الأربعاء الأسود: بيروت تحت النار والحصار هذا اقل ما يمكن ان يقال عن الأربعاء الأسود الذي كان من المقرر ان يكون يوماً للاحتجاج العمالي على الوضع المعيشي رغم تصحيح الأجور، فاذا به يتحول الى بداية عصيان مدني مسلح فاق كل تصور، وأعاد العاصمة الى ايام سوداء عاشتها خلال سنوات الحرب التي سبقت اتفاق الطائف• وفيما دفعت المعارضة بكل جهودها لاستمرار الإضراب اليوم، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات، على الرغم من بروز اكثر من وساطة من اجل احتواء الموقف والتوصل الى تسوية مقبولة، كانت السمة البارزة في ما شهدته احداث بيروت، امس، ليس فقط العنف الذي اتسمت به هذه الأحداث والتصعيد الذي فجّر الاحتقان، بل غياب اي مسعى جدي للتهدئة والتطويق وفتح قنوات حوار بين الحكومة و"حزب الله" الذي كان الحاضر القوي في احداث العاصمة وطريق المطار، في وقت يترقب فيه المطلعون الموقف الذي سيعلنه اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي من شأنه ان يكشف مقررات القمة الشيعية التي جمعت قبل تحرك المعارضة كلاً من الرئيس نبيه بري والسيد نصر الله، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والعلامة السيد محمد حسين فضل الله• ورغم الانفلاش الأمني والفلتان العشوائي لانتشار المسلحين في كل مكان من احياء العاصمة، فقد كان هناك حرص لابقاء الوضع تحت السيطرة قدر الامكان، خاصة بعد ظهور السلاح المتوسط والثقيل اثناء الهجوم الذي استهدف مكتب "تيار المستقبل" في النويري، كما كان هناك حرص سياسي اسلامي ومسيحي وطني على التأكيد بأن قرارات الحكومة التي اتخذتها في مجلس الوزراء قبل يومين، ولا سيما بالنسبة الى قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير (الذي رفعت يافطات للمعارضة على طريق المطار وصفته بالأسد) لم تكن تستهدف الطائفة الشيعية، التي تعتبر طائفة قيادية وأساسية في التركيبة اللبنانية• وتحدثت مصادر مطلعة عن اتصالات جرت لتحييد وضع المطار ابتداء من بعد الظهر، اخذتها على عاتقها قيادة الجيش اللبناني، لكن هذه الاتصالات لم تحقق اهدافها، فطرحت بدائل من جملتها فتح معابر لانتقال المسافرين القادمين والمغادرين، الا انها لم تبصر النور، حيث لم تحظ بموافقة المراجع المعنية• وأكد مصدر في "حزب الله" لـ"اللواء" الحرص على ابقاء باب التسوية مفتوحاً، انطلاقاً من تراجع الحكومة عن قرار العميد شقير، باعتبار ان هذا لا يعني استهداف هيبة الحكومة والدولة، وخصوصاً أنه كان سبق للحكومة ان اتخذت قرارات وتراجعت عنها• وعلمت "اللواء" ان المملكة العربية السعودية دخلت بقوة على خط المعالجة وتطويق الوضع، حيث اجرت الرياض اتصالات اقليمية ودولية مع الأطراف المعنية، كما قام السفير السعودي في بيروت الدكتور عبد العزيز خوجة بالاتصال بكل من السفير الايراني محمد رضا شيباني والسفير التركي عرفان أكار، وبحث معهما وسائل تطويق الأزمة الراهنة ومنع تطورها الى ما لا تحمد عقباه• وجاءت هذه الاتصالات في اعقاب الوساطة التركية التي باشرتها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتصال اجراه بالرئيس السوري بشار الاسد، وتابعها باتصال مطول مع الرئيس بري، واتصال آخر بالرئيس فؤاد السنيورة وضعه في خلاله في حصيلة الاتصالات التي كان أجراها، مؤكداً حرصه على تثبيت وحماية السلم الاهلي في لبنان• واكد الرئيس السنيورة فيالمقابل لنظيره التركي ان الحكومة اللبنانية شديدة الحرص على ضرورة حل الامور في لبنان بعيدا عن التشنج، ومع الحرص على تثبيت السلم الاهلي وابعاد التوتر، مقابل التأكيد على احترام الدولة في لبنان، مؤكداً ان المشكلات في لبنان لا يمكن ان تحل من خلال العنف لانها تعود وبالاً على الجميع• وقال الرئيس السنيورة للرئيس أردوغان: "ان الذي يحمي حزب الله وفكرة المقاومة هو الشعب اللبناني• وتم الاتفاق بين الرئيسين على البقاء على تواصل في المستقبل القريب"• وكان الرئيس السنيورة اجرى بعد الظهر اتصالاً هاتفياً بأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ووضعه في صورة التطورات الجارية على الارض وتداعياتها الخطرة على لبنان• وابلغ الرئيس السنيورة امين عام الجامعة العربية ان الحكومة اللبنانية ومعها الشعب اللبناني متمسكون في موقفهم في الدفاع عن الدولة والوطن والمؤسسات الشرعية والسلم الاهلي والنظام الديمقراطي• كما اجرى الرئيس السنيورة للغاية ذاتها اتصالات بكل من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل ووزير خارجية مصر احمد ابو الغيط ووزير النفط القطري عبد الله العطية• وقال الرئيس السنيورة لـ "اخبار المستقبل" ان ما يحدث في بيروت لم تتجرأ اسرائيل على القيام به، مشيرا الى ان اسرائيل دمرت البلد بقنابلها، لكن الذي يجري اليوم هو تدمير الداخل "وظلم ذوي القربى اشد مضاضة"• وحول احتمال اعلان حالة الطورائ ومنع التجول قال السنيورة ان "هذا الامر مدار نقاش ولن اتكلم عن شيء الا اذا اصبح واقعاً"• مشيرا الىان مجلس الوزراء يعتبر في حال انعقاد دائم والبحث جار في الاجراءات الكفيلة بإنهاء هذا الوضع الشائك• نافياً ما اشيع عن اتصال له مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش• واوضح مصدر حكومي ان الاتصالات التي اجراها الرئيس السنيورة مع المسؤولين العرب كانت من اجل وضعهم في خطورة التداعيات التي يمكن ان تنشأ في حال بقي "حزب الله" على موقفه من الاستمرار في انتهاك العاصمة اللبنانية ومطارها• مشيرة الى ان الجيش اللبناني كان أخذ على عاتقه اجراء اتصالات مع الجهات المعنية لفتح طريق المطار، وكان ثمة حديث على احتمال التوصل الى نتيجة في السادسة من مساءد امس، الا ان هذا الامر لم يحدث• ونفى المصدر ان يكون هناك بحث في استخدام مطار بديل، مؤكدة ان هذا الامر ليس مطروحاً، لان ليس هناك استفتاء عن مطار رفيق الحريري الدولي، واجهة لبنان، ومطار لكل لبنان، ولن تقبل الحكومة باقفاله، وان يتحول المطار الى مخيم جديد للاعتصام في وسط بيروت• وقال المصدر انه عندما اتخذت الحكومة قراراتها الاخيرة، لا سيما في خصوص قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير، وموضوع شبكة الاتصالات الهاتفية الخاصة بـ "حزب الله" فإنها اتخذتها ليس من اجل هذه القرارات باجماع اعضائه، وهو درس جميع مضاعفاتها، وخلفياتها، وتداعياتها، وكان لدى الوزراء احساس بأن الدولة تحولت الى سراب، وبالتالي اذا بقي الوضع على ما هو عليه، فإن "حزب الله" سيتمكن من قضم الدولة من دون أي رد فعل، وانه كان عليهم ضرورة اتخاذ قرار للفصل بين قرار الدول وقرار لميليشيات، ثانياً أن يكون وزراء رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط قد هددوا بالاستقالة اذا لم يتخذ مجلس الوزراء قرار حاسم ونهائي في موضوع "حزب الله"• وأوضح أن المجلس درس كل السبل القانونية لمعالجة موضوع العميد شقير، وتمت الاستعانة بمرسوم انشاء جهاز أمن المطار، ولم ير المجلس أمامه سوى الاجراء الذي اتخذه وهو إعادة شقير الى ملاك الجيش، مشيراً الى أن هذا الاجراء هو الأخف، ولا يعتبر اقالة، لافتاً ال? ان القرار لم يتضمن تعبيراً فوراً• وبالتالي فإن شقير سيبقي يواصل مهماته على رأس الجهاز حتى صدور مر سوم نقله الى ملاك الجيش• وتساءل السنيورة أمام زواره هل يجوز أن نعرّض مصير البلد كلّه الي اخطر من أجل قرار نقل موظف، و هل تستطيع المعارضة أن تركن الى حماية موظف واحد دون تأييد وإجماع اللبنانيين الذين كانوا دائماص الحصن الحصين للمقاومة، خاصة إبّان حرب تموز 2006؟ المفتي قباني إلى ذلك، وضعت الرسالة التي وجهها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الى اللبنانيين مساء أمس، النقاط على الحروف، وتميزت بلهجة حازمة، وخصوصاً انه اعتبر الأحداث الأمنية الخطيرة التي تفجرت في بيروت "اعتداء سافراً على المواطن اللبناني وعلى أمه وسيادته وشر عيته، واعتداء صارخاً على كرامة وأمن أهل بيروت، مشيراً الى أن الاضراب تحول الى عصيان والى اجتياح لشوارع العاصمة، قامت بها عصابات مسلحة• وقال: "كنا نعتقد ان "حزب الله" معني بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي فاذا به يتحول الى قوة مسلحة لاحتلال بيروت وانتهاك حرماتها (•••) لقد اختطف هذا الحزب قلب العاصمة منذ أكثر من عام وحوّله الى معسكر لمسلحيه وها هو يختطف مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويحاول أن يبتز الدولة اللبنانية لتمرير مراقبة المطار وتمرير شبكة الاتصالات التي يقيمها متجاوزاً الشبكة الرسمية للدولة اللبنانية• معرباً عن أسفه وحزنه معاً أن تتولى دولة إسلامية (لم يسمّها) تمويل كل هذه التجاوزات التي تسيء الى وحدة المسلمين اللبنانيين• واستصرخ المفتي قباني الضمائر الحيّة في العالمين العربي والإسلامي لوقف الانتهاكات المفجعة، مناشداً قادة "حزب الله" المبادرة الى سحب المسلحين من شوارع بيروت وفك الاعتصام الذي يخنق العاصمة، خاتماً رسالته بالقول: "فالمسلمون السنّة، قد ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات، واللبنانيون جميعاً، لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد من المغامرات السياسية والأمنية، فلبنان وظننا جميعاً مسلمين ومسيحيين، ونحن له جميعاً، اللهم قد بلّغت، اللهم فاشهد"• وعلمت "اللواء" أن الرئيس السنيورة لم يكون في جو كلمة المفتي قباني، ولم يطّلع عليها مسبقاً• من جهة ثانية، أكد مصدر حكومي لوكالة "فرانس برس" أن حزب الله أرسل عشرات المسلحين الى منطقة الاعتصام في وسط بيروت بعد الظهر متهماً الحزب بالتحضير "لعصيان مسلح من أجل الاستيلاء على السلطة"• وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته "وصلتنا معلومات متطابقة عن وصول عشرات المسلحين في فانات (شاحنا صغيرة) تواكبها دراجات نارية الى منطقة الاعتصام" التي نصبت فيها المعارضة خيمها منذ أكثر من 150 يوماً بمحاذات السراي الحكومي• وأشار الى احتمال "وجود نيّة لدي حزب الله لتوسيع انتشاره المسلح لاستخدامه في خطوات لاحقة في الساعات المقبلة"، معتبراً أن ما يجري ليس عصياناً مدنياً هو عصيان مسلح يقوده "حزب الله" للاستيلاء على السلطة• في المقابل قال مصدر معارض لموقع "ناو ليبانون" الالكتروني: "يبو أن الإضراب سيمتد لفترة والمطلوب من الحكومة التراجع عن قراراتها الكيديبة التي أخذتها مؤخراً، معتبراًِ أن "فريق السلطة تساءل عن جدوى الحوار عندما تمّت الدعوة إليه واليوم ها نحن نرى بدائل هذا الحوار الذي كان الهدف من طرحه الخروج من الأزمة المستعصية في البلد ومنع تفاقمها"• وأعلن مصدر آخر في قوى المعارضة أن "الإضراب مرشّح للاستمرار والرئيس نبيه بري، الذي ترأس بعد الظهر اجتماع هيئة الرئاسة في حركة"أمل" ألغى كافة مواعيده التي كانت مقررة وهو يتابع الأوضاع الراهنة للمحافظة على التهدئة وسلمية التحرك"، معتبراً أن "التظاهرة التي كانت مقررة للاتحاد العمالي تم إلغاؤها بعدما ألقيت قنبلة في كورنيش المزرعة وبعد تجمّع عدد من أنصار الموالاة في محيط مكان انطلاق التظاهرة"• وأصدرت هيئة الرئاسة في حركة "أمل" بياناً اعتبرت فيه أن مسؤولية ما حصل ويحصل هو على عاتق السلطة أولاً وأخيراً ونتيجة المقررات الهمايونية الصادرة عن الحكومة البتراء• وقال مصدر في المعارضة إن قوى الأكثرية أرسلت لقيادة "حزب الله" باقتراح لإنهاء التصعيد الحاصل في شوارع بيروت، إلا أن اقتراح الأكثرية قوبل برفض شديد من قبل قيادة الحزب التي أجابت بأن لا مجال أمام الحكومة سوى التراجع عن قراراتها إن لجهة شقير أو لجهة شبكة الاتصالات، وأمهلت قيادة الحزب حكومة الرئيس السنيورة 48 ساعة للتراجع عن هذين القرارين مهددة بالتصعيد• إستباحة بيروت ميدانياً، سيطر هدوء حذر على شوارع بيروت اعتباراً من الرابعة من بعد ظهر أمس، باستثناء توتر سُجّل ليلاً في منطقة المدينة الرياضية والكولا حيث سمع إطلاق نار كثيف قرابة الحادية عشرة ليلاً استمر حوالى عشر دقائق، استقدم أثناءه الجيش تعزيزات اضافية، كما افيد عن طلقات نارية متفرقة• ورغم الاعلان عن إلغاء التظاهرة التي كان الاتحاد العمالي العام قد دعا الى انطلاقها عند العاشرة صباحاً من منطقة البرير، فقد لوحظ ان انصار المعارضة واصلوا عزل مداخل العاصمة باقفال طريق المطار، فيما انتشرت على الطرقات وداخل الاحياء تجمعات مسلحة تنقلت معها الاشتباكات في كورنيش المزرعة والنويري والمصيطبة ورأس النبع، حيث استهدف مكتب لتيار المستقبل وقع فيه ثلاثة جرحى، اعقبه هجوم بأسلحة صاروخية على مكتب آخر في النويري• وكان شبان وبينهم ملثمون انتشر منذ الصباح الباكر وعمدوا الى قطع الطرقات باشعال اطارات السيارات والعوائق والاتربة، عند التقاطعات الرئيسية ولا سيما في الطيونة، شاتلا، مستديرة السفارة الكويتية، الكوكودي، بشارة الخوري، رأس النبع- شارع محمد الحوت، سليم سلام، وصولاً الى الرينغ، وبربير، ومار الياس، وكورنيش المزرعة، وعلى طريق مطار بيروت الدولي في الاتجاهين، وحاولت مجموعات اقفال طريق المرفأ، لكن الجيش تدخل واعاد فتحها• وبدا واضحاً منذ ساعات الصباح الاولى، ان الاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي، لم يعد عمالياً، خصوصاً وان احدا لم يستجب الى هذه الدعوة، في المناطق اللبنانية، سوى المناطق التي يسيطر عليها "حزب الله"، وكان لافتا ان المناطق المسيحية ولا سيما في كسروان وجبيل والبترون عاشت حركة طبيعية، ولم تسجل أي استجابة للاضراب بالرغم من ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون كان قد دعا الى التظاهر والاضراب قبل يومين، وفسر سبب ذلك ان القاعدة العونية لا تريد تكرار تجربة التحرك الماضي التي انعكست سلباً عليها• وقد شهدت عاصمة الشمال طرابلس والضنية والمنية والبقاع الأوسط والغربي، حركة عادية، حيث فتحت المؤسسات التجارية والمدارس، وكذلك الأمر في الشوف وعاليه وصيدا، في حين شهدت الضاحية الجنوبية ومعظم مدن وقرى الجنوب والبقاع الشمالي اقفالاً شبه تام وسط قطع للطرق بالاطارات• المطار واستأنفت الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي بعد ظهر امس نشاطها بوصول خمس طائرات بينها ثلاث لطيران الشرق الأوسط قادمة من اسطنبول والكويت ونيجيريا ورابعة لشركة الطيران العربية، وذلك بعد توقف الحركة 5 ساعات من التاسعة صباحاً حتى الثالثة بعد ظهر امس• ولاقى الواصلون صعوبات في الانتقال من المطار، فبعضهم استطاع ان يستعين بأقاربه والبعض الآخر بسيارات الأجرة التابعة للمطار بينما انتظر العديد من القادمين في قاعة الوصول في المطار لساعات عديدة بانتظار هدوء الوضع الأمني لانتقالهم الى اماكن سكنهم"• وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط تعليق رحلاتها حتى ظهر اليوم• وقرابة العاشرة ليلاً هبطت في المطار طائرة ايرانية تقل 300 راكب في رحلة عادية، ومعظم الركاب من الأسر اللبنانية التي كان افرادها في زيارة الأماكن المقدسة• وكانت الفنانة اللبنانية فيروز عادت قرابة الساعة السابعة والنصف مساء على متن طائرة تابعة للامارات العربية آتية من دبي، وتولى احد الضباط تأمين نقلها الى مكان اقامتها• *عن اللواء اللبنانية |