المؤتمرنت -
سوء الاستعمال يحوّل الجوال إلى "خرّاب بيوت" بتونس
صارت القضايا التي يتسبب بها الاستخدام السيء للهواتف المحمولة ظاهرة يومية في تونس، تكاد لا تغيب تفاصيلها عن صفحات الجرائد المحلية.

من هذه القضايا، قصة إيمان، التي طلّقها زوجها بعد سنوات من الزواج، لشكّه في أن عشيقاً أرسل لها رسالة هاتفية قصيرة. ورغم محاولة ايمان إقناع الزوج بأن الرسالة ليست سوى مزاح من إحدى صديقاتها في العمل، إلا أن الشكوك لم تفارقه، ورفض الاقتناع بصحة كلامها.


ولم يكن المجتمع التونسي يعرف هذه القضايا، بشكل لافت، إلا بعد انتشار الهواتف المحمولة في أوساط كل الفئات العمرية، والاجتماعية، خلال الأعوام الأخيرة. خاصة وأن أعداد المشتركين في شبكتي الهاتف المحمول في البلاد تصل إلى 7 ملايين مشترك، من أصل 10 ملايين مواطن، وفق إحصاءات الشركتين المحتكرتين لرخص الهواتف الخلوية.

وزاد من انتشار الهواتف المحمولة، انخفاض تعريفة المكالمات، حيث يمتلك آلاف التونسيين شريحتين أو أكثر. وكشفت دراسة أجريت في تونس ونشرتها صحف محلية في الآونة الاخيرة أن الشبان في تونس ينفقون على الهاتف أكثر مما ينفقون على التعليم وأحيانا على الأكل أيضا. إذ يبلغ معدل انفاق الفرد الواحد على الهاتف نحو 150 دينارا شهرياً، أي ما يوازي 120 دولار.

ويصف مهدي مبروك عالم الاجتماع التونسي ظاهرة الاقبال على الهاتف الخلوي بأنها ظاهرة جنونية ويفسرها قائلا "ان مفهوم الاتصال أصبح ضروريا ولا محيد عنه"، مشيراً إلى أن الأشخاص صاروا غير قادرين على التخلص من سحر وجاذبية وفعالية هذه التكنولوجيا الحديثة، التي وفرت لهم مساحات من التواصل بشكل غير مسبوق.

أما سبب مشاكل الهواتف النقالة، فيُرجعها مبروك إلى "خلل بين ما هو ذاتي وما هو عمومي حيث يصبح الأمر معقدا بمجرد ان فقدت المعلومة التي يحتويها النقال خصوصيتها وانتقلت ألى أشخاص آخرين".

معاناة العديد من التونسيين تنوعت جراء سوء استخدام الهواتف المحمولة حيث يحكي عماد وهو شاب عمره 30 عاما انه اكتشف ان الفتاة التي تعرف اليها عبر الهاتف منذ اكثر من 3 اشهر وتبادل معها عبارات حميمية، ليست الا شقيقة أقرب أصدقائه.

بينما تروي علياء، وهي امرأة متزوجة، أن حياتها كادت أن تدمر، بسبب رسالة نصية من صديق قديم كانت تعرفه وقت الدراسة بالكلية. وقالت، في تقرير نشرته وكالة "رويترز" الاثنين 14-5-2008 "لم يكن يعلم اني تزوجت، وارسل لي رسالة يقول فيها انني المرأة التي تمناها وانه يريد ان يراني في اقرب وقت لانه لم يعد يحتمل ان يؤجل هذا الموضوع".

وتضيف انها عاشت اياما عصيبة لاقناع زوجها بانه لا تربطها به صلة قبل ان يقتنع الزوج، بعد ان التقى الرجل الاخر الذي اقسم له على انه لم يعلم انها متزوجة وانه ليست بينهما أي علاقة. وتواصل حديثها قائلة "كل رنة للهاتف اصبحت مصدر ازعاج لي ولزوجي ايضا لذلك كرهت الهاتف المحمول ونقمت على من اخترعه".

يشتكي كثيرون من أن انتشار الهواتف المحمولة المجهزة بكاميرات زاد الطين بلة، اذ ان من الجرائم التي نشرتها الصحف تعمد زبونتين بحمام تصوير نساء وهن عاريات، ثم توزيع الصور على عدد واسع من الشبان والشابات في العاصمة تونس. وتم تقديم الاثنتين للمحاكمة.

علماً أن القانون التونسي يعاقب بالسجن إلى فترة تصل للعام، كل من يدان بارسال رسائل نصية فيها اخلال بالاداب او سب او نصوص جنسية استنادا الى الفصل 86 من قانون الاتصالات.

*رويترز
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 06:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/56396.htm