الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 03:25 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت -

المؤتمرنت -محمود الفطافطة -
جدار الفصل العنصري.. يسقط بـ"الرسوم الفنية"
بينما يزور الرئيس الأمريكي جورج بوش المنطقة، ويطلق تصريحاته المخيبة للآمال حول القضية الفلسطينية، ينشغل نفر من المبدعين الفلسطينيين حاليا بمقاومة أكبر خطر يتهدد إقامة الدولة الفلسطينية، وهو جدار الفصل العنصري الذي شيدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بمقاومته بالرسومات الفنية المعبرة عن تطلع الفلسطينيين إلى السلام العادل، والتخلص من جحيم المعاناة تحت الاحتلال. لكن هذا الأسلوب من "المقاومة الفنية عبر الجدار" لا يحظى بإجماع الفلسطينيين؛ إذ يرى بعضهم أنه يؤدي في الحصيلة إلى ترسيخ الاحتلال وتثبيت الجدار، بينما يرى بعضهم الآخر أنه وسيلة للتشهير بالجدار، وفضح الاحتلال.


في البداية؛ يعتقد فنانون فلسطينيون، ومتضامون أجانب معهم، أنهم تمكنوا من الإطاحة بهذا الجدار المقام فوق أرضهم وشوارعهم وفي أفقهم، بطريقتهم الخاصة، إذ "بالرسم بوسعنا أن نقفز إلى جهة الجدار الأخرى"، كما يقول علي إبراهيم، طالب الفنون الجميلة الذي ما زال على مقاعد الدراسة.

وفي مناسبات عدة تطوع الفتى علي إبراهيم للرسم على الجدار، وبخاصة في منطقة قلنديا وأبو ديس، وأعجب بـ"الرسومات التي أبطلت مفعول الجدار" . يقول "جميل أن ترى طفلة تداعب بالونات بلاستيكية، أو مقصا يريد أن ينال من الجدار، أو سلما، أو شبه نافذة تمارس خدعة بصرية تظهر، وجميل أن ترى الجدار يؤهل من ينظر إليه للذهاب بعيدا إلى حقول خضراء، أو حتى أريكة شاغرة تنتظر من يجلس عليها".

ويتابع "إنه الفن الذي تستضيفه الألواح الإسمنتية ثقيلة الظل والوقحة دائما، ويجعل بإمكان من يمر قريبا من الجدار العنصري أو يسكن جواره أن يذهب بعيدا في نظراته وأفكاره".

الفنان الإيطالي "جوليان" -الذي صرح بشطر اسمه خشية إبعاده من قبل الاحتلال الإسرائيلي- جاء ليمارس هوايته على إحدى مقاطع الجدار العنصري الطويلة قريبا من مدينة طولكرم، يقول بإنجليزية بطيئة، وقد انشغل برسم يدمج بين عناصر الحياة والتحدي في الوقت نفسه "بالريشة والألوان نستطيع أن نقدم للمتضررين من الجدار فكرة أخرى للهروب من "الجيتو" الذي فرض عليهم من جانب واحد.

في السياق نفسه، ترى علا محمد، وهي طالبة في جامعة القدس بمنطقة أبو ديس التي كانت ضحية للجدار، إذ قسم حرمها الجامعي إلى شطرين، أن "للفن جدوى، وإن كانت مؤقتة للتخلص من الأسوار العنصرية، فنحن هنا في الجامعة نعاني الأمرين منه، ونرى في الفن المرسوم عليه محاولة أولى وذكية لإسقاطه".

التجميل ترسيخ للاحتلال

هنا بقايا مدينة، أو طفولة تحاول اللهو، أو نباتات، أو أشكال، أو أيقونات، أو نوافذ، أو حتى بقايا طلاء ألقيت بشكل عشوائي لتشويه الجدار قدر الإمكان، أو عبارات تبشر بحتمية زوال هذا السور العنصري، وأشكال أخرى يستضيفها الجدار. تقول علا "في مناسبات ما، أتمعن فيما أشاهده من رسوم، وأحيانا أحتاج إلى تفسير من قبل زميلاتي لهذا الفن الذي لا أستطيع تذوقه".

من جهتها تقترح الشابة المقدسية ميرفيت أبو الهوى أن "نرسم على الجدار أشكالا تضيف إليه أبعادا قبيحة، لإظهار بشاعته، وحبذا لو تم الانحياز إلى الأسود والأحمر، أو رسوما كاريكاتيرية معبرة للفنان الكبير ناجي العلي".

بطبيعتها، تكره ميرفيت الأسوار، وهو ما فرض عليها في مكان عملها، حينما وضعت إدارتها حائطا زجاجيا ليحجب المراجعين عنها. تقول "من يرسم على الجدار فنا جميلا، يعني أنه يمنح هذا السور قبولا ما على المدى البعيد، وهنا يكمن الخطر، وهو ما لن أفعله حتى على الحائط الزجاجي الذي فصلني عن جمهوري، إذ لن أمنحه أي قيمة جمالية، وسأطالب بإزالته، مثلما أحلم بتهاوي جدار الفصل العنصري".

