الجمعة, 09-مايو-2025 الساعة: 08:50 م - آخر تحديث: 08:28 م (28: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الكاتب فريد باعباد
فريد باعباد -
رحله إلى اليمن عام 2050
كنت قد قررت أن ازور اليمن وبرفقي أسرتي في نهاية صيف عام 2050. ولم أكن أتصور أن حجوزات الفنادق والطيران ممتلئة بالكامل ولمدة ستة شهورقادمه . وبالتالي كان يجب علي أن أقوم بترتيب ذلك قبل وقت كاف .

وحيث أنني وددت أن يتم ترتيب رحلتنا السياحية هذه عن طريق شركات السياحة المتخصصة. ونتيجة لتأخرنا في زمن الترتيب فقد واجهتنا صعوبة في إيجاد الحجوزات حيث لم نجد أمكانيه للوصول إلى اليمن عبر المدن الكبرى. لذا فقد ابتسم لنا الحظ أخيرا لكن عن طريق مدينه في وسط اليمن تسمى سيئون . وقد كانت الرحلة الاخيره من الرحلات العشرون في ذلك اليوم هي التي نقلتنا .
توجهنا إلى المطار وأقلتنا الخطوط اليمنية . حيث خدماتهم ممتازة ويتحدث عنها من سبقوني بالسفر عبر الخطوط اليمنية .

وتوجهنا الى المطار في اليوم المحدد حيث يقوم موظف الطيران بتمرير جهاز الماسح الذي يحمله بيده على جواز السفر وتظهر له كامل المعلومات عن المسافر وحجزه. وبضغطة زر يأذن لك ويطلب منك التوجه للسير المتحرك والذي بدوره يوصلك إلى الطائرة .

وبعد رحلة قصيرة وصلنا إلى أجواء مدينة سيئون. والتي تتوسط حضرموت بلاد الاحقاف . وقبل بضع دقائق من هبوط الطائرة إذ بموظف الخطوط اليمنية يمر على الركاب وهم جالسين في مقاعدهم ويمرر جهاز الماسح اليدوي الذي يحمله بيده على جوازاتهم وبضغطة زر بيده يسلم كل راكب بطاقة مكتوب عليها (( أهلا وسهلا بك في اليمن سيئون ترحب بكم ))
جميل هذا الاستقبال الراقي وهذه الواجهة من التعبير والتي تعطي صوره للوافد زائرا كان أو سائح انه سيلقى معامله راقيه .
والسطر الآخر مكتوبا عليه لا تنسى أن تأخذ هديتك عند باب الطائرة. والغريب أن ذلك مكتوب بعدة لغات ومنها لغة حامل الجواز

سيئون هذه المدينة الصغيرة كان عدد سكانها قبل حوالي خمسون عاما حوالي خمسون ألف نسمه أما اليوم فسكان مدينة سيئون فقط يبلغ خمسمائة ألف نسمه . وهذه المدينة يطلق عليها السياح مدينة الطين والنخيل وذلك لاعتماد كل بناء فيها على الطين ولا يتدخل الاسمنت في أي جزء من أجزاءها .

وهناك قانون يمنع البناء بالمواد الاسمنتيه . التزم السكان بذلك القانون مما جعل مدينتهم مميزه بين شتى مدن العالم.
والجميل أن الدولة ممثله بالسلطة المحلية قامت قبل عشرون سنه مضت بهدم آخر المباني القديمة والمقامة على أسس اسمنتيه . وقد تم تعويض السكان وإعطائهم منازل جديدة مبنية بالطين. وقد اطلعت على تلك المعلومات من موقع المدينة على الانترنت.
أما النخيل حيث تقول التقارير أن فيها مايقارب خمسمائة ألف نخله والغريب أن السلطة المحلية تزرع نخله عند مولد كل طفل فيها.

