-
: الإثنين, 06-أكتوبر-2025 الساعة: 02:32 م
:
أخبار
المؤتمر نت - معتقلين بجوانتناموا

الإثنين, 27-أغسطس-2007
المؤتمرنت - ناصر الربيعي -
محامي(15) يمنياً بجوانتنامو يروي أوضاعهم
قال محام أمريكي أنه من المرجح أن تفرج السلطات الأمريكية عن كافة المعتقلين اليمنيين في حال اتخذت قراراً بإغلاق معتقل "جوانتنامو" رضوخاً للضغط السياسي المتزايد أو امتثالاً لقرار من المحكمة يدين المعتقل .
و قال السيد " ديفيد ريمز" الذي يمثل خمسة عشر يمنياً أمام القضاء الأمريكي في تصريحات خاصة لـ(المؤتمرنت ) إن الحكومة الأمريكية قد تغلق المعتقل قبل نهاية هذا العام تجنباً لقرار المحكمة العليا الذي يصدر في أبريل .

وطالب المحامي من الحكومة اليمنية أن تولي قضية المعتقلين اليمنيين جل اهتمامها حتى وإن أغلق المعتقل.

وقال السيد " ريمز" في تصريحات أرسلها من واشنطن بعد عودته من جوانتانامو مطلع هذا الأسبوع : "إن المعتقلين اليمنيين لن يعودوا إلى اليمن إن لم يجعل الرئيس صالح موضوع عودتهم على رأس أولوياته، وليس هناك حديث إلى الآن، أين سيودع اليمنيون بعد إغلاق المعتقل؟ ".

و كان الرئيس علي عبدا لله صالح قال مطلع هذا الأسبوع إن حكومته تتابع بكل اهتمام قضية المعتقلين اليمنيين في " جوانتانامو" و تطالب بتسليمهم مع ملفاتهم للحكومة اليمنية للإفراج عنهم أو تقديمهم للمحاكمة إن وجدت تهم محددة ضدهم.


و أفرجت السلطات الأمريكية إلى الآن عن اثني عشر يمنياً من أصل 107 معتقلين يمنيين في " جوانتانامو" ، كان أولهم وليد القدسي من محافظة تعز الذي أفرج عنه في منتصف 2004 وأخرهم مجموعة من أربعة رجال أفرج عنهم في يونيو الماضي غير أنهم لا يزالون يقبعون في سجن الأمن السياسي في صنعاء إلى الآن. و أحد هؤلاء الأربعة هو صادق محمد سعيد من محافظة إب و هو من موكلي المحامي ريمز .


" أعتقد أن المحكمة العليا ستقضي بان الحكومة تصرفت بشكل غير قانوني في حق الرجال المعتقلين في جوانتانامو و ستأمر الحكومة بعقد جلسات استماع عادلة لهم و هذا مالا تريده الحكومة ، لذا فستقوم الحكومة بإغلاق المعتقل قبل أن تستمع المحكمة العليا لحجج المحامين في بداية ديسمبر القادم لتتجنب الإحراج من صدور هذا القرار"، قال السيد ريمز.

و أضاف إن الحكومة ستواجه قراراً مماثلاً من محكمة فدرالية ذات درجة أدنى مما يزيد الضغوط على الحكومة لإغلاق المعتقل.

وقال " ريمز" إن زيارته التي استغرقت يومين فقط اقتصرت على لقاء اثنين من موكليه فقط هما ياسين قاسم محمد إسماعيل و عبد الملك عبد الوهاب الرحبي حيث التقى بالأول منهما لأول مرة منذ فترة طويلة حيث كان يرفض مقابلة المحامين على الإطلاق و ينظر إليهم بنظرة الشك و الريبة .

وقال المحامي " ريمز" الذي زار اليمن ست مرات و قابل أسر موكليه في كل من صنعاء و إب و تعز و عدن، انه شعر بحزن عميق عندما اكتشف أن ياسين قد قضى ما يقارب ربع عمره في ذلك المعتقل الكئيب.


"في مساء الخميس الماضي (23 اغسطس 2007) التقيت ياسين قاسم محمد إسماعيل و كانت أول مره أراه فيها منذ سنة و نصف لأنه كان يرفض أن يلتقي بنا منذ فترة طويلة. وخلال الزيارة كان ياسين لطيفاً و هذا جعلني أشعر بارتياح و قد قضينا وقتا ممتعا و شيقا في الحديث. غير أن ياسين لم يبخبخ (لم يطبطب) على كتفي كشخص عادي مليء بالمرح والضحك و هو حر طليق، لكني اجزم انه بدا مستمتعا بوقته معي."

" و كانت التفاصيل التي سردتها له حول زيارتي لجميل و رشاد مع زميلتي " لورا بوترس " كان ربما ذلك ما دفعه للاستمتاع بالحديث معي رغم أنه كان يشكو من بعض الأوجاع و الآلام ، ولكن صحته جيدة بشكل عام ،" قال المحامي " ريمز" في إشارة منه لزيارته الأخيرة في مايو الماضي لليمن التي التقى فيها جميل قاسم محمد إسماعيل ( شقيق ياسين) و رشاد محمد سعيد ( ابن عم ياسين ) وبقية أفراد الأسرة.

و أكد المحامي " ريمز " انه لم يسمع أن موكليه أو أحداً منهم مضرب عن الطعام غير أنه قال إن صحتهم ليست جيدة جدا.

" بالرغم من أنه نحيف إلى حدا ما لكن لا يظهر عليه أنه مضرب عن الطعام . ليس لدي المزيد لأتكلم عنه لأنه كان يفضل السماع مني و لم يتحدث إلا قليلاً على شكل أسئلة. و لقد أحزنني كثيراً حين أدركت أن ياسين قضي ما يقارب ربع عمره إلى الآن في معتقل جوانتانامو."