أسلوب ثقافي مقاوم

لن يكون بوسع المتجول في فلسطين المحتلة ألا يرى جدار الفصل العنصري، الذي يسير مع الماشي والراكب على الطرق، وفي ظل ذلك سيكون لديه مجال للرؤية والقراءة وتذوق الرسومات والطباعة عليه عدا عن القهر الذي سيتشكل في أعماقه.

لقد وظف الفلسطينيون الجدار للكتابة ضد الاحتلال بوضع الشعارات المنددة به، كما لم يمنعهم ذلك من استخدامه مكانا لقضاء المصالح، ولصق صور المرشحين للمجلس التشريعي الثاني 2006. فكيف بدأت الكتابة على الجدران وما خلفيتها وأهدافها وتطورها في تاريخ النضال الفلسطيني؟.

الكتابة على الجدران بشكل عام، هي أسلوب ثقافي، كما يذكر البروفيسور شريف كناعنه. وفي هذا الإطار يصعب أن نعزل معرض الفنانة البريطانية المصورة أليانا كازاليت -الذي جاء باسم "الكتابة على الجدار"- عن السياق الثقافي والسياسي للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، إذ عرف الفلسطينيون الكتابة على الجدران بعد عام 1967 في الضفة الغربية وغزة، كما عرفوها خلال الحكم العربي قبل الاحتلال، كما عرفوها زمن الانتداب البريطاني على فلسطين. إذ شكلت الكتابة أسلوبا من أساليب المقاومة والتمرد والنضال ضد الاحتلال.

قامت الصورة البريطانية بتصوير الكتابات على الجدران داخل غزة، ولأن الوعاء لهذه الكلمات هو الخط العربي بجماليته المعروفة عالميا، وبسبب شيوع هذه الظاهرة وكبر خط الحروف في جدران غزة بشكل خاص، فقد جذبت كلمات الجدران كازاليت، ويبدو أنها انجذبت لها جماليا، ويمكن تلمس بعض الجذب الاستشراقي لهذه الظاهرة السياسية الاجتماعية الثقافية.

بكل اللغات والشعارات

ظلت تقنيات الكتابة على الجدران تتطور فلسطينيا من خلال الطباعة والرسم، حتى أصبحنا مشهورين فيها. وليس هذا فحسب، بل إننا جعلنا المتضامنين الأجانب يحاكون فعلنا، فظهرت الكتابة باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، وقد استخدموا جميعا جدار الفصل العنصري مكانا لكتاباتهم ضد الاحتلال بشكل مقالي، وليس على شكل عبارات فقط، والشكل المقالي ظهر من الفلسطينيين أولا كما في شارع رام الله القدس مقابل مخيم قلنديا مثلا.

على جدار الفصل العنصري عند مقطعه، مقابل مخيم قلنديا، يُوجد الكثير من الشعارات والكتابات والرسوم. ولأن المكان قريب من القدس ورام الله ويمر به الآلاف من الفلسطينيين ذهابا وإيابا فقد ازدهر بالكتابات والطباعة والرسومات، ومنها رسومات لفنان الكاريكاتير الراحل ناجي العلي، وكتابات بلغات إنجليزية وعبرية ليهود ضد الجدار، ومنها باللغات الأخرى كالفرنسية والإسبانية. كما يوجد على الجدار -مقابل جامعة القدس في أبو ديس- عشرات اللوحات والرسومات والشعارات بلغات أجنبية تندد به، ومنها رسومات لرموز مقاومة الاستعمار مثل تشي جيفارا.

التلطيخ كبوابة للتنفير

الفنان سعيد مراد موسيقي كبير له رأي مختلف، إذ يدعو إلى عدم الرسم على الجدار لأن ذلك يمنحه جمالا لا يستحقه، مطالبا برميه بأكياس مملوءة بسائل أحمر حتى إذا ما انفجرت عليه تلطخه من باب التنفير من الجدار. وهو ما يتفق معه الباحث جورج كرزم، الذي صار يتابع ظاهرة تحول الجدار إلى شيء مقبول، يُستخدم في الترويج الدعائي للشركات والمؤسسات، أو حتى لتسويق دعاية انتخابية في مكان غير مناسب.

يقول لا يعقل أن نمنح الجدار قيمة جمالية ونتعامل معه من زاوية نفعية، لأن ذلك سيجعله مسألة قابلة للتجميل، وبالتالي القبول التدريجي بمرارته المغطاة بالفن والدعاية.

ويتابع "استخدام الجدار في عروض مصورة للأفلام بجعله خلفية للصور، كما استعمل خلفية لعروض موسيقية وغنائية تندد بالعنصرية وبالجدار، وأقيمت بجواره عروض للأزياء. ولا ننسى أن الكتابة على الجدران شكل من أشكال الاتصال الجماهيري اليومي أيضا للدعاية أو هجاء للاحتلال".
*mbc








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024