لذلك عندما شرح لنا المرشد السياحي عن تلك الخطوات أثار إعجاب جميع السياح والزائرين . وبالفعل لمسنا ذلك الجمال ورأيناه عندما كنا نقوم برحله إلى أعلى جبل في المدينة. بواسطة التلفريك وهي مدينة حديثه تشرف على مدينة سيئون من الأعلى .
أمضينا ثلاثة أيام هنا في هذه المدينة. واللافت للانتباه في زراعة النخيل في الشوارع انك تلحظ بين كل نخلة ونخله نخله.
إبداع وجمال ورسوم على الأرض لايمكن أن يسطره إلا فنان . ولكن على مساحة صغيره من الورق فكيف إذ ا حصل ذلك على التربة وهذا ما شاهدته أعيننا وأخذتنا الدهشة!
وللمرشد السياحي على رحلتنا قصة أخرى. أنهم ناس ودودون جدا وبشوشون جدا وفي قمة اللباقة والانا قه .
فهم يذكرونني لرحلة قمت بها وإنا شاب صغير مع أسرتي إلى سيرلانكا. وقد لفت نظري الهندام الذي رأيته في العاملين في المطار.
والشيء الجميل الملفت هنا في هؤلاء المرشدين السياحيين. اتهم يتحدثون لغات ثلاث غير لغتهم العربية. إذ لاغرابة في ذلك إابدآاذاعرفنا أنهم خريجي جامعات ومدارس خاصة يتم فيها التحاق الطالب بعد السنة التاسعة. ومن هنا يبدأ تخصصه في السياحة.

بعد مضي الثلاثة الأيام تلك في هذه المدينة الصحراوية. والتي شاهدنا فيها مدن تريم وشبام ودوعن بلاد الشاعر امرؤالقيس.
بعد ذلك غادرنا كمجموعه سياحية بالقطار إلى مأرب ارض بلقيس. وقد كان برفقنا مرشد سياحي يتسلم منه المهمة آخر في مأرب.
وقد بتنا فيها ليلة واحده. توقفنا عند عرش بلقيس والتاريخ الذي دار هنا في عهد هذه الملكة التي حكمت اليمن قبل الآف السنين. وشاهدنا فيها سد مأرب العظيم. والذي تم إعادة بناءه للمرة الثالثة. وكان بحق سد ضخم جدا. يحجز كميات هائلة من المياه . أشبه بالبحيرة حيث بالإمكان مشاهدتها بالقمر الصناعي وهذا دليل على كبر حجم البحيرة.

وفي المقابل جعلت هذه البحيرة منطقة مأرب خضراء يزرع فيها كل أنواع الخضروات والفواكه الموسمية وغير الموسمية.
بل أصبحت هذه المحافظة خضراء بعد أن قال عنها المؤرخون أنها كانت صحراء.

ولم تتوقف مأرب عن هذا العطاء بل يقال أنها هي التي تمون صنعاء من المياه من سد مأرب. فعلا انه سد عظيم.
شيء متميز في أهل اليمن وخصوصا هؤلاء المرشدين. لك أن تتصور أن المرشد السياحي الذي رافقنا في حضرموت متخصص في شؤون المنطقة وتاريخها.والمرشد الذي تسلمنا في مأرب متخصص ودارس لتاريخ منطقة مأرب. لذا فان المعلومات التي نستقيها منهم كسياح علميه وتاريخيه واكاديميه.

غادرنا مأرب الخضراء بالقطار المريح والسريع قاطعا أراضي مأرب والجوف .وغازيا الوديان ومخترقا الجبال عبر أنفاق مظلمة تذكرنا بمن كانوا يعيشون في هذه الوديان عام إلفين ميلادي أي قبل خمسون سنه من يومنا هذا.

لكن بعد خروجنا من الإنفاق المتعددة. نشاهد المناظر الجميلة والتي تنبهنا بأننا في العام الخمسين بعد الالفين ولسنا في عام 2000وصلنا صنعاء المدينة. والتي كانت عاصمة لليمن ولكنهم انشأوا مدينة جديدة أسموها صنعاء العاصمة.
أي أن هناك ثلاث صنعاءات. صنعاء القديمة ويحاط بها سور وهي أقدم مدن العالم. وصنعاء المدينة وألان صنعاء العاصمة.
لكن الذي يشدك في هذه المدن صنعاء القديمة. فهناك تتمعن في التاريخ وتعود للتاريخ الماضي بمئات السنين وربما الآف السنين.

يأتي السياح لهذه البلاد من كل مكان . لذا فأنت تشاهد حافلات السياح في الشوارع أكثر من عدد السيارات الصغيرة الخاصة.
والجميل في العاصمة تنقلك بوسائل مختلفة متاحة . من تحت الأرض والمترو إلى سطح الأرض والترام وفوق الأرض والتلفريك .
إن من أجمل مارأينا في هذه المدينة صاحبة الرقم الأول لعدد السياح .في الشرق الأوسط للعشر سنوات الماضية أنها تحتوي على أول مركز سكني لمجتمع بشري لازال يعيش فيه ومن خلاله تشم عبق ورائحة التاريخ لسام بن نوح وأحفاده.

وان ابتعدت قليلا تتنقل في وادي يسمى وادي ظهر والبساتين وشلالات المياه الصناعية . وان ذهبت إلى أعالي الجبال المحيطة بصنعاء والاستراحات والملاهي والفنادق والأبراج العالية. والذي زاد من علوها أيضا أنها أقيمت فوق علوا كثر من 3000 قدم فوق سطح البحر لذا فأنت أحيانا تجد نفسك فوق علو يزيد عن نصف كيلومتر فوق سطح البحر.

واحدث مارأيت في هذه العاصمة المتجددة انه بإمكانك التنقل ايضأ من برج إلى آخر بواسطة التلفريك ويالها من معجزه !
ويبدو أن ديناميكية الحركة للمواصلات في هذه المدينة يسيرها حواسيب وليس بشر أنها معجزه لشعب يتجدد ولا يعرف النوم !
أوشكنا على مغادرة صنعاء ولم نكن نريد لكن كل شي وله نهاية . جاءنا المرشد هذه المرة من محافظة اب وأراد المسئولون عن برنامجنا السياحي أن يكون تنقلنا هذه المرة بالحافلات المجهزة بكل وسائل الراحة والاستمتاع.

وعندما كان السائق يدخل إلى الطريق السريع عبر البوابة كان السائق لا يتوقف مثلما نعرف ويدفع رسوم المرور بالطريق او يمرر بطاقة إلكترونيه مثلما هو في السابق. وإنما كانت هناك كاميرات المراقبة تلتقط أرقام الحافلة ويتم التسجيل على ألشركه مباشرة.
كان ذلك حديث المرشد السياحي المرافق لنا إلى أب

وصلنا إلى أب هذه الجنة الخضراء وتكاد تعرف انك في أب بروائح الورود التي تفوح نسائمها من كل مكان. ويبدو لي انك ستعرف انك في أب حتى لوكنت كفيف البصر لا ترى البساط الأخضر وذلك بسبب الروائح العطرة التي تنبعث من كل مكان في هذه المدينة .
مدينة أب هذه أقمنا فيها يومان شاهدنا فيها بعض الشلالات. ولا ادري كيف صنع هؤلاء ذلك رغم معرفتي بطبيعتها الجغرافية!
عندما غادرنا أب جاءت المفاجئة من هذا الشعب فقد كانت وجهتنا مدينة تعز لكن هذه المرة ليس بالحافلة أو القطار.
لقد كانت وسيلة مواصلاتنا من أب إلى تعز بالتلفريك الهوائي حيث المسافة في حدود ستون كيلو متر.
ياله من منظر غاية في الروعة والجمال وأنت في داخل كابينة التلفريك تتنقل من منطقه إلى أخرى. وفي الأسفل منظر خلاب يصنع منك شاعرا وأنت لست بشاعر.

