المؤتمرنت - ردت المقاومة الفلسطينية البارحة على العدوان “الاسرائيلي” الأخير ومجزرة نابلس التي أدت الى استشهاد سبعة مقاومين، بينهم قائد “كتائب شهداء الأقصى” في الضفة الغربية بعملية فدائية استهدفت قاعدة عسكرية لجيش الكيان الصهيوني في قطاع غزة وأسفرت طبقاً لفضائيات عربية عن مصرع عدد من الجنود الصهاينة يراوح بين 5 و،6 فيما اعترف جيش حرب الكيان على لسان متحدث عسكري بإصابة ما لا يقل عن 30 جندياً. وقد خرج قرابة ألفي شخص من مواطني قطاع غزة ابتهاجاً بالعملية التي ذكرت وكالة “اسوشيتدبرس” انها تمثل نقلة نوعية في عمليات المقاومة التي انحصرت سابقاً في العمليات الاستشهادية وإطلاق النار على الجنود “الاسرائيليين” مباشرة.

وأعلنت “كتائب شهداء الأقصى” و”حركة المقاومة الاسلامية” (حماس) مسؤوليتهما عن العملية. وقال متحدث باسم “كتائب شهداء الأقصى”: إن الفدائيين حفروا نفقاً يبلغ طوله 350 متراً (ألف قدم) وفجروا من خلاله متفجرات بلغت زنتها 150 كيلوجراماً (300 رطل) تحت أساس القاعدة العسكرية “الاسرائيلية”. وأضاف: “هذه رسالة الى رئيس الوزراء “الاسرائيلي”ارييل) شارن بأن مقاتلينا سيواصلون الكفاح المقدس حتى نستأصلهم (“الاسرائيليين”) من أرضنا”.

ووقع الانفجار في مفترق طرق امام مستعمرة غوش قطيف. وقال يروحام ميندولا المتحدث باسم خدمة الاسعاف “الاسرائيلية”: “القاعدة انهارت بأكملها وهناك اصابات كثيرة.. ما لا يقل عن 30 جريحاً”. بيد ان خدمة الاسعاف عمدت في وقت لاحق الى اصدار بيان ذكرت فيه ان عدد المصابين لا يتعدى ستة جرحى، وقالت انه لا يوجد قتلى. وأضافت “العدد أقل كثيراً مما ذكر أولاً”.

وذكرت فضائية “الجزيرة” ان 6 جنود “اسرائيليين” قتلوا، فيما أوردت فضائية “العربية” ان عدد القتلى يبلغ 5 جنود، وان عدد الجرحى لا يقل عن 30. ونسب الى عمال انقاذ “اسرائيليين” ان عدداً من الجنود الصهاينة محاصرون تحت الأنقاض. وذكر مراسل “الجزيرة” انه تتعذر معرفة العدد الحقيقي للقتلى والجرحى بسبب اغلاق جيش الكيان المنطقة تماماً.

وجاءت هذه العملية بعد ساعات من خروج أكثر من 30 ألف فلسطيني لتشييع جثامين الشهداء السبعة الذين قتلتهم “اسرائيل” في مجزرة نابلس أول من أمس.

ولم يتورع رئيس الوزراء “الاسرائيلي” ارييل شارون عن “تهنئة” جيش الاحتلال بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها في نابلس. وأعلن بيان للحكومة “الاسرائيلية” ان شارون “نقل تهنئته” الى القائد العسكري الذي نفذت وحدته الجريمة. وحض الضباط “الاسرائيليين” على شن مزيد من هذه الاعتداءات. ووصف شارون ما حصل بأنه نجاح مدهش وجديد في الحرب الطويلة الأمد ضد ما سماه “الارهاب”. واعتبر نائب رئيس سلاح المظليين في “اسرائيل” ان اعتداء نابلس يعكس نجاحا في محاربة المنظمات الفلسطينية. لكنه اوضح ان هذا لا يعني انه تم تدمير البنية التحتية لهذه المنظمات. وتوقع بعد هذه العملية تصعيداً فلسطينياً ضد اهداف “اسرائيلية”.

وعم الاضراب العام مختلف انحاء نابلس أثناء تشييع الشهداء السبعة. واغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية ابوابها. وحاولت فتاة فلسطينية طعن شرطي “اسرائيلي” في القدس المحتلة ثأراً للشهداء.

وندد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع بمجزرة نابلس ووصفها بأنها جريمة بشعة. وشدد على ان الجرائم “الاسرائيلية” لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني. ودعت حركة “فتح” المجتمع الدولي الى التدخل العاجل لوقف الاعتداءات “الاسرائيلية”، واحترام قرارات الشرعية الدولية. وندد وزير الخارجية المصري احمد ماهر بالجريمة “الاسرائيلية” لكنه اكد ان ذلك لن يمنع مصر من مواصلة العمل على تطبيق خطتها الأمنية في قطاع غزة. وقال ماهر ان “مصر تدين هذه التصرفات العدوانية وتعتبرها مخالفة لأي رغبة حقيقية تعلن عنها “اسرائيل” في التوصل الى سلام”.

أضاف ان “التحرك المصري يستهدف خدمة قضية الشعب الفلسطيني وأمنه وسلامته واقامة دولته المستقلة”. وأشار الى ان هناك من “يحاول وسيحاول اعاقة الجهود المصرية ومحاولة تخريبها”.