"دنيا "فيلم يمزق غشاء الختان الانثوي
الخميس, 28-ديسمبر-2006المؤتمرنت - رويترز - بدأ اخيرا عرض فيلم دنيا المثير للجدل الذي يحكي قصة حب تعالج موضوع ختان الاناث وذلك في عدد محدود من دور العرض في القاهرة الاسبوع الماضي بعد ان عرقل معترضون على الفيلم عرضه لمدة تزيد علي عام.
ويتتبع الفيلم الذي أخرجته اللبنانية جوسلين صعب قصة راقصة طموحة في القاهرة المعاصرة تقع في هوي استاذ جامعي يدرس الشعر ويكبرها بعشرين عاما وتكافح للتغلب على الصدمة التي سببها لها الختان.
وبعد ان لاقت الشركة العربية للانتاج والتوزيع السينمائي معارضة شديدة للفيلم اختارت ان تعرضه بدون قدر كبير من الدعاية مما اضطر المخرجة للاضطلاع بنفسها بمعظم الدعاية للفيلم.
ووجدت جوسلين نفسها مضطرة لابتكار طريقة جديدة في الدعاية فاستأجرت شاحنة صغيرة ووضعت عليها ملصق كبير عن الفيلم وتجولت بها في شوارع القاهرة خلال أربعة أيام قبل العرض ووزعت بنفسها منشورات للدعاية له. واستعانت جوسلين في حملتها التي استهدفت
القاعدة الجماهيرية للمشاهدين بعدد من الصبية المشردين الذين استأجرتهم لتوزيع منشورات الدعاية.
وعرض فيلم دنيا لاول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2005 وقوبل بحفاوة في مهرجانات سينمائية كبيرة. ولكن ضغطا مشتركا من المحافظين والجماعات الدينية وتردد الرقابة في مصر ارجأ عرض الفيلم في دور السينما.
وأتت حملة دؤوب شنتها جوسلين ومؤيدوها في الشرق الاوسط واوروبا لعرض (دنيا) ثمارها في نهاية الامر. وبعد أن الغي عرض الفيلم في موعد اخر كان مقررا في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني بدأ عرض الفيلم أخيرا في 20 ديسمبر كانون الاول في 17 دارا للسينما فقط من بين 50 سينما كان مقررا أن يعرض فيها في البداية.
وقالت جوسلين ان الفيلم تعرض لهجوم لانه ظهر في فترة قمع ثقافي.
واضافت (الفيلم يتضمن رقص وغناء وموسيقى ولذة ويتناول النشوة في وقت صعب.... لانه هناك ختان فكري وهو ختان الف ليلة وليلة. والف ليلة وليلة هي أصل الرواية. هذه دنيا وهذا السبب الذي جعل الفيلم يواجه كل هذه المصدات لانه يتناول الختان الفكري و الختان
الجسدي) .
ورغم المجهود الكبير الذي بذلته المخرجة في الدعاية للفيلم الا انها اعتبرت مجرد عرضه
انتصارا لها ولشركة التوزيع بخاصة مع اقتراب عطلة عيد الاضحى التي يقبل فيها الجمهور
بكثرة على دور العرض السينمائي.
وانصب انتقاد المعارضين للفيلم على المشاهد المتعلقة بعملية الختان. وترجع المخرجة الفضل لمؤتمر ديني عقد في الاونة الاخيرة ادان فيه شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي ختان الاناث
في موافقة الرقابة على المصنفات الفنية بعرض الفيلم.
وتقول منظمة الصحة العالمية انه رغم حظر ختان الاناث في كثير من الدول بما فيها
مصر فان ما يصل الى 130 مليون امرأة خضعن للختان وان ستة الاف طفلة يخضعن لعملية
الختان يوميا.
ورغم ان الفيلم يشارك فيه نجمان هما حنان ترك التي تلعب دور دنيا والمطرب محمد منير الا أنهما لم يشاركا في الدعاية للفيلم. وتردد ان ذلك يرجع الى ضغوط من جماعات محافظة.
واصرت الرقابة على ان الفيلم لم يمنع من العرض لاسباب سياسية بل لان المخرجة مطالبة بدفع ضرائب عن الفيلم تبلغ 40 الف دولار لانها غير مصرية. وتقول المخرجة ان مصر مرتبطة باتفاقيات مع بلدها لبنان ومع فرنسا حيث تتمتع بعضوية احدى النقابات تسمح لها بالعمل دون دفع ضرائب.
ورغم ان رد الفعل الاولى للفيلم كان ايجابيا الا ان قلة الدعاية أدت الى قلة عدد المشاهدين.
وبرزت بعض مؤشرات في الاونة الاخيرة على ان السينما المصرية استعدت لدخول مرحلة جديدة. فقد عرض على نطاق واسع فيلم عمارة يعقوبيان الذي يتناول القمع السياسي والعلاقات الجنسية في مصر المعاصرة.
وبدأت جوسلين صعب التي عملت مراسلة عسكرية باخراج افلام وثائقية في الشرق الاوسط ثم
تحولت الي اخراج الافلام الروائية واصدرت أول افلامها الروائية عام .1985
واخرجت جوسلين فيلم حياة معلقة عام 1985 الذي عرض في قسم نصف شهر المخرجين بمهرجان كان السينمائي الدولي ثم فيلم كان ياما كان بيروت// عام .1995
وتعيش جوسلين صعب حاليا بين باريس والقاهرة التي صورت فيها دنيا.