والأدهى من ذلك أنهم وضعوا شاشة داخل الكبينة تقرب لك المناظر البعيدة لتراها قريبه. وتستمع لمتحدث يعرفك بهذا المنظر!
كانت عربات التلفريك تتحرك أمامنا وخلفنا من تعز إلى أب والعكس وكأنها نجوم متلئلئه. حيث قاربت الشمس على المغيب.
منظر رائع ورحلة في هذه المنطقة أشبه بالأحلام ولم نكد نصدق أنفسنا أننا في هذه المنطقة منظر يصعب وصفه يكاد لايصدق.
كانت عربات التلفريك لمجموعتنا السياحية عددها عشر عربات وكانت كل عربه تحتوي على أربعة اشخص.
وصلنا مدينة تعز إلى فندق في جبل صبر وهو أعلى جبل يشرف على مدينة تعز. مدينة تعز هذه تشبه إلى حد كبير مدينة أب. مع وجود بعض الاختلاف. ففي تعز شاهدنا الآثار والقلاع القديمة وشاهدنا أقدم مسجد فيها يسمى جامع الجند.

يومان في هذه المدينة لم نر فيها الشمس. وكانت الأمطار تنهمر بغزاره خلال اليومين ولم تتأثر الحركة التجارية بسبب ذلك
غادرنا بعد ذلك إلى مدينة عدن . وبصراحة لم استطع تمييز من أين تبدأ بداية مدينة عدن. رغم أنني استعين بالخرائط الالكترونية لمعرفة أين موقعي. لكن المرشد أراحني وشرح لي أن مدينة عدن قد تجاوزت حدودها الجغرافية وتداخلت مع محافظتي لحج وأبين نتيجة التوسع العمراني الهائل ونتيجة التطور في البناء بشكل أفقي وعمودي.

وبالقرب من غروب الشمس وصلنا عدن وكان المنظر ساحرا ويزيدك سحرا منظر الاحتضان بين البحر والجبل في هذه المدينة.
عدن هذه لم نرى مثلها مدينه بهذا التكوين الجغرافي النادر. والذي زادها من الإبهار الحركة التي لاتنام أو تتوقف فيها.
ويبدوانها أشبه بالقلب الذي يضخ بالدم المتجدد ليس لليمن فقط بل لأبعد من ذلك أيضا.

عدن هذه تكاد تكون اغلب مبانيها أبراج عاليه. تبهرك في الليل بألوانها وتسحرك في النهار بإشكالها. ويسمونها هونج كونج العرب
لقد قال لي احد سكان عدن والذي تجاوز عمره المائة سنه وقد عايش مراحل التغير والتطور في عدن وأصبح لايصدق مايراه أحيانا
إن اليمن كان يحكمها رئيس صالح زار هونج كونج الصينية ووقف متأملا فيها متخيلا أن تصبح عدن مثلها في يوم من الايام.

ومضت سنوات حكمه لليمن وقد تحقق له ما تمنى. لذلك فهو يعتبر بان ومشيد بدايات النهضة هذه مثلما بنى اتاتورك تركيا الحديثة
لذلك فان كثير من اليمنيين يعتبر هذا التطور يعود لحنكة ذلك القائد وقد سار الحكام الذين خلفوه على عهده وأكملوا المشوار.

قبل أربعين سنه من يومنا هذا كان اليمن يواجه مشكلتان عويصتان وقفت عائقا لتطور اليمن وهما انتشار السلاح وشجرة القات وهي شجره خبيثة أوراقها مخدره وكان الشعب اليمني يهدر ملايين الساعات والدولارات مع هذه الشجرة يوميا
ولكن في ذلك العام بدأ التخطيط لمحاربتها بعدة وسائل منها انتشار وسائل ترفيه بديله وزيادة ضرائب متصاعدة وإغلاق أسواق كانت تباع فيها تلك النبتة وزيادة الوعي لدى المجتمع. وبالفعل انحسر زراعة تلك الشجرة إلى أن أصبحت صوره من الماضي. أما السلاح فقد اتخذت الدولة قوانين تمنع امتلاك وبيع السلاح. واتخذت قرار بشراء كل الاسلحه لدى المواطنين .

