الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 02-يونيو-2024 الساعة: 08:37 م
ابحث ابحث عن:
أخبار
الأربعاء, 17-يناير-2007
المؤتمر نت - >بلغ عبده محمد مؤخرا عامه الثالث عشر، وقضى يوم عيد ميلاده هائما في شوارع بوساسو، وهي مدينة ساحلية تقع شمال الصومال. 
 وهو يقيم في تلك المدينة منذ ثلاثة أسابيع بعد أن قطع سيرا على الأقدام مئات الكيلومترات قادماً بقلم: ادم مينوت -
التوجه إلى اليمن من اجل حياة أفضل
بلغ عبده محمد مؤخرا عامه الثالث عشر، وقضى يوم عيد ميلاده هائما في شوارع بوساسو، وهي مدينة ساحلية تقع شمال الصومال.

وهو يقيم في تلك المدينة منذ ثلاثة أسابيع بعد أن قطع سيرا على الأقدام مئات الكيلومترات قادماً من منزله في إثيوبيا. ويعتبر عبدر محمد جزء من التدفق الضخم الذي يتوجه من إثيوبيا وجنوب الصومال والسودان إلى مدينة بوساسو الصومالية. وتقدر السلطات في المدينة أن هناك ما يزيد عن 5000 شخص موجودين في المدينة. وما يجعل هؤلاء الناس يتدفقون إلى المدينة هو الفرصة التي توفرها بوساسو للهرب من البؤس الذي يعيشونه في القرن الأفريقي.

وقد قبضت الشرطة على عبدر محمد قبل بضعة أيام ووضعته في مخيم مؤقت يقع خارج المدينة حيث توفر فيه مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المأوى والطعام.

واخبرني عبدر محمد عن سبب مجيئه إلى هذه المدينة، حيث قال:" قُتل والدي ووالدتي عندما كنت صغيرا، ثم قُتل بعدها عمي الذي كان يرعاني. لم يعد لدي هناك من يرعاني وظننت باني سوف أُقتل، لذلك وفي إحدى الليالي هربت. لقد جئت إلى بوساسو لأنني أريد أن أجد قاربا يأخذني إلى اليمن. ليس لدي ما أعيش من اجله في إثيوبيا".

وتعتبر مدينة بوساسو، الميناء الساحلي والتجاري، اكثر المناطق ازدحاما بالمهاجرين في العالم. حيث يمكن الوصول إلى السواحل اليمنية في خليج عدن بعد الإبحار يوما واحدا. وينظر الآلاف إلى المياه الدافئة الزرقاء كفرصة للهرب من الفقر المدقع والجوع الموجود في الشمال الشرقي لإفريقيا.

وقد سمعوا أن هناك الكثير من فرص العمل التي يمكن إيجادها في اليمن أو الدولة المجاورة لها المملكة العربية السعودية. ويأمل العديد منهم ان يتمكنوا بعد ذلك من الذهاب إلى اروربا.

المكسب:

ويتوجب على المهاجر أن يدفع 90 دولارا حتى يتمكن من عبور الخليج. ويعتبر ذلك المبلغ بمثابة ثروة صغيرة بالنسبة لهؤلاء الناس. وإذا لم يتمكنوا من توفيرها، حيث أن أجرة العمل اليومية في بوساسو لا تزيد عن دولار واحد، يقوم البعض بالعمل عدة أسابيع محاولا توفير المبلغ المطلوب.

فيما يقوم البعض الآخر ببيع ممتلكاتهم أو الاستدانة بالفائدة. ويتم عقد الصفقات ليلاً في أزقة الميناء المظلمة.

أما عبد العزيز فقد جاء إلى بوساسو مع أربعة من رفاقه. وقد وفر قيمة "التذكرة" كما اخبرني عندما التقيت به. وقال انه سمع عن مخاطر الرحلة، حيث يقوم ربابنة القوارب عديمي الضمير برمي المسافرين من على ظهر المراكب. وعندما سألته إن كان يشعر بالخوف من أن يموت قال:" إذا بقيت في إثيوبيا فسوف اقتل على أيه حال. وقد أموت وأنا أحاول الهجرة".

وبالنسبة للبحارة فهذه تعتبر تجارة رابحة أكثر من صيد السمك. فإذا ملئوا مركبا بتسعين أو مائة مهاجر، فسوف يحصلون خلال ليلتين على إجمالي دخلهم السنوي من الصيد، أي حوالي ثمانية ألاف إلى تسعة ألاف دولار.

والخطر الوحيد الذي يواجهه البحارة هو الوقوع في يد خفر السواحل اليمنية، لذلك وقبل أن يصلوا إلى وجهتهم بعدة كيلومترات يأمرون المسافرين معهم بالقفز من على ظهر المراكب والسباحة الأمر الذي يؤدي إلى موت العديد من الأشخاص.

وتقول السلطات في بوساسو أنها تحاول السيطرة على هذه التجارة غير القانونية، لكن يبدو من الواضح انه لا يبذل الكثير في هذا الشأن. فتحت سمع وبصر خفر السواحل تتمايل عدد من مراكب الصيد المجهزة لنقل المسافرين.

محاولة أخرى:

يظهر أن ربابنة المراكب لديهم زبائن لا حصر لهم، حيث تقدر وزارة الداخلية الصومالية بان هناك ثلاثمائة شخص يشقون طريقهم إلى اليمن كل ليلة. وفي الطريق الجبلية المؤدية إلى بوساسو وجدنا حسين محمد نور، الذي قطع طريقه سيراً على الأقدام مدة خمسة أيام من دون أن يأكل شيئا منذ ثمان وأربعين ساعة. وبسبب نحول جسده من الجوع أصيب بمرض التيفوئيد – وربما يكون سبب المرض هو الماء الملوث الذي شربه خلال سفره متوجها إلى بوساسو. وقال لنا حسين:"أنا ذاهب إلى اليمن. لقد كنت هناك قبل عامين لكن الشرطة اعتقلتني وأعادتني إلى إثيوبيا. وقبل أربعة أعوام استطعت الذهاب إلى السعودية حيث ركبت قاربا من جيبوتي. اعرف أنني ساجد عملا في اليمن لذلك أنا أحاول الذهاب إليها مرة أخرى".


*الـ بي.بي.سي/ ترجمة: خديجة السنيدار




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر