المؤتمرنت - قال مصدر عسكري سوري رفيع لوكالة اسوشيتدبرس مساء أمس إن القوات السورية ستكمل انسحابها من لبنان اليوم الأحد. وأضاف بحلول الغد (اليوم) كل شيء سينتهي، وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن مئات الدبابات والشاحنات التي جرى تجميعها في نقاط محددة في سهل البقاع خلال الأيام الماضية غادرت متجهة إلى سوريا مساء أمس السبت.
وخلا لبنان أمس من ثلاثي الحكم، ومن عدد من أقطاب السياسة والدين الذين توافدوا على عواصم معنية بالشأن اللبناني.. فرؤساء: الجمهورية إميل لحود، والنواب نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، إلى جانب البطريرك الماروني نصرالله صفير توافدوا على روما للمشاركة في تنصيب بابا الفاتيكان الجديد بنديكت السادس عشر.
بينما كان الزعيم المعارض وليد جنبلاط في العاصمة الإيرانية للتداول في آخر مستجدات الوضع في لبنان، الذي سيصل اليه غدا (الاثنين) فريق دولي للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وفي هذه الأثناء، كان سعدالدين الحريري الساعي إلى توطيد مركزه السياسي كزعيم سياسي جديد وسط «الموزاييك» اللبناني يحط رحاله في واشنطن للقاء مسؤولي الإدارة الأميركية. لكن لم يتسرب أي شيء عن مستوى الشخصيات التي سيلتقيها، وإن كان سيحظى بلقاء الرئيس جورج بوش.
ومن واشنطن قال سعد الدين لفضائية «سي. ان. ان»: «أعتزم ترشيح نفسي في الانتخابات التشريعية المقبلة، واثبات نفسي والعمل جاهداً لتحقيق أهداف والدي». ومن بين مجمل هذه التحركات لم ترشح أي تفاصيل سوى عن لقاء بين صفير وميقاتي، إذ تمنى البطريرك الماروني النجاح لميقاتي ولحكومته التي قال انها «ترضي الكثيرين وعلى الأخص أنها مؤلفة من شباب مشهود لهم بالمعرفة والحكمة والإخلاص للوطن».
وكرر تأييده اعتماد القضاء كدائرة انتخابية في الانتخابات التشريعية المقبلة، إلا انه قال: «انه إذا كانت هناك بعض وجهات النظر فان الرئيس في إمكانه أن يوجه هذا الأمر بحيث يرضى الجميع». من جانبه، أكد ميقاتي أن اللجنة النيابية الحكومية التي اقترحها البيان الوزاري للحكومة الجديدة هي للحوار، مؤكدا أنها إذا لم تتوصل إلى حل فان الحكومة ملتزمة إجراء الانتخابات في 29 مايو.
في هذه الأجواء، تبدو طهران محط أنظار المراقبين لمعرفة ما ستتناوله المحادثات بين النائب جنبلاط والمسؤولين الإيرانيين، وخاصة لجهة الموقف من المقاومة، ونزع سلاح حزب الله. إلى ذلك، يتوقع أن يصل فريقان من الأمم المتحدة إلى بيروت غدا: الأول يضع الأساس للجنة التحقيق في اغتيال الحريري، والثانية للتحقق من الانسحاب السوري الذي يفترض أن يكتمل في غضون الساعات الـ 24 المقبلة.
وأعلن الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريتش أن الفريق المكلف التحقق ما إذا كانت سوريا طبقت القرار 1559 «فني يرأسه خبراء عسكريون». وقال إن الفريق الثاني «يضم حوالي ستة أشخاص» لتمهيد الطريق أمام وصول لجنة التحقيق.