قرأت ذلك في موقع اليمن الالكتروني والذي إعطاني فكره عن تاريخ اليمن منذ بدأت فيه خدمة الانترنت عام 2000 ميلاديه أي قبل خمسون سنه من تاريخنا الحالي .


إن من أجمل الذكريات التي لن تنسى أن قمنا برحلة رائعة إلى قارة افريقيا وبالتحديد إلى جيبوتي من خلال الجسر المعلق الاعجوبه والذي يربط أسيا بإفريقيا والذي تم إنشائه قبل عشرون سنه. وهو يعد من احدث الجسور التي تربط بين الدول.

وحقيقة لم أر مثله في حياتي رغم أن هناك كثير من الجسور تربط بين دول ومدن في العالم. لكن هذا الجسر المعلق يعتبر معجزة انشائيه . كلما ذكرت اليمن في الأخبار ظهرت صورة الجسر المعلق الرابط بين عدن وجيبوتي وهو بحق معجزه انشائيه فنيه.
لقد رأيت جسر يربط بين البحرين والسعوديه. وجسر يربط بين تركيا الاسيويه والجزء الاوربي منها. وجسرا يربط بين مدينة جوهور الماليزيه وسنغافوره. لكن مايميز هذا الجسر هو حركة المواصلات فيه . إن جسر عدن جيبوتي المعلق يتميز بخاصية منفرده. لم اقرأ عنه قبل ذلك. ولم اعرف شبيها له في أي مكان .

فله خاصية جديدة مختلقه عن الجسور المذكورة. حيث انك تركب سيارتك الخاصة وتبقى فيها وتوقف سيارتك على عربه وهي التي تسير أو تحرك سيارتك وأنت تستمتع بمنظر البحر فوق مضيق باب المندب . هذا المنظر أشبه بأحلام الألعاب الالكترونية.
وكذلك السياح في الحافلات يبقون في حافلاتهم المكشوفة. يستمتعون برؤية المنظر وكذلك يشاركهم سائق الحافلة بالاستمتاع .
زرنا جيبوتي لعدة ساعات وقد قيل أنها انتعشت اقتصاديا بفعل النمو الهائل الذي حصل لمدينة عدن. حيث الكثير من ساكنيها يعملون في عدن ويسكنون في جيبوتي حيث المساكن ارخص من عدن والتي لم يعد فيها الكثير من المساحة.

كنت اعتقد أن اليمنيين سيحفرون أنفاق تحت البحر مثلما هو بين فرنسا وبريطانيا. ولكنهم أرادوا أن يتميزوا بهذا الجسر المعجزة
التنقل داخل عدن يفضله الكثير أن يتم بالتلفريك وبالمناسبة أول تلفريك أنشئ في اليمن كان في عدن وذلك كان عام 2007 ميلادي
لم نود أن ينتهي برنامجنا بهذه السرعة. لكن هذه هي الحياة. الأوقات السعيدة تسير بسرعة. لكن ماذا نفعل كل خطوات لها نهاية.
حيث آخرون من السياح والزوار ينتظرون مغادرتنا ليحلوا مكاننا.

غادرنا مدينة عدن إلى مدينة جديدة. وهي الاخيره في رحلتنا السياحية هذه إلى اليمن. إنها مدينة المكلا وتقع على البحر العربي.

