المؤتمر نت -

المؤتمر نت -
ضربة مؤلمة لحزب الشعب الباكستاني باغتيال حاكم البنجاب
يعد اغتيال حاكم إقليم البنجاب "سلمان تأثير" الخسارة الأكبر التي تعرض لها حزب الشعب الباكستاني الحاكم عقب اغتيال زعيمة الحزب السابقة بينظير بوتو قبل ثلاثة أعوام، حيث يعتبر "تأثير" من القيادات الرئيسية في الحزب وهو في الأصل رجل أعمال، وصديق مقرب من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، وبسبب قربه من زرداري حصل على هذا الموقع الهام ،حيث يقال هنا بأن من يحكم البنجاب يحكم باكستان.

قانون التجديف الحارس الشخصي قال بأنه أقدم على فعتله هذه بسبب دعوة الحاكم المغدور الى إلغاء قانون التجديف ووصف إياه بالقانون الأسود. مما يضع الحكومة شعبياً ،مرة أخرى، في حرج جديد، حيث كانت قد واجهت خلال الشهرين الماضيين موجة واسعة من الانتقادات والتظاهرات سيرتها الجماعات الدينية في باكستان ضد دعوة شخصيات بارزة في الحزب الحاكم على رأسها حاكم إقليم البنجاب المغدور بضرورة إلغاء قانون التجديف.

كما يأتي الاغتيال في لحظة بات فيها الائتلاف الحكومي يعيش حالة سخط شعبي بسبب غلاء الأسعار والوضع الاقتصادي المتردي، وتفشي الفساد المالي، وفشل الحكومة حتى اليوم في التعامل مع تبعات فيضانات الصيف الماضي.

أما التطور الأهم والذي واكب عملية اغتيال القيادي البارز في حزب الشعب الحاكم هو انسحاب أهم حزبين سياسيين من التحالف الحاكم وانضمامها للمعارضة مبررين ذلك بكل ما سلف من انتقادات توجه للحكومة في هذه المرحلة، الحزبان هما جمعية علماء الإسلام و الحركة القومية المتحدة.

بذلك تكون حكومة حزب الشعب قد تحولت إلى حكومة أقلية في البرلمان تعيش أضعف مراحلها وبحاجة إلى تقديم تنازلات لأحزاب المعارضة الأخرى، من أجل كسب الوقت والاستمرار في الحكم لسنتين قادمتين قبل الدعوة للانتخابات العامة المقررة في العام 2013.

عوامل داخلية تتعلق بتحالفات سياسية في المجالس الإقليمية بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة الرئيسة ستحول في هذه المرحلة على الأقل دون طلب المعارضة حجب الثقة عن "حكومة الأقلية"، لكن ذلك لن يمنع من وضع الحكومة تحت رحمة هذه الأحزاب، إضافة الى أن أي مشروع لحجب الثقة يجب أن يمر عبر الرئيس، وهو الأمر الذي لن يقدم عليه الرئيس لأن نهاية حكومة حزب الشعب تعني أيضا خروجه من المشهد السياسي.

العامل الخارجي المتمثل في الحاجة الأمريكية إلى باكستان مستقرة سياسيا في وجه طالبان والقاعدة، واستحقاقات الوضع المتردي الذي تمر به القوات الدولية في أفغانستان، عامل رئيسي آخر تدركه قيادات المعارضة الرئيسة تصريحا وتلميحا، بما في ذلك المؤسسة العسكرية التي لا زالت تراقب الأوضاع، وتبدو زاهدة هذه المرة في التقدم والسيطرة على مقاليد الحكم، على الأقل حتى هذه اللحظة، لأن الأوضاع في باكستان في نظر المؤسستين الأمنية والعسكرية، على سوئها، لازالت تحت السيطرة.
العربية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 04:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/87479.htm