاط ضعفي الانثوية.. لأسمع صوتك
*****
بعد آن..
لا تكابر، فمثلي مثل إناث الذئاب، لي حدس يشم الحقائق، لا تثير غيرتي ببطولاتك الذكورية على اجساد النساء، فكل الرجال أبطال في سرائر الليل - بنظر أنفسهم -
لا يأخذك غرور الايام، فأنا امراة لا اؤتمن للزمن ولا لمشاعر الموت الراقد تحت جلودنا، لا تأمن لطاعتي، فإنه سكون لحظات ما قبل العاصفة، كن انت كما عرفتك ولا تخون ايام معرفتي الولهى و.. الاولى بك
احذف من على كتفيك نجوم ضباط النظام العسكري، لا تضع لي اجندة يومي ومن اقابل من أصدقائي الرجال، ولا تقل لي متى انام لافيق باكرا، ومتى أتكلم برسمية العبوسين في اجتماعات العمل المغلقة، لا تحدد لي عدد فناجين قهوتي المفترضة، ولا تحسب عدد سجائري، لا تطمئن لي كثيرا ارجوك، واترك عنك اطمئنانك لعواطفي ولنعبث بفوضى الايام وجنونها غير المتوقع كما اتفقنا من البداية ان نجعل ايامنا اعراسا لا تنتهي.
لا تصطدم بي بمركبة نصائحك المجانية بدافع « الخوف عليك « فليس اكثر قرفا لي ان ينصحني الاخرون، فلقد عشت عمرا من قبلك أدرت به حياتي من دون اشارات ضوئية من احد.. مطلق احد..!
*****
كان ممكنا ان تكون كما بدأنا.. لنكن
فكل امرأة مهما رفعت شعارات التحرر تريد رجلا لها، تصنع منه إلهاً من تمر يذوب بالشمس في منتصف الطريق، وفي آخر الليل تلعق ما تبقى منه.
«البيض يتكسر في السلة الواحدة والمرأة اغواء الطريق لا تستسلم لها».
ليس ذنبكم ايها الرجال النمامون الحائرون الحائمون حول حلاوة المتعة، فكم خيبة و.. خيبة تعيشونها انتم ونلحسها نحن
لا تقل «تغيرتي» وانت مترفعة ومتكبرة، انت الذي قلبت ما بدأنا به، واردت ان تعيد برمجتي لأكون ماتريده انت، انا كما انا.. فلا اروع من انحناء عنقي لهلال حضورك في بادئه ايامنا.
*****
أتضاحك في آخر الليل، وصدى ام كلثوم تغني «رق الحبيب» اذهب لشجن «شيرين» وارى اهتزازات رأسك الجميل وانت تتمتم: الله
كم سنظل نضحك على بعضنا، لنقبض على مسار واحد نلتقي به، فنذوب في الاختلاف في بضع لحظات انتشاء
الم تتذكر يا صاحبي « لا تضعي البيض في سلة واحدة والدنيا إغواء.. الطريق» اننا اسرى لماض يجرى في شراييننا
إذن... انت شمــس وانا قمــر
و.... لن نلتقي أبدا

مزااااج

قالت القارئة النجيبة ام غالية: اذا كانت المرأة بعيدة تحلى بعين الرجل، وان قربت يملها لانه جاهل لمفهوم الحب اللي اساسه المشاركة الفعلية والوجدانية، هو لا يعرف معني المسؤولية في الزواج، يحاول الهروب من مشاكله... اني احمله العبء الاكبر في فشل الحياة الزوجية، انظري اليه حين يكون عاشقا وحين يتحول نفس العاشق الى زوج فعلي فهو يتغير 180 درجة، المرأة عاطفية بطبيعتها وصادقة ولا تتغير عواطفها بين الحبيبة والزوجة، بعكس الرجل الذي يضعف بسهولة ويسقط امام أي اغراء بالدنيا بكل سهولة... هذا رأي الصديقة أم غالية اخترناه من موقعنا الالكتروني لجريدة «الراي» الى أي حد تتفق أو تختلف مع صديقة «قلم أحمر» السيدة ام غالية.. بانتظار ردودكم.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 07-مايو-2025 الساعة: 11:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/55347.htm