غادرنا وفي اعتقادنا أننا لن نرى أجمل من الذي رأيناه. وكلما غادرنا مدينه اعتقدنا أنها الأجمل. ووجدنا كل واحده تتميز بشي ممي
لقد وصلنا مدينة المكلا الساحلية. الواسعة الشوارع والمنظمة في حركة السير فيها والمليئه بالمنتزهات والحدائق وملاعب الأطفال
ان اليمن هذه تبهرك. والشي الملفت انك تجد كل مدينه لها مايميزها. من طابع معماري فريد مخصص لها. لن تجده في مدينه يمنيه أخرى. وكأنهم على اتفاق أن لاتتشابه المدن في المعمار أو طراز البناء لتظهر كل مدينه برونق يميزها وتفتخر به.
لذلك فقد كانت المكلا تستقبلنا ببياض ابتسامتها وبياض مبانيها. ولاتكاد تجد منزلا أو مبنى حكومي إلا وقد صبغ باللون الابيض
هذه المكلا تكاد تكون شقيقة مدينة عدن فأبوهما الجبل ويحتضنهما البحر.

لكن مايميز هذه المدينة عن باقي مدن اليمن ان اغلب سكانها يعملون بالتجارة. وربما أصبت إذا سميتها بنك اليمن.
ولقد علمت انه قبل عشرون سنه. عاد إلى هذه المدينة الآلاف من التجار من الحضارمة من شرق آسيا. وعودتهم ساهمت في جعلها تكون مدينة التجار. ففيها أنشئ أول سوق للأسهم في اليمن. ومنها يتم التواصل بالقطار إلى دول الخليج.

وهذه المدينة فيها الكثير من المراكز التجارية ودور السينما والمسارح المغلقة. ربها اكبر مرسى لليخوت في المنطقة. وهو يذكرني بأول رحلة لي إلى مدينة مونت كارلو الفرنسيه عندما كنت شابآ .

لم نعد نعرف كم من الأيام ذهب. وكم بقي لنا من الأيام لنشاهد مدن يمنيه أخرى. فهذه اليمن كبيرة المساحة كثيرة المواقع التاريخية لم نعرف أن الأيام المحددة لرحلتنا هذه قد انتهت. الا عندما ابلغونا أن تاريخ المغادرة سيكون غدا.
ولم نصدق ذلك ظنناه مجرد حلم. لم يعجبنا ولم نصدق إلا ونحن في الحافلة متوجهين إلى المطار. ومندوب شركة الطيران ماسكا بيده بجهاز الماسح الالكتروني. مارا علينا واحدا تلو الآخر. وبابتسامته المعهودة مقدما بطاقة مكتوب عليها.
اليمن تودعكم وتدعوكم لزيارة مناطق أخرى فيها في زيارتكم المقبلة لليمن.
والغريب أنها مشفوعة بالتنبيه لاتنسى ا ن تأخذ هديتك عند مدخل الطائرة. وورود وابتسامات وكلمات وداع وكأننا نودع أهلنا.

وفي مدخل الطائرة كانت الهدية هذه المرة شنطه. وبداخلها مجسمات للذكرى للمناطق التي زرناها وسي دي معلومات عن اليمن وكتيبات إعلاميه عن المناطق التي لم نزرها في اليمن. وكأن اليمنيين يقولون لنا لاتنسوا أن تزوروا في المرة القادمة سقطرى والحديدة والمهرة . سرحت بخيالي لازور تلك المناطق والجزر فقد أعجبتنا اليمن وأبهرتنا اليمن وسحرونا أهل اليمن وأنا والاسره في غاية الاستمتاع في هذه الزيارة جلست أتذكر صنعاء وأب ياالله شئ لايصدق في هذه الرحلة .

جمال في الطبيعة. خدمة راقيه. تقدم وتطور. شعب متعلم. هذه الذي رأيناها أرقى خدمات التطور الإنساني والتكنولوجي. لقد كانت رحلة العمر لم ينغصها علي إلا جرس منبه الساعة. ينبهني بموعد آذان الفجر ياااااااه كل ذلك كان حلم ..........!!!









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025