الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 11:07 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
حوار
المؤتمر نت - قد لا يتسنى للمرء أن يصبح وزيراً ، إلا أنه متاح له أن يكون سياسياً بارعاً ، أو مثقفاً لامعاً ، أو رياضياً ماهراً .. ومتاح له أيضا أن يكون إنساناً بالمعنى الحقيقي للكلمة . أما إذا وفقه الله للجمع بين كل هذا وذاك ،فلا شك أن القاصي والداني سيدرك أن المعني لابد أن يكون وزيراً في الحكومة اليمنية يدعى حسين العواضي وزير الإعلام.
ربما لم يتسن لي معرفته عن كثب - رغم كل ما يتردد حوله - إلا أنني حين بلغني أنه عضو مواظب في النادي...

العواضي .. في زيارة خاصة

المؤتمرنت – نزار العبادي -
وزير يكتُب السياسة بأقلام البُسطاء وأنفاس الشبَاب
قد لا يتسنى للمرء أن يصبح وزيراً ، إلا أنه متاح له أن يكون سياسياً بارعاً ، أو مثقفاً لامعاً ، أو رياضياً ماهراً .. ومتاح له أيضا أن يكون إنساناً بالمعنى الحقيقي للكلمة . أما إذا وفقه الله للجمع بين كل هذا وذاك ،فلا شك أن القاصي والداني سيدرك أن المعني لابد أن يكون وزيراً في الحكومة اليمنية يدعى حسين العواضي وزير الإعلام.
ربما لم يتسن لي معرفته عن كثب - رغم كل ما يتردد حوله - إلا أنني حين بلغني أنه عضو مواظب في النادي الأهلي بصنعاء ، شدّني الفضول لمعرفة كيف يمارس الوزراء اليمنيين مسئولياتهم من موقع أدنى ، علّني اكتشف سراً جديداً من أسرار فوز الحزب الحاكم بأغلبية ساحقة في الانتخابات النيابية.

* الرياضة استقرار نفسي
معالي الوزير وصل النادي عصراً بملابس رياضية ، ومن غير أن يرافقه سوى سائقة الخاص ، ولم يكن وصوله حدثاً جللاً ، بل هو مشهد يومي ألفه كل من دأبت قدماه دخول النادي .. لكن كل من صادفه في الطريق بدا سعيداً وهو يصافحه ؛ وربما سيحمل الصِّغار ذكرى للسنين أنهم صافحوا الوزير ذات يوم بعد أن عجز آباؤهم وأجدادهم عن فعل الشيء نفسه.
افترش الوزير قطعة "موكيت" أمام إدارة النادي ؛ فكانت فرصتي لاكتشاف أغوار نفسه ، وملامسة فلسفته في الحياة ، وما يمكن أن تعني له الرياضة - كوزير إعلام- في دولة شاع صيتها حديثاً على كل لسان.
يرى معالي وزير الإعلام :"أن الرياضة علاج روحي وجسدي ،وهي تعطي استقرار نفسي للفرد خاصة مع ضغوط العمل ، وأنها علاج مجاني لأمراض العصر كونها من الوسائل المتاحة لكل الأعمار والمستويات الاجتماعية ، وكل شخص يمارس رياضة تناسب سنَّه .. وحتى المرأة مفتوح أمامها المجال لمزاولة الرياضة بعيداً عن الاختلاط ، واعتقد أن في بلادنا توفرت منشآت رياضية لا بأسٍ بها".

* حرب على القات
ولكن على ما يبدو أن العواضي كان لديه أكثر من سبب في حماسه تجاه الرياضة وارتياد النادي ، فهو يصف الرياضة بـ "الحرب الحقيقية على القات" بل ومقايل القات أيضاُ التي وصفها بـ "مقايل الحشوش"- واستميح الوزير عذراً باستخدام نفس التعابير رغم أن اللقاء كان غير رسمي.
وبشيء من الامتعاض يذكر معالي الوزير المقايل : "فيها قليل من الفائدة ، كثير من الضرر رغم أن بعضها فتحت ديوانيات سياسية وثقافية، ولكنها في وقتنا الحاضر لم تعد كذلك لأنها في الماضي كانت تجمع نخبة من العلماء والسياسيين وأًصحاب الفن الجميل والمثقفين وغيرهم ممن يرغب الإنسان بالاستماع إليهم والاستفادة من تجاربهم".
ويعلّق بروحه الفكهة بالدعابة "اليوم الذين يخزنوا في الصافية يحشوا على أصحاب حدة ، والذين يخزنون في الحصبة يحشوا على أصحاب نقم والكل غاطسين بالدخان".
ولعل موقف كهذا إزاء القات كان لابد أن ينعكس على الحياة الأسرية أيضاً فقد أخبرني: "القات لا يدخل البيت إطلاقاً .. يجب أن نوطِّن أنفسنا على أن نصير قدوة صالحة لأبنائنا". ومن هنا ابتكر العواضي طقوساً من المرح لأبنائه ومسابقات تنتهي بأن يشتري الخاسر شيئاً من الأطعمة يستمتع الجميع في تناوله - فتلك هي بعض فرصهم في القضاء على الفراغ.
ولأن العواضي يستمتع بإنسانيته، وعطفه الأبوي أيضاً ، فقد لفت انتباهي كيف أن طفلة توقفت مع أبيها أمامه فاستدعاها الوزير ووهبها بعض المال(جِعَالَة- كما اعتاد اليمنيون تسميتها) فتلك هي ثقافة الآباء والأجداد الذي لا يمكن لمنصب وزاري اجتثاثه.

