CNN - أنحى الرئيس الأمريكي جورج بوش بلائمة تصاعد العنف الدموي في العراق على تنظيم القاعدة الذي قال إنه يدخل في إطار مخطط لتأجيج حلقات متواصلة من العنف الطائفي، في الوقت الذي توقع فيه مسؤول عسكري أمريكي تصاعد معدلات العنف عقب تفجيرات مدينة الصدر الخميس.

ووافق بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأستوني توماس هندريك إيلفيس على صعوبة الأوضاع في العراق قائلاً "دون شك الأمر شاق.. لا مجال للتساؤل بشأن ذلك.. هناك الكثير من العنف الطائفي يثيره، وفي اعتقادي، هجمات القاعدة التي تستدعي ردود انتقامية."

وأوضح الرئيس الأمريكي الذي سيلتقي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في قمة بالأردن الخميس، أن تصاعد العنف في العراق لا يعني بدء حقبة جديدة هناك."

وأضاف قائلاً "شهدنا مثل هذه المرحلة لوهلة" في إشارة للعنف الطائفي الذي أججه تفجير مرقد شيعي في سامراء 22 فبراير/شباط.

وقال بوش إنه سيطلب من المالكي تحديد رؤيته لكيفية إخماد العنف، وأضاف "على حكومة المالكي التعامل مع هذا العنف ونحن نريد تقديم المساعدة في ذلك، من مصلحتنا النجاح."

وسيبحث الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي في اجتماعهما الخميس، بالأردن سبل التعامل مع "مرحلة جديدة" تمر بها الحرب على العراق وتتسم بتصاعد العنف الطائفي.

وصرح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، ستيفن هادلي، بأن الرئيس الأمريكي لن يطرح خلال الاجتماع أية خطط لتغيير حجم القوات الأمريكية في العراق.

وفي حديث للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية التي أقلت بوش في طريقه إلى أستونيا للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تعقد في لاتفيا، قال هادلي "إن بوش والمالكي سيبحثان الخطوات التي يجب أن يتخذها العراق وسبل دعمها." (التفاصيل)

وإلى ذلك توقع عسكري أمريكي تصاعد معدلات العنف في العراق رداً على تفجيرات مدينة الصدر الشيعية الخميس الماضي التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص بحسب تقديرات مسؤولين عراقيين,

إلا أن الناطق باسم الجيش الأمريكي الجنرال ويليام كالدويل وضع أمام حشد من الصحفيين الثلاثاء محصلة الضحايا عند 180 قتيلاً و245 جريحاً.

وقال كالدويل إن حدة الهجمات "تصاعدت بصورة مؤثرة" عقب الهجمات التي وجهت بأصابع الاتهام فيها إلى تنظيم القاعدة الذي اتهمه بمحاول إشعال فتنة طائفية في بغداد وأنحاء أخرى بالعراق لإضعاف الحكومة العراقية.

وخلص الكثير من المراقبين أن العراق، الذي يطحنه عنف طائفي دموي منذ عام، دخل حرباً أهلية، إلا أن المسؤول العسكري رفض تصنيف التناحر الطائفي كـ"حرب أهلية."

واكتفى بالإشارة "معدلات العنف في بغداد غير مقبولة.. وهذه هي التحديات التي تواجهنا - العنف الطائفي هناك."

وفي شأن متواصل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الاثنين، أن الوضع المتفاقم بالعراق أصبح أقرب لأن يكون "حرباً أهلية"، في ضوء تصاعد أعمال العنف الطائفية هناك، فيما تصر الولايات المتحدة والحكومة العراقية على أن العراق "ما زال بعيداً عن الحرب الأهلية."

ورداً على سؤال لـCNN حول الوضع بالعراق، قال الأمين العام للمنظمة الدولية: "أعتقد في ظل التطورات الراهنة على الأرض، إذا لم يتم القيام بتحرك عاجل وفوري، للسيطرة على الوضع المشتعل بالعراق، فإننا نقترب لأن ندخل تلك الدائرة (الحرب الأهلية)، وفي الواقع نحن تقريباً داخل الدائرة." (المزيد)

وعلى صعيد متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع أن "حزب الله اللبناني" يدرب عناصر "جيش المهدي" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، المناهض للولايات المتحدة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقال المصدر، الذي رفض تسميته، إن ما بين 1000 و2000 من أفراد جيش المهدي تلقوا تدريبات على أيدي "حزب الله" في لبنان.