المؤتمر نت - محمد السياغي - كثيرة هي البعثات الاثرية الاجنبية العاملة في مجال التنقيات والحفريات الاثرية في مناطق مختلفة من اليمن ، وفي كل مرة لا تخلو نتائج اعمالها من الاشارة الى ان اقدام حضارة عريقة تشكلت على هذا الجزء من الارض في شبة الجزيرة العربية .
وتمثل البعثة الاثرية الالمانية واحدة من اهم البعثات الاثرية الكبيرة العاملة في اليمن منذ عام 1987م وكانت قد احتفلت مؤخرا باليوبيل الفضي لـمرور 25 عام على تأسيس المعهد الالماني للاثار في اليمن كمؤسسة بحثية دائمة تابعة لمعهد الاثار في برلين .
يقول الدكتور يوسف محمد عبدالله وكيل وزارة الثقافة والسياحة رئيس الهيئة
العامة للاثار والمتاحف على هامش الحفل ان البعثة الالمانية هي البعثة الوحيدة
المستمرة في عملها بدون توقف رغم الصعوبات التي تواجهها سواء كانت مادية
او ناتجة عن خصائص مناطق التنقيب الجغرافية والسكانية .

وتنشر البعثة الالمانية بانتظام ابحاثها العلمية حول التنقيبات الاثرية في اليمن وقد نشرت عشرة مجلدات مهمة بهذا الخصوص وهي مجلدات فاخرة تتضمن نتائج اعمالها كمالة خلال الخمسة والشعرين السنة الماضية في اليمن
عموما وفي منطقة مأرب خصوصا .
كما تشتغل الى جانب هذه البعثات بعثة كندية منذ 18 عاما في مدينة زبيد
الاثرية وقلعة زبيد وتهتم بدراسة الاثار الاسلامية في منطقة تهامة ، بالاضافة
الى بعثة ايطالية نقبت في منطقة الهامد في تهامة وكذا بعثات فرنسية تابعة للمركز الوطني للابحاث وتعمل بين الفينة والفينة لتنقيب في الشحر وساحل حضرموت.
ويتوقف الدكتور يسوف محمد عبدالله رئيس الهيئة هنا ملفتا الى انه لاتكاد تمر سنة او فترة بدون عمل اثري في اليمن وعلى مستوى رفيع . ويركز على ان هذه البعثات تشتغل بتمويل منها ومن جامعاتها مؤكدا ان الهيئة تشرف اشرافا مباشرا على ابحاثها العلمية وبصورة مستمرة .
وفي نفس السياق يؤكد أن كل هذه البعثات تنشر ابحاثها وتلقيها سنويا في مؤتمرات دولية واهمها مؤتمر الدراسات العربية يعقد في جامعة لندن في شهر
يوليو من كل عام منذ ثلاثين عام مضت حيث تلقي هذه البعثات نتائج اعمالها كل عام بما فيها هذا العام .
ويرى الدكتور يوسف ان خمسة وعشرين عاما اذا ما قارناها بما كان الامر عليه في السابق سنجد ان انجاز البعثة الالمانية انجاز كبير في غياب جهود البعثات الاثرية الاخرى قبل ذلك .

ولكن قبل خمسة وعشرين عاما كان هناك بعض البعثات الاثرية التي بذلت بعض الجهود مثل البعثة الروسية والفرنسية غير انها كانت جهود موسمية فضلا
عن انها بعثات لا تتبع هيئة او معهد واحد على عكس البعثة الالمانية .

وقد تركزت جهود البعثة الفرنسية في مدينة شبوة منذ عام 1975م فيما ركزت
جهود واعمال الحفريات للبعثة الالمانية منذ نفس الفترة تقريبا في مدينة مأرب.

ويعد اكبر انجاز حققته البعثة الفرنسية اصدارها لثلاثة مجلدات تتضمن نتائج حفرياتها في مدينة شبوة فيما كشفت البعثة الالمانية عن معبد بران واستمرارها في اعمال التنقيب في صرواح وسد الكهينة فضلا عن عملها الجاري حاليا على تثبيت وترميم ما تهدم من بقايا سد مأرب .
وبالنسبة لاعمال البعثة الروسية : يقول الدكتور يوسف محمد عبدالله لقد عملت البعثة الروسية في المناطق الجنوبية وخاصة قبل عام 1997م وهناك
ايضا البعثة الامريكية التابعة للمؤسسة الامريكية لدراسة الانسان وقد عملت
لثلاث فترات .
وأستمرت اعمال الفترة الاولى من 51 الى 1952م عندما نقبت في بيحان
ومأرب واصدرت ستة مجلدات للاثار والنقوش ومن ثم اتبعتها باعمال تنقيب في
منطقة الجوبة في الثمانينات وهي مستمرة حاليا في العمل بمحرم بلقيس الذي
تعمل فيه منذ عام 1998م بشكل موسمي .

والى جانب هذه البعثات تعمل البعثة الايطالية بشكل موسمي وقد عملت على التنقيب في منطقة خولان وبراقش واسفرت اعمالها في منطقة خولان عن اكتشاف
العصر البرونزي في اليمن وهي الان تقوم بالعمل على ترميم وتثييت معبد نكرح
في مدينة براقش القديمة .

وليست هذه البعثات الكبيرة وحدها التي تعمل في اليمن فحسب يقول رئيس
الهيئة العامة للاثار والمتاحف الى جانب هذه البعثات الكبيرة هناك بعثات صغيرة ومتفرقة تتبع جامعات منها البعثة الالمانية التابعة لجامعة المانيا وهي التي تنقب في منطقة ظفار وهناك