أزمة الذاكرة تضرب الشباب؟
الثلاثاء, 04-نوفمبر-2025المؤتمرنت - تشهد مشاكل الذاكرة والتركيز ارتفاعاً مقلقاً بين فئات الشباب والفئات الاجتماعية المحرومة خلال السنوات العشر الأخيرة، في ظاهرة باتت تثير قلق الأوساط الطبية والعلمية، لما تحمله من انعكاسات على الصحة العامة والاستقرار الاجتماعي.
ففي الولايات المتحدة، ارتفعت نسبة البالغين الذين يعانون من صعوبات في الذاكرة والتفكير من 5.3% إلى 7.4% خلال العقد الماضي، وفق ما أوردت مجلة “Science Daily”، مع تسجيل زيادات ملحوظة بين الشباب وأصحاب الدخل والتعليم المنخفضين، ولا سيّما بين السكان الأمريكيين الأصليين وسكان ألاسكا الأصليين الذين تصدّروا النسب الأعلى.
وكشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “Neurology”، أنّ الفجوات الاقتصادية والتعليمية تلعب دوراً محورياً في هذا التدهور المعرفي. فالأشخاص الذين يقل دخلهم عن 35 ألف دولار سنوياً ازدادت نسبة مشاكل الذاكرة لديهم من 8.8% إلى 12.6% خلال عشر سنوات، مقابل ارتفاع طفيف من 1.8% إلى 3.9% بين ذوي الدخل المرتفع. كما أظهرت النتائج أنّ من لم يُكملوا تعليمهم الثانوي يعانون من هذه المشكلات بنسبة 14.3% مقارنة بـ 11.1% سابقاً.
وقال الدكتور آدم دي هافنون، الباحث الرئيسي في الدراسة وزميل الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في جامعة ييل، إنّ “مشاكل الذاكرة والتفكير لم تعد مقتصرة على كبار السن، بل أصبحت من أبرز القضايا الصحية لدى البالغين، وخاصة الشباب”، مؤكداً أنّ “العوامل الاجتماعية والاقتصادية تسهم بشكل مباشر في تفاقمها”.
وأشار الباحثون إلى أنّ هذه الاضطرابات لا تعني بالضرورة الإصابة بأمراض مثل الخرف، لكنها تعكس مؤشرات إنذار مبكر تستدعي تدخلاً عاجلاً لتحسين صحة الدماغ، خصوصاً في الفئات الأكثر هشاشة.
ودعا الخبراء إلى تبنّي سياسات صحية وتعليمية شاملة للحدّ من التفاوت الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز الوعي بأهمية العوامل الذهنية والنفسية في الحفاظ على القدرات المعرفية.