فنانة موريتانية في مجلس الشيوخ
الخميس, 28-ديسمبر-2006المؤتمرنت - ايلاف - المعلومة منت الميداح، اسم يعرفه جميع الموريتانيين سواء منهم المعجبون أو المتحفظون على أدائها التقدمي حتى لا نقول الثوري، بالمفهوم الفني. إنها سليلة الفن الموريتاني في أعمق معانيه لكونها ابنة إحدى الأسر الرائدة في هذا المجال، أسرة آل الميداح.
إلا أن المرأة خطفت الأنوار في منتصف الثمانينات عندما خرجت على الموريتانيين بنمط جديد من أداء الأغنية يختلف أيما اختلاف عن ما عرف حتى ذلك الوقت عند هذا المجتمع البدوي. وكانت من بين أولى أغانيها التي أثارت الجمهور أغنية "حبيبي حبيتو" التي كسرت من خلالها محظور التصريح بالحب، فضلا عن نمط الأداء الثوري إن صحت العبارة. فعلى الطريقة الغربية شدت المعلومة بالكلمات الشنقطية محدثة مزيجا من الأصالة والحداثة صفقت له الجماهير الخارجية قبل أن يستوعبه الجمهور الموريتاني. فتألقت منت الميداح في أكثر من عاصمة عربية وغربية كانت آخرها العاصمة الفنزويلية كاراكاس حيث ألهبت بأغنيتها "يودن، يودن" حماس المشاركين بمن فيهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي صفق لها كثيرا.
لكن المعلومة تتألق هذه المرة في مجال مختلف كل الاختلاف عن الفن، ألا وهو السياسة، وذلك بترشيحها، على مستوى العاصمة نواكشوط، لعضوية مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) المزمع انتخابه في 21 يناير كانون الثاني القادم. وقد تم ترشيح الفنانة من طرف الحزب الذي انتمت إليه بل والتصقت به منذ إنشائه في بداية التسعينات. إنه حزب "تكتل القوى الديمقراطية" الذي يتزعمه رمز المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه.
وبهذا الترشيح يكون حزب ولد داداه قد رد للمعلومة بعضا من الجميل الكثير الذي يدين به لها من خلال وقوفها الثابت إلى جانبه أيام ضيق عليه الرئيس السابق معاوية ولد الطايع وهجره العديد من أعضائه. ظلت منت الميداح حينها تبارح مكانها إلى جانب الصامدين في هذا الحزب، ما كلفها حصارا إعلاميا محكما فرضه عليها رجال ولد الطايع، فظلت محرمة الظهور في وسائل الإعلام الرسمية بما فيها التلفزة الوطنية.
كما تساهم المعلومة إسهاما جوهريا في الحملات الانتخابية التي ينظمها "تكتل القوى الديمقراطية" عبر إعداد مقاطع غنائية سريعا ما تنتشر بين الجمهور، خاصة الشباب، لتصبح موضة مسجلات السيارات ومكبرات الصوت في محلات بيع الأشرطة.
تلك هي المعلومة الفنانة وهذه هي المعلومة السياسية فهل تنجحان في التعايش معا أم أن إحداهما ستطغى على الأخرى في حالة الفوز بمقعد مجلس الشيوخ؟