المؤتمر نت - 
توصف الحضارة اليمنية بأنها حضارة الطين، ذلك ان الانسان اليمني استطاع ومنذ القدم أن يستغل ويتكيف مع تراب أرضه في آيات وروائع من فنون العمارة الطينية الجميلة، التي تجسد قدرته على الخلق والإبداع، وهو ما حمله معه - ايضاً - في هجرته إلى مواطن العروبة والاسلام..
بقلم-:بدر بن عقيل -
العمارة الطينية اليمنية إعجاب.. ولكن

توصف الحضارة اليمنية بأنها حضارة الطين، ذلك ان الانسان اليمني استطاع ومنذ القدم أن يستغل ويتكيف مع تراب أرضه في آيات وروائع من فنون العمارة الطينية الجميلة، التي تجسد قدرته على الخلق والإبداع، وهو ما حمله معه - ايضاً - في هجرته إلى مواطن العروبة والاسلام..
فعندما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعيد بناء مسجده الشريف بالمدينة المنورة مع أصحابه وبالطين واللبن، وبينهم الصحافي اليماني الجليل طلق بن علي رضي الله عنه، التفت عليه الصلاة والسلام إليهم وقال شهادة حق في هذا الصحافي القادم من أرض حضارة الطين:
«دعوا اليماني والطين، فإنه أصنعكم للطين»..!
ولهذا تظل مسألة الحفاظ والاهتمام بالعمارة الطينية وحمايتها من غزو وتطاول البناء الاسمنتي المسلح هامة وواجبا وطنيا بالمقام الأول، ذلك أن هذا الجانب يشكل في حقيقة الأمر امتداداً حياً، وساطعاً، للتاريخ والحضارة اليمنية، وقدرة الانسان اليمني على الخلق، والإبداع، والاتقان، والتكيف مع ظروفه الطبيعية والمناخية، وبإمكانيات أرضنا الطيبة المعطاءة..
ويمكن القول: إن مباني مدينة شبام حضرموت - أقدم ناطحات سحاب في العالم - خير شاهد على روعة وأهمية فن العمارة الطينية اليمنية..!!
وفي زيارته الأخيرة الميمونة لمحافظة حضرموت دعا فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية المواطنين وبالذات أبناء وادي حضرموت لإيلاء هذا الجانب الحرص والأهمية القصوى، خاصة وان هذا الوادي الخصيب، وبما يضفيه عليه من سحر وأناقة فن البناء الطيني، غدا اليوم قبلة للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم ومستحوذاً على اعجابهم الشديد..!!
لقد كتب سائح أجنبي يقول: «إن وادي حضرموت هو المتحف الوحيد في العالم الذي يمشي المرء وسطه بالسيارة.. ولمدة ساعات..!!».
ولاشك ان هذا المتحف الحي المتجدد تشكل العمارة الطينية أجمل شواهده وعناوينه، ولقد رأينا وسمعنا وقرأنا كيف شد وادي حضرموت وعمارته الطينية الأديب الألماني العالمي غونترغراس، الحائز على جائزة نوبل للآداب لزيارته مرتين خلال عام واحد، ومبادرته الرائعة في إنشاء معهد بمدينة تريم.. يختص بالحفاظ على فنون البناء الطيني وتقاليده.
وهكذا هو حال مدينة صنعاء القديمة التي تبعث عمارتها الطينية التقليدية على الدهشة والإعجاب، فلقد وصفت صحيفة «الجورنالية دي ايتاليا» الايطالية مدينة صنعاء بأنها المدينة الأكثر تميزاً في العالم من حيث جمالها، وروعة معمارها، وشبهتها بمدينة «فينسيا» الايطالية من خلال التراث المعماري الذي يعتبر الوحيد الذي يدمج بين المعمار والنحت.
وأفردت صفحتها السياحية لإبراز جمال مدينة صنعاء التي تفنن اليمنيون القدماء في تشييد منازلها، لتعبر اليمن بهذا الفن من إطار المحلية في رسم ونقل التراث الحضاري إلى واقع تتعاقب عليه الأجيال.
وأتذكر انه أثناء زيارة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى كندا في مارس 0002م قالت السيدة ادريان كلردكسون الحاكم العام لكندا للأخ الرئيس: «بفضل أعمال المخرج الايطالي الكبير «بيرباسلوني» أعجبت إعجاباً كبيراً بمشاهدة بلادكم الرائعة، وصور الصحراء والمناطق الجبلية، وصور المآثر المعمارية التي يعود تاريخها إلى قرون عديدة..!!»
إذن
هل نجسد دعوة الأخ الرئيس للحفاظ على العمارة الطينية إلى واقع ملموس؟!
هل نحافظ على هذا الإرث التاريخي الأصيل؟!
أتمنى ذلك

نقلاً عن الثورة
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/7330.htm