و قضيت مساء و صباح الجمعة مع عبد الملك عبد الوهاب الرحبي وكانت آخر مرة رأيته فيها في مايو الماضي. عبد الملك في صحة جيدة بالرغم من انه يشكو بعض الأوجاع والآلام أيضا لكنها ليست خطيرة. و قضينا وقتا ممتعا و شيقا.

و قال السيد ريمز أن الزيارة تعني للمعتقلين الكثير و الكثير عندما يستمعون إلى أخبار بلادهم و أسرهم و أقاربهم فيستأنسون بها في وحشة المعتقل.

و أوضح أن موكله الرحبي سر كثيراً عندما ذكر اسم ابنته عائشة التي لم تعرف أباها إلى الآن.

"و لقد أخبرته بتفاصيل زيارتنا لأسرته في بيت رشاد حيث التقينا ابنته الصغيرة عائشة. وقد أشرق وجهه و وبدت عليه ابتسامة قلما يجدها المرء في هذا المعتقل عندما ذكر اسم عائشة،"
قال المحامي مشيرا إلى عائشة بنت الثما ن التي تعيش مع والدتها في مدينة إب وهي من مواليد قندهار و لم تر أباها إلى الآن.


ياسين قاسم محمد إسماعيل و عبد الملك عبد الوهاب الرحبي من محافظة إب ، قرية جبل حميد في جبلة، هما ضمن خمسة عشر يمني يمثلهم المحامي ديفيد ريمز من شركة المحاماة الأمريكية كوفنتن اند برلينج.



و قال المحامي إن الإجراءات المتبعة هنا في المعتقل أن المحاميين يزورون موكليهم لمدة ساعتين و نصف في الصباح و ثلاث ساعات في المساء كلاً على انفراد. و غالبا نجلب الفطور و الغداء لموكلينا من الخارج، مساء الأمس مثلا، جلبنا لـ عبد الملك الغداء بعد صلاة الظهر، جلبنا بيتزا مع صلصة (بسباس حارة جدا جدا و هو يحب ذلك) و أحضرنا فطيرة كيك كبيرة فوقها الجوز و المشمش المجفف و الزبيب و التمر. و تحدثنا عن الكثير من الأشياء في الحياة و كأننا نتناول الغداء في قرية عبد الملك خارج إب .

عندما شبعنا شعرت أن عبد الملك يشاطرني شعوراً أن تلك الساعات التي قضيناها معا بعد ظهيرة ذلك اليوم كان سيكون يمنياً خالصاً فيما لو حصلنا على القليل من القات و مضغناه معاً و طفقنا نتأمل في خفايا هذا الكون.

ثم انتقل المحامي ريمز إلى وصف بيئة المعتقل و بعض ما يعانيه المعتقلون هناك.

" إن وضع ياسين و عبد الملك لا يختلف عن كثير من السجناء فكل منهما في زنزانة انفرادية. الزنازين الانفرادية في العنبر الخامس(5camp) و العنبر السادس(6camp). ياسين في العنبر الخامس و عبدا لملك في العنبر السادس. و تعمل سلطات العنبر على عزل الرجال في زنازين انفرادية لجعل التواصل فيما بينهم و تدبير المؤامرات أكثر صعوبة. لكن إذا وجدت الإرادة وجدت الطريقة .

ومضى المحامي يقول : يتم و ضع كل رجل في العنبر الخامس والعنبر السادس في حجر صغيرة. يوجد في كل حجرة جدران بيضاء صلبة و باب مع نافذة طولية ضيقة التي تطل على دهليز و ممر يؤدي إلى حجرة أخرى في الاتجاه الأخر من الدهليز. باب الحجرة ثقيل الوزن و مغطى بلون الصدأ الأحمر البني الغامق.

و يوجد في الباب فتحة أفقية ضيقة تصل إلى ارتفاع الصدر و من خلالها يتم إدخال الوجبات إلى السجين. لا يوجد ضوء طبيعي في الحجرة و لا يوجد أثاث ما عدا مرحاض معدني متصل بمغسلة و لهما قصبة تصريف واحدة و يوجد منطقة صلبة مرتفعة التي ينام عليها السجين و فيها فراش نحيف مع بطانية بلاستيكية. البطانية بلاستكية (و هذا شيء لا استطيع حتى أن أتصورها) لمنع السجناء من استخدامها للانتحار حيث أنهم يستطيعوا الانتحار باستخدام الأغطية القطنية و البطانيات القماشية.

و تكون الحجرة مضاءة بضوء ساطع مشع من سقف الحجرة و تبقى الحجرة مضاءة على مدار الساعة. و هناك ضجيج عال ومتواصل خارج الحجر والأبواب المعدنية الثقيلة التي تفتح و تغلق بقوة عندما يأخذ السجناء للاستجمام في كل ساعات الليل و النهار مما يجعل النوم صعباً جدا. في بعض الأحيان، يقوم الحراس بقرع أبوب الحجر في الليل بشكل عنجهي لإيقاظ السجناء.

وفيما يتعلق بالعقوبات على الخروقات الصغيرة، فان سلطات المعتقل تقوم بمصادرة سجادة الصلاة أو حلق لحية السجين. و حيث أصبح الكثير من الرجال لا يتركون القرآن في حجرهم عندما يغادرونها لأي سبب بل يصطحبوه معهم حتى لا يتعرض القرآن للتدنيس من قبل الحراس ، وهذا يحدث بشكل متكرر . و عندما يعاقب السجين فانه يتم تقديم الطعام له في منديل بدلاً من إناء .






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر