المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
عرض فيلم تونسي على قناة "اليمن"

عرض فيلم تونسي على قناة "اليمن" الفضائية



بثت قناة اليمن الفضائية خلال سهرة الجمعة 30 يناير 2009 الفيلم التونسي "آخر فيلم" للمخرج المعروف النوري بوزيد حول استقطاب الشباب من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة ليتحولوا إلى إرهابيين دون وعي أو تفكير. وقد تناول الفيلم الموضوع بجرأة كبيرة لم يسبق إليها أي فيلم تونسي أو عربي.


ويروي الفيلم الذي يتقاسم بطولته لطفي العبدلي ولطفي الدزيري قصة شاب يدعى "بهتة" يعيش في حي شعبي ويهوى أشكالا من الرقص والغناء الغربي ويحلم بالهجرة لأوروبا بكل الوسائل لتحسين وضعه المادي.
ويركز الفيلم الذي دام قرابة ساعتين في جزئه الأكبر على كيفية تخطيط مجموعة إسلامية متشددة لاستقطاب الشاب الذي يعاني من إنسداد الآفاق أمامه ومشاكل متراكمة مع والده، بحكم البطالة، قبل أن تبدأ هذه المجموعة بالتأثير عليه بكلمات رنانة مثل الجهاد والكفار والشرف والفدائي وشهيد الأمة.

ولعل من أبرز اللقطات إثارة في الفيلم بث نقاش حاد حصل بين بطل الفيلم ومخرجه حول الموضوع. وفي إحدى هذه اللقطات يحتج بطل الفيلم ويرفض مواصلة العمل ويقول للمخرج "هل أنت بفيلمك هذا تستخدمني لمحاربة المسلمين" بينما يحاول المخرج إقناع البطل أنه ليس ضد الإسلام الحق، دين الاعتدال والوسطيّة، بل ضد خلط الدين بالسياسة واستغلال الدين لأهداف أخرى.
لكن الممثل الذي يؤدي دور البطولة، وهو لطفي العبدلي، يحتج من جديد على المخرج ويقطع ثانية التصوير ويقول لمخرجه "بعد نهاية الفيلم سيقتل أحدنا أو سيسجن" ويضيف محتجا "أنا خائف من الإسلاميين والمثقفين... أنا خائف من الجميع... أنا لا أنام كلما أصور مشهدا". وتعمد المخرج التونسي إدراج الحوار الساخن الذي دار مع البطل والذي يمثل جزء هام من السيناريو، لأن الخوف من الإرهاب هو هاجس مشترك بين المخرج والممثل وكذلك هاجس العالم بأكمله.

وقد جذب الفيلم جمهورا تونسيا كبيرا من المتفرجين والنقاد، وشهد إقبالا واسعا في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائي في دورته الحادية والعشرين.
وفي تعليقه على اختياره موضوع الفيلم المذكور، أفاد المخرج النوري بوزيد أنه "شعر بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بضرورة التعجيل بالحديث عن موضوع مرتبط بالأحداث والتعبير عن موقفه من الإرهاب وجذوره وأسبابه لأن الإرهابيين ضحايا يتم توظيفهم والتلاعب بهم".

ويعتر هذا الفيلم السادس للمخرج التونسي النوري بوزيد الذي تتميز أفلامه بالمنحى الإجتماعي. وللنوري بوزيد بصماته الخاصة في السينما التونسية. ومن أبرز أعماله فيلم "رجل من رماد" الذي فاز بجائزة في "مهرجان كان السينمائي".
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 11:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/66905.htm