الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 12:10 م - آخر تحديث: 01:54 ص (54: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
اليمن ومجلس التعاون الخليجي
المؤتمر نت - أ.د صالح علي باصرة
أ.د صالح علي باصرة* -
اليمن الخليجي منظومة متكاملة
العلاقات الدولية القائمة على المصالح المتبادلة هي الأكثر ديمومة ، وعندما نتحدث عن المصالح فإننا لانقصد المصالح المادية المباشرة، وإنما المصالح بمعناها العام والشامل ، والتي يدخل فيها المادي والمعنوي ، فالمصالح الحضارية مثلا في علاقات الدول تلعب دورا فاعلا وأساسياً في تحديد طبيعتها والدول التي تجمعها رؤية حضارية واحدة في العادة ما تتجه نحو التكتل في تجمعات تحقق اهداف شعوبها وهذه التكتلات تكون قوية وراسخة قادرة علي تجاوز أي اشكالات قد تعيق نمو وتطور العلاقات .
إلا أن العلاقات التي تقوم بين الدول ذات الإطار الحضاري الواحد لا يمكن تأسيسها ابتداء على القيم والمبادئ التي تجمع تلك الدول ، رغم أنها تشكل في عقلية وثقافة صانع القرار القوة الدافعة للعمل، ففي ظروفنا الراهنة ومع التغيرات المتلاحقة التي غيرت طبيعة العلاقات الدولية ، وجعلت الاقتصاد هو المتحكم الفعلي في سلوك الدولة ، بحيث أصبحت في هذا العصر دولة يدور عملها ونشاطها ووظيفتها في محور الاقتصاد ، ومنها يمكن القول أن الدولة في عصر العولمة أصبحت دولة اقتصادية .
مما لا ريب فيه أن مصالح اليمن ترتبط ارتباطا لا فكاك منه بالسعودية ودول الخليج الأخرى ، مثلما إن مصالح السعودية ودول الخليج في اليمن استراتيجية لا يمكن التخلي عنها أو تجاوزها فأي محاولات مؤثرة لتجاهل هذه الحقيقة فإن العلاقات التي تؤسس بشكل يتناقض معها تبوء بالفشل ، وهذا الحقيقة تؤسس لها أبعاد تاريخية وثقافية وجيوسياسية ،ناهيك عن التغيرات المعاصرة في المنظومة الاقليمية والدولية ومتغيرات البيئة الداخلية للدول .
ليس تكرارا مملا لحديث الاخاء والدين الواحد والثقافة الواحدة ، وتقارب العادات والتقاليد والتداخل السكاني ، والتاريخ المشترك واللغة الواحدة ، فهذه مسلمات أساسية تشكل الارتباط الحضاري بين هذه الدول في مجموعة واحدة يمكنها في حالة ربطها بمصالح اقتصادية واحدة أن تشكل كتلة حضارية متكاملة قادرة على حماية نفسها ومصالحها في عالم متغير لا يؤمن إلا بالأقوياء ، ويجعل من هذا التجمع قوة قادرة على التواصل مع الآخر بثقة تامة .
هذه الحقيقة تفسر طبيعة العلاقات الحميمة بين شعوب دول الخليج العربية بما فيها الجمهورية اليمنية، وسعي الأنظمة السياسية حتى في حالات الخلافات الشديدة التي ورثتها صراعات القضية العربية لتجاوز المشاكل التي تعيق بناء علاقات أخوية، وبدراسة تاريخ هذه العلاقات سنجد أن السعودية ودول الخليج تتعامل مع اليمن بشكل متميز عن الدول الأخرى بما في ذلك الدول العربية وهذا نتيجة قناعة كاملة لدى صانعي القرار أن اليمن جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي بمفهومه الشامل للسعودية ودول الخليج العربية .
ولولا انقسام اليمن وظروف الحرب الباردة لكانت اليمن هي العضو السادس في مجلس التعاون الخليجي ، وبعد الوحدة أعاقت الصراعات العربية ادماج اليمن في منظومة الخليج ، بل أن تلك الصراعات خلقت عزلة بين اليمن والخليج ، رغم قناعة الجميع أنها غير طبيعية ، ولكن لكبر الأزمة جعلها تأخذ مسارات سلبية ، عملت جميع الأطراف على تذويبها وإزالتها ، والانتقال من مرحلة تأهيل اليمن بهدف وصولها الى حالة تمكنها من الاندماج في المنظومة .
ويشكل مجلس التنسيق اليمني السعودي ودعم المملكة العربية السعودية السخي وأيضا دول الخليج للتنمية دليلا كاملا على وعي صانع القرار في هذه الدولة الشقيقة وبقية دول الخليج الأخرى على الأهمية الإستراتيجية والمحورية لليمن واستقرارها وأمنها في خدمة مصالح تلك الدول على المدى البعيد وفي المستقبل المنظور .
