المؤتمرنت - وكالات -
مطالب بالتزام أميركي حيال باكستان
طالب الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور جون كيري الثلاثاء بالتزام أميركي طويل المدى حيال باكستان لمساعدتها في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية للتغلب على التحديات التي تواجهها والتي قالا إنها تهدد الولايات المتحدة والعالم.

وأكد كيري في جلسة استماع أمام اللجنة حول الإستراتيجية الأميركية حيال باكستان أن وجود باكستان مستقرة وآمنة وديمقراطية يعد من المصالح الأمنية الحيوية للولايات المتحدة مشددا على ضرورة أن تقوم بلاده بدعم وتعزيز الحكومة الديمقراطية في باكستان للقضاء بشكل نهائي على التهديد المتطرف الناجم عن القاعدة والمجموعات الإرهابية المتصلة بها.

ووصف كيري باكستان بأنها من أكثر التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية صعوبة في ضوء الترسانة النووية التي تمتلكها والملاذات الآمنة للإرهابيين وحركة طالبان وزيادة التمرد هناك.

وقال إن باكستان تواجه حاليا خيارين أولهما أن يتم شلها من جانب حركة طالبان وثانيهما أن تصبح حصنا ضد كل ما تمثله طالبان من أفكار معتبرا أن التطورات الأخيرة في باكستان أظهرت للكونغرس والإدارة الحاجة الملحة لتبني إستراتيجية جديدة وجريئة.

وشدد على أن الشعب الباكستاني وليس الأميركي هو الذي ينبغي أن يحدد مستقبل باكستان مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية وجود التزام أميركي طويل المدى حيال باكستان على مختلف الأصعدة.

علاقات متأرجحة

ومن ناحيته اعتبر الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك أن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان كانت متأرجحة على مدار السنوات الماضية مشيرا إلى وجود بعض الأطراف الباكستانية التي لا ترى الولايات المتحدة شريكا يعتمد عليه على المدى الطويل.

وقال إنه ينبغي أن يتم التركيز من جانب الإدارة الأميركية على تحسين العلاقات مع باكستان وجعلها في وضع أفضل على المدى البعيد مشيرا إلى وجود اعتقاد لدى الباكستانيين بأن الولايات المتحدة سوف تتخلى عنهم بمجرد تحقيق أهدافها بمكافحة الإرهاب بينما يتساءل العديد في الولايات المتحدة عن مدى التزام بعض العناصر في الحكومة الباكستانية بالقضاء على الملاذ الآمن الذي يحتفظ به الإرهابيون على الأراضي الباكستانية.

وأضاف أن الهدف الإستراتيجي الرئيسي لإدارة الرئيس أوباما هو "تعطيل وتفكيك وهزيمة القاعدة والقضاء على الملاذات الآمنة في أفغانستان وباكستان" مشيرا إلى أن إستراتيجية الرئيس التي تم إعلانها في شهر مارس/آذار الماضي تظهر بوضوح أهمية مستقبل واستقرار باكستان بالنسبة للعالم والحاجة إلى زيادة الأمن والمساعدات التنموية لباكستان.

التعاون الثلاثي

وأشار هولبروك إلى أهمية التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة وباكستان وأفغانستان في ظل الالتزام المشترك بين الدول الثلاث بمكافحة انتشار الإرهاب والتطرف والذي أعلن عنه في اجتماعات القمة الثلاثية التي شهدتها واشنطن الأسبوع الماضي.

وقال أن باكستان وأفغانستان قامتا خلال الاجتماعات الأخيرة بطرح عدد من المبادرات لتعزيز التعاون المشترك في مجالات تجارة الترانزيت والتشاور القبلي عبر الحدود من خلال عقد مجلس مشترك بعد الانتخابات الأفغانية وفتح مركزين للتنسيق الحدودي خلال العام الحالي مع السعي لتبني خطة مشتركة للتعامل مع قضايا أمن الحدود والعدالة وتطبيق القانون وذلك بدعم من الولايات المتحدة مع عقد المزيد من الاجتماعات الثلاثية مستقبلا.

وأضاف أن إدارة الرئيس أوباما تسعى إلى الحصول على دعم دولي لباكستان من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) والدول الحليفة لواشنطن والبنك الدولي والدول المانحة التي قدمت تعهدات خلال مؤتمر المانحين في طوكيو الشهر الماضي بقيمة 5 مليارات دولار لدعم أهداف التنمية في باكستان.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز الطاقات المدنية في باكستان والإمكانات الحكومية مع تخصيص المزيد من الموارد لمجابهة التحديات الاقتصادية وتلك المتعلقة بالحكم الرشيد في باكستان مع بناء قدرات مكافحة التمرد والقضاء على ملاذات المتشددين والتنسيق الإستراتيجي في مجال المعلومات ومجابهة الأداة الإعلامية للإرهابيين ودعم التشريع الخاص بتقديم المساعدات لباكستان وربطها بالالتزام الحكومي بالقضاء على القاعدة والجماعات المتطرفة على الحدود ووضع معايير لقياس مدى الالتزام الباكستاني بتحقيق هذه الأهداف.

يذكر أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ كانت قد استضافت يوم الخميس الماضي الرئيس الباكستاني أصف علي زرداري والأفغاني حامد كرزاي للحديث عن التحديات التي تواجه بلديهما والدور الذي ينبغي أن تلعبه الإدارة الأميركية في الفترة المقبلة
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 02-يونيو-2024 الساعة: 05:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/70017.htm