* طقوس المسئولين
يعتقد معالي الوزير أن كل شخص مهما تعاظمت مسئولياته المفروض عنده وقت فراغ يستمتع به كيفما شاء.إلاّ أن "البعض يقع في غلطة كبيرة عندما يعزل نفسه في طقوس المسئولية ، وبين خمسة مرافقين ، ومجلس قات فيصبح من الصعب عليه التخلص منها".
ويرى: " أن أي مسئول في أي موقع يفترض أن تكون عنده هواية معينة يمارسها ، ويبدد الهموم بها ، ويجدد طاقته من خلالها .. فنحن عندما نخرج من الوزارة إلى أين سنذهب ؟ هذا هو وسطك الاجتماعي ولا بد أن تكون فيه ، ولا تتعالى عليه ".
إذن فالساعة الرياضية التي بوسع الفرد ممارستها تخلصه من الهموم "والمسئول يبذل جهداً كبيراً وهو بحاجة إلى ما يجدد به طاقته وحيويته ليباشر العمل في الفترة المسائية ولديه طاقة متجددة"- كما يقول العواضي-"والرياضة ليس فيها فوقية أو دونية".
ولكن "الناس يستغربون أن وزيراً يمشي في الشارع بلا حراسات ، أو يلعب مع الشباب في نادي ، ولكنهم لا يستغربون أن وزيراً يقتل نفسه بالقات والدّخان !" هكذا هي ثقافة المجتمع ، وأتفق مع الوزير "أنها ستنتهي مع الوقت".

* جيل الوزراء الجُدد
حسين العواضي رجل يرى إنسانيته في وجوه الناس، وهو مؤمن أن "وجود المسئول مع الشباب فيه متعة ، وخدمة للشباب ولو بالنصيحة"، ويعتقد "أن النظرة الأبوية في الوظيفة تعيق الإبداع والبعض يقع في غلطة كبيرة عندما يعزل نفسه عن الجماهير في طقوس المسئولية بين المرافقين".
ويقول :"نحن العاملين في مجالات مهنية وإبداعية يكون احتكاكنا الأول بالناس البسطاء فنستلهم همومهم ومشاكلهم، ولا ينبغي على أحد أن يعيش في برج عاجي بعيداً عن أبناء شعبه".
ويؤكد:" نحن من الجيل الذي أتيحت له فرصة الوصول إلى مواقع وزارية ، فجعلنا منها مواقعاً بسيطة وبإمكان كل الناس الوصول إليها، فالوزير ليس بُعْبُع ويحتاج إلى جيش من الحرس، بل هو يؤدي واجباً وطنياً، وإذا كان الوزير يجلس 20 سنة في الماضي فهو الآن يمكن لا يجلس أكثر من أربع سنوات – وهذه من الملامح الجيدة التي أرساها الأخ رئيس الجمهورية".
وانطلاقاً من فلسفته في الوظيفة الوزارية تجده يقول:" تكرس عندنا أن نهاية العمر الوظيفي هي نهاية حياتك ؛ لكن جيل الوزراء الجُدد كسروا هذا الحاجز ، وقربوا المسافة مع الناس ، وصار بإمكان أي مواطن أن يطمح ليكون وزيراً".
ولا يرى العواضي أنه باختلاطه بين الشباب يأتي بالمعجزة ، "خرجنا للعالم وشفنا الناس كيف تعيش..لماذا لانتعلم منهم ؟ مسئولين ومليونيرات ينزلون الظهر ويتغدون مع موظفيهم ، ويمشون في الشوارع بشكل اعتيادي .. لا يمكن أن نعزل أنفسنا عن الناس ، بل نتعلَّم منهم ونعلِّمهم ، فالحياة علمتنا أكثر مما تعلمْنا من الجامعات".

* من ليس لديه قلق ليس إعلامي
ولم ينس معالي الوزير أن يعرّج على الإعلام رغم أن الحديث لم يكن باتجاهه، فهو يعتبر "القلق سمة من سمات العل الإعلامي ، ومن ليس لديه قلق ليس إعلامي"
ويعتقد:" هناك جهد كبير في الإعلام ، ونحن في نفسنا خلق إعلام مبادر وسبّاق ، ولكن تبحث عن المعلومة فلا تجدها إلاّ بعد أسابيع ، والبعض يقدّم المعلومة لوسائل الإعلام الأجنبية قبل المحلية، وهذه نقطة ضعف لأن الجمهور المحلي يستحق من المسئول أن يقدم له المزيد".
وينتقد العواضي ارتباط بعض الإعلاميين "بممارسات خاطئة، فتجد أحدهم من أجل أن يكتب موضوع يجب أن يخزّن ، وهذا ليس إلاّ إبداع صناعي غير نابع من طبيعة سليمة".

* الشباب تركوا القات
كنت أتساءل : يا ترى أي نوع من الوزراء يفضل اليمنيون – من هم على شاكلة العواضي أم أولئك المحاطون بالحراسات ، ممن لا يكلفون أنفسهم عناء فتح أبواب مكاتبهم لعامة الناس !؟
انتهزت فرصة انشغال الوزير بلعب كرة الطائرة مع بعض الشباب ، واستطلعت رأي عدد مختلف من رواد النادي الأهلي.
عبد الله عقبات – مدير فريق كرة القدم بالنادي – بدا منزعجاً من استفزازي له بالاستفسار فيما إذا كانت علاقة معالي الوزير بالشباب تؤثر على هيبته ، فرد عليّ:" بالعكس الأستاذ حسين يمشي بلا حراسات شخصية لأنه إنسان محبوب ، وعلاقته طيبة مع الناس ، ويتلمس همومهم ..بالعكس نحن يزداد احترامنا له كل يوم ، فالمسئول الشريف هو من لا يتعالى على الناس ، ويتواضع مع الجميع"
ويؤكد عقبات : " الوزير دائما يأتي مع سائقه فقط ، ويكلم الكبير والصغير ، والغني والفقير ، ولا يتعالى على أحد مثل بعض المسئولين..ولأنه كذلك تشجع الشباب بترك القات والشارع والمجيء للنادي".

* الحراسات حالة وعي
أما عبد الحميد محمد سعد يوسف- أمين عام النادي الأهلي- فهو يعتقد:" وجود شخصيات كبيرة مثل الأخ وزير الإعلام يكون له شأن كبير في الدفع بالشباب ، خاصة الفئات العمرية الوسطى.. فعندنا شجرة القات طاغية ، ولكن بوجود هذه الشخصيات اندفع الشباب نحو النادي."
ويعتبر "خروج المسئولين بلا حراسات ناجم عن وعي المسئول ، وثقته بنفسه، رغم أن بعض الشخصيات يكون من المهم لها الحراسات "
يحيى الطريق – لاعب منتخب وطني سابق-يقول :" شيء جيد عندما تجد المسئول بقربك، وتتحدث إليه بدون تكلف ، أو تلعب معه ، لأنك تحس أنه قريب من مشاكلك وهمومك" ، ويشير إلى : "الكثير جدا من الشباب تشجعوا يتركوا القات ويأتوا للنادي بسبب تشجيع الأستاذ حسين لهم ".


* فخورين وندعو المسئولين
في حين وصف رضوان السنباني – المشرف الاجتماعي والكشفي للنادي- الوزير بأنه:" قدوة للشباب ، ورياضي قديم من الطراز الأول" ، واعتبر تواجده في النادي "دافع لكل الرياضيين والشباب على ممارسة الرياضة".
ويستدرك السنباني:" إلاّ أن في اليمن نادراً ما تجد هؤلاء الشخصيات الكبيرة تمارس الرياضة بشكل متواصل " ، ويؤكد :" نحن فخورين بوجود الأستاذ حسين العواضي في النادي ، فهو من يشجعنا دائما سواء بالعمل الإداري أم الرياضي، وهو دوره ليس من الآن بل من زمان هو يعد من الداعمين الكبار للشباب ومن المشجعين للأشبال والناشئين ، وفي غير النادي الأهلي أيضاً"
ويقول:" المسئول قدوة ، والناس تقتدي به ، ووجوده بيننا هو ظاهرة صحية نتمنى من كافة المسئولين أن يكونوا كما الأستاذ حسين العواضي ".
فيما قال محمد علي الشرامي – لاعب طائرة :" الأستاذ حسين أب لكل أبنائه في النادي ، وهو إنسان بسيط ويشجع الرياضيين" ، مشيراً" المسئول يكون أهيب بين الناس لأن هذه هي طبيعتنا وتقاليدنا الإسلامية، ونتمنى من المسئولين يقتدوا به"
عامر الحرازي – لاعب قدم – يعتبر معالي الوزير " لاعب من قبل أن يصبح وزير ، وهو فخر لجميع الوزراء بحكومتنا".

وأخيراً .. ربما كان الأمر لقاءً عابراً بوزير ، لكن المؤكد كان تجربة تستحق منا الوقوف عند معانيها ، وتوجيه السؤال لذاتنا : يا ترى ما الذي يمنع الآخرين من أن يكونوا عناويناً تشدّ أواصر الوطن ، وتجمع الأفئدة في صدر يمني واحد !؟
ليس المهم أن يرتاد المسئول نادي رياضي ، أو منتدى ثقافي ، أو مركز ترفيهي لكن المهم هو أن يكون وسط أبناء شعبه.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024