من الطبيعي أن يكون هناك بعض الإشكاليات التي تواجه تنمية العلاقات بين اليمن والسعودية ودول الخليج ، إلا أنها مقارنة بالمصالح التي يمكن أن تتحقق لجميع الأطراف فإن أي تضحية يمكن قبولها ، خصوصا إذا عرفنا أن مخاطر إضعاف تلك العلاقات وجعلها تدور في حلقات مفرغة من الأخذ والرد ووضع العوائق الوهمية أو المفتعلة من بعض الأطراف الداخلية أو الخارجية الأقليمية تهدد مصالح الجميع وهذه التهديدات خسائرها فادحة تلحق الأذى والضرر بالمصالح بمعناها الشامل ، ما يحتم أن أي تضحية في المرحلة الحالية ضرورية تاريخية من أجل مستقبل يحتمي به الجميع دون تضحيات .
لامراء في القول أن بناء وتعزيز علاقات استراتيجية بالمفهوم الشامل تقوم على شراكة حقيقية بين الاشقاء هي المقدمة الأساسية لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة ، ووجود قيادات وطنية في دول مجلس التعاون الخليجي - بما فيها اليمن - تجعل هموم أوطانها وأمتها والسلام العالمي يجسد قوة دافعة لتنمية وتطوير هذه الشراكة المبنية على الثقة المتبادلة ، ويجاور العراقيل بعقلية مفتوحة تبحث عن المستقبل في عالم لا يعيش فيه إلا القوي القادر على مواجهة العصر برؤى واضحة تخدم مصالح دولته وأمته .
فالسعودية ودول الخليج لديها فائض مالي كبير بعكس اليمن الذي يعاني من أوضاع اقتصادية أضعفتها الظروف الطبيعية والسياسية والاجتماعية ، فالحالة الاقتصادية هي العائق الحقيقي والوحيد الذي جعل اليمن عاجزا عن الاستفادة من القوة الكاملة التي يملكها في واسع خيراته البكر ومخزونه البشري الهائل ، ما أخر ادماجها في المنظومة الخليجية ، الأمر الذي يدفعنا مرارا وتكرارا لمطالبة الأشقاء الخليجيين لدعم اليمن وتعزيز الدعم وتوسيع نطاقه بهدف الخروج من دائرة الظروف الاقتصادية الملحة، فالاقتصاد اليمني القوي سيشكل بالتأكيد القوة الداعمة لاقتصاديات الخليج مستقبلا، وكلما قوي اليمن اقتصاديا ساعد ذلك على تقوية الاقتصاد الخليجي ، فضلا عن أن قوة المجتمع اليمني ودولته في ظل علاقات مشتركة مادية وحضارية سيجعل من اليمن قوة إضافية على كافة المستويات ،تضاف الى قوة دول الخليج ما يجعل المنظومة ، بعد تنمية قوة اليمن ودمجه فيها متماسكة تحمي نفسها وتحقق مصالحها بثقة تعزز دور المجموعة الخليجية اقتصاديا وسياسيا ، وبالتالي فإن ذلك يجعل من المنظومة قوة حقيقية وفاعلة في المجموعة الدولية ويساعدها على استقلال قرارها ومواجهة المخاطر .
والتعليم هو المدخل الأكثر فاعلية لنجاح شعوبنا في خوض غمار العصر ، باعتبار أن تنمية الموارد البشرية هي الورقة الرابحة في اقتصاديات العولمة ، وهذا ما يجعلنا ندعو قياداتنا الخليجية لتولي هذا المجال عظيم رعايتها وإهتمامها ، والتعاون العلمي بين اليمن والسعودية ودول الخليج من الخدمات التي تستدعي توسيع آفاق هذا التعاون لمساعدة العملية التعليمية في اليمن بمستوياتها الأساسي والعام والعالي وإيجاد نافذة مشتركة للبحث العلمي ، مع تقديري لدور السعودية لتطوير العلاقات الثقافية والعلمية بين بلادنا والمملكة والتي تزداد مع مرور كل عام عن سابقه ، وما إقامة الفعاليات الجامعية المتبادلة بين جامعات المملكة واليمن إلا دليل واضح على حرص البلدين للارتقاء بمستوى العلاقات العلمية والاكاديمية والثقافية حاضراً ومستقبلاً .
نتفاءل أن اليمن سيكون قادراً على مواجهة تحديات المرحلة القادمة وعراقيل الراهن ، بما يخدم المسارات الداعمة للتنمية بكافة المجالات ، وتشكل القيادة السياسية بزعامة أبن اليمن البار المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، مصدر تفاؤلنا مقدرين باعتزاز عال جهود فخامته المبذولة عن كثب لتهيئة الظروف المختلفة التي تساعد اليمن على تجاوز التحديات والانطلاق حول إقتصاد متطور مدعوم بتنمية شاملة تجعل مستقبلنا أفضل.
* وزير التعليم العالي والبحث العلمي









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "اليمن ومجلس التعاون الخليجي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025