المؤتمر نت -
أحمد غراب -
الزواج بعد الفطام
تمنيت وأنا أتابع تفاصيل الجدل الدائر حول الزواج المبكر في بلادنا أن يتم استدعائي إلى مجلس النواب للإدلاء بشهادتي كشاهد عيان على زواج الأطفال؛ فقد تزوجت -وكنت طفلا- من طفلة، ظنا مني أنني أقلد عدنان ولينا.

بعد سبعة عشر عاما من الزواج أستطيع أن أقول لكم إن الزواج المبكر يجعل الذكر منا يبلغ سن الرشد قبل سن البلوغ. لكن هذه ليست القضية؛ فالذكر حتى وإن تزوج مبكرا لا يحبل ولا يلد ولا يشعر بالآم المخاض ولا ينزف ولا يتعرض لعملية قيصرية... بعكس الأنثى التي تعاني الأمرين، بل المرارات العشر، عندما تتزوج في سن مبكرة.

ولن أذهب بعيدا، فزوجتي أسقطت ما يقارب ست مرات، ومعي الآن ثلاثة أطفال، وواحد في الطريق، بمعنى أن عدد الأطفال الذين كانوا سيصبحون معي وأنا في بداية العقد الثالث من عمري، عشرة. وهذه الحالة التي أستشهد بها لا تذكر أمام الحالات المأساوية المهولة التي ترفع وفيات الأمهات في بلادنا لتصبح أعلى نسبة في العالم، بسبب الزواج والحمل المبكر.

يروي أحد الأطباء أن طفلة لم يتحمل جسمها الصغير الحمل المبكر وواجه الأطباء صعوبة في إجراء عملية قيصرية لها بسبب الضيق الشديد لبطنها وصدرها، فأجروا لها ما يقارب سبع عمليات جراحية لترقيع الرحم، وسرعان ما تعرضت لانفجار في الرحم أفقدها مستقبلها كامرأة.

يعتقد البعض أن الزواج المبكر ليس له أي تأثير علينا نحن معشر الذكور، باستثناء الإصابة بالمراهقة المتأخرة والحراف المزمن. بل إن هناك من يظن أن الزواج بطفلة موضوع صحي جدا يقضي على حب الشباب! ويغفل هؤلاء عن أن الذي يتزوج وهو طفل لا يعيش طفولته جيدا ويختزل مرحلة شبابه في الهم والهرم والبحث عن شقة رخيصة للإيجار أو دبة غاز "مغفر" أو كيس قمح، ناهيك عن المشاوير العلاجية التي تتوالى مع أول سنة زواج ابتداء بالفطريات وسقوط الرحم وسقوط الجنين... وهلم جرا من المشاكل الصحية التي لا تستوعبها بطن الأنثى الصغيرة ولا يقدر عليها جيب "سي السيد".

زد على ذلك أن الطفل الذي يتزوج طفلة عندما يفاجأ أنه أصبح أبا لطفل قد لا يمتلك قيمة كيلو تمر يغذي به زوجته الصغيرة الحامل، وطبعا مش معقول يجيب لها "بفك عدنان ولينا".
*عن السياسية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 09-مايو-2025 الساعة: 02:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/79626.htm