المؤتمر نت -
محمد حسين النظاري* -
عندما نخدم الإرهابيين بالقرارات المتسرعة
الردود المتسرعة الصادرة عن بعض الدول التي تدعي بأنها تساعد اليمن في محاربة آفة الإرهاب , والتي تظهر كلما جدت عملية إرهابية , ولعل آخرها حكاية الطرود البريدية , والتي على إثرها سارعت بعض الدول إلى منع الطيران اليمني من الهبوط على أراضيها من جهة , والى تحذير رعاياها من جهة ثانية , وكل تلك التداعيات السريعة لا تصب إلا في خدمة من يقوم بتلك الأعمال الإجرامية .

إن حادثة الطردين المشتبه بهما والتي تضاربت الأنباء حولهما , ولم يثبت بعد هل تقفز الشكوك في القضية لمرحلة اليقين , وأيا كانت النتائج التي ستسفر عنها التحقيقات , ستثبت حقيقة واحدة وهي بأننا مستهدفون وعندما كنا نحذر العالم من خطر هذه الأعمال الإجرامية كان العالم يدير لنا ظهره , واليوم وقد مسه بعض ما مسنا نراه يصدق ما قالته اليمن منذ أعوام ولكن وللأسف الشديد , كان الأمر متأخرا بعد إن استفحل الخطر , ولكن ليس من الصعب إزالته إذا ما قام المجتمع الدولي بدوره المفروض عليه تجاه اليمن .

إن ما يحدث من بعض شركائنا في المجتمع الدولي لا يرقى إطلاقا لمستوى الشراكة في الحرب على الإرهاب , فالشراكة تعني التعاون مع الشريك لا التعاون عليه , فما يجري في بعض العواصم الغربية يوحي وكان اليمن موطن الإرهاب , ويتناسون بسرعة ما تدفعه اليمن من ثمن كبير والمتمثل في أرواح الشهداء من قوات الأمن الذين دفعوا أرواحهم في سبيل تأمين الوطن , كما يتجرع الوطن خسائر كبيرة على المستوى الاقتصادي عبر تراجع العائدات السياحية , وهروب المستثمرين .
ليس من المنطق إن يبقى اليمن بين مطرقة القاعدة وسندان عدم تفهم المجتمع الدولي , فما يجري الآن يخدم المخططات الإرهابية الساعية إلى زعزعة الاستقرار في اليمن وتصديره لدول المنطقة ودول العالم , والتي ترمي أيضا إلى عزل اليمن عن المجتمع الدولي والاستفراد به ويتأكد ذلك في إصرار العالم عل عدم تفهم ما يجري في اليمن إلا بقدر دفع الخطر عنهم فقط .

تعامل قوات الأمن مع الفتاة المشتبه بها في قضية الطردين المشبوهين , يؤكد الشفافية التي تتعامل بها تلك الأجهزة مع هكذا قضايا , فالإفراج عنها لعدم ثبوت الأدلة يبرهن بأن اجهزة الأمن لا تأخذ الناس بالظن بل بالأدلة والبراهين , ونقول للذين ادعوا تعرض الفتاة لانتهاكات بأن عليهم العودة إلى تصريحاتها التي تؤكد كيف تعامل معها الأمن وفق القانون .

هناك مؤامرة تحاك ضد الخطوط الجوية اليمنية ومنافذنا الجوية, ابتداء من حادثة جزر القمر وانتهاء بالطردين , وهناك من يهمه تدمير هذا المرفق الهام ,ورغم أننا نتحفظ على بعض خدمات اليمنية إلا أن ذلك لا يلغي أنها تتمتع بريادة , ونسبة أمان عالية مقارنة بالخطوط الأخرى , فنسبة الحوادث الفنية فيها منعدمة إلا ما يريده الآخرون لها الآن .

*باحث دكتوراه بالجزائر
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-سبتمبر-2025 الساعة: 03:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/85360.htm