الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 03:45 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت -

قصة/ كوكب إبراهيم الفرعان -
خطيئة الميلاد:ذكريات تتساقط..(قصة قصيرة)
ثمة وقت للصراخ ..وثمة وقت – مازال- للجراح ..صرخة تتماهى ،وأخرى تتناهى لشارع يركض وراء الخطيئة ..يتباهى بنشرها في سماء البلاد..إنه الإثم الإنساني يتراقص صداه بروح شيطانية لا نهاية لها ..ومازال للحكاية مبتدؤها عبر الزمان وذاك المكان ..
هاقد حضرت أختي سمر من المدرسة- كالعادة - .. ترمي بالكتب ..تخلع زيها المدرسي ونجتمع – معا لنتناول الغذاء الذي تحضره لنا أمي...إنها تحضر أجمل المأكولات الشهية-كما يقول أخي - ثم نلتئم ثلاثتنا لمشاهدة المسلسل اليومي المدبلج عن تلك المرأة التي أحبت رجلاً وتركها تعاني جراء ذلك هي وطفلها..لم نكن لنبالي بدروسنا التي تتراكم علينا وقت المساء، بسبب لعبنا المستمر،لاسيما سمر التي كانت تبدو دائمة التضجر من المذاكرة .. وعندما تنهرها والدتي كانت تبرر ذلك بعدم فهمها لبعض المواد، وأنها بحاجة إلى مساعدة مدرس خصوصي ..

كانت فكرة والدي هي الاستعانة بحازم ابن الجيران..إنه بشهادة الجميع طالب مجتهد ومتفوق في جميع سني دراسته ..هذا إلى جانب أن والده صديق لنا وله سمعته..
كان حازم في السنة الأولى من دراسته الجامعية..وكثيراً ما رأيناه برفقة أخي،وكنت ألاحظ أن سمر كثيراً ما تلاحقه بنظراتها عند ما يصادفنا في الشارع ،أوفي سلم البناية التي نقطنها..ولها الحق ..فحازم شاب وسيم وله ملامح جميلة ..لا يمكنني أن أنسى جمال خده الذي يتخللها الندبة عند أسفل ذقنه ...وعينيه اللتين تجذبان كل الناظرين إليه ..له جسم رياضي ،و قامة شامخة وحضور مميز يثلج الصدر وقت رؤيته..
.لم تكن هذه نظرتي فقط وإنما هي نظرة أختي كذلك ..كنت أقول في نفسي: إنها تستحقه فهي –أيضا- جميلة.. رشيقة القوام ،ولها عينان زرقاوان...وخدٌ ناعم يميل الى البياض.. كنت ألاحظ أنه كثيراً ماكان يسترق النظر إليها ويبادلها النظرات..

وهكذا سارت بنا الطريق : شاب يدلف إلى بيتنا يومياّ لإعطاء دروس خاصة ،وعلاقة تنمووتتكاثف بين اثنين ،وتتسارع ، وشاء لها القدر أن تتطور إلى حب جارف.. كنت مطمئنة لأختي سمر ،وعلاقتها بحازم..
اليوم هو السابع من أيلول:إنه عيد ميلاد حازم..جاءتني سمر فرحة وهي تقبلني بشغف
- لقد أصر أن نحتفل بعيد ميلاده معاً بعيداً عن كل الأصدقاء والأصحاب..
أين وكيف ومتى..لم تمهلني سمر..
حاولت منعها ،مبررا خوفي عليها ‘ لكنها توسلت إلي ؛ متعللة بأن حازم لن يستمر بمساعدتها في دروسها ،فقد تقدم لمنحة ووافقوا عليها ولن أراه لفترة طويلة...
-ولكن ماذا أقول لأمي وأخي يا سمر.. ردت بصوت خافت...أرجوك ...أتوسل اليك ..ساعديني آنتِ أختي الوحيدة...
وتحت الحاحها ودموعها وافقت على مساعدتها وتركتها تذهب لتراه ويحتفلا معا للمرة الأخبرة ..

الوقت يزحف ،والساعة تومض ،والجدران تتآكل بعتمة المكان..إنها لم تأتي حتى الآن..
وهاهي الساعة تلو الساعة.. يا الهي.. الليل ينتصف ..
من نافذة المنزل المح شبحا يتمايل في الظلام ..إنها سمر..بسرعة أفتح الباب وأدخلها...
كنت غاضبة، وخائفة من أن يدخل علينا أحدهم ويفتضح أمرنا..أردت أن أرفع صوتي بالصراخ والتأنيب،لكنني لاحظت أن سمر ليست كعادتها ..لم تكن أختي التي عهدتها.. أرتمت بين أحضاني وأخذت تجهش بالبكاء.. أدركت حينها أن في الأمر سرا ما..
ومع الوقت بدأت سمرت تميل إلى الإنطواء والوحدة مع نفسها..لم تكن تتحدث كثيرا..وافتقدنا ضحكتها وسيرورتها التي عرفت بها..

مرت أشهر على سفر حازم .. غادرها ولم يكتب لها كلمة واحدة .وظللت أختي على عهدها تذبل شيئاً فشيئاً ..
ذات يوم استيقظنا على صراخها ..كنا نلاحظ أنها تمسك ببطنها بشدة , وتعارض نقلها إلى المشفى.وفقدت وعيها من شدة الألم..
-ما بالها أيها الطبيب؟؟
-لا تخافوا.. الأهم حياتها..أما الجنين فسنضطر لإسقاطه..
- الجنين...إسقاطه..أنت مخطئ أيها الطبيب من تشخيصك..إنها ابنتي ..ولم تتزوج بعد..
الفاجعة كبيرة..والألم أكبر وأمض وأنكى..أم تسقط من هول ما تسمع..وأب لايعلم ماذا يفعل..وأخ يصرخ :سأقتلها..سأقتلها..ووسط هؤلاء كنت الشاهدة على خطيئة عيد الميلاد..
.............
سمر أين أنت الآن ؟.. لقد عاد حازم من سفره.. أقسم أن أزوجك إياه.. لكن ثمة نورا خافتا يبتعد.. آه لقد انتهت المهمة.. قتلوها وقتلوا طفلها...ماتت سمر. واندثرت وردة المساء..
هاأنا أقف الآن أمام اشراقة الصباح....أقف دائماً بذكرياتي معها... حتما ًلن أسير ولكنني لن أعود.. فأنا عالقة في منتصف الطريق..
.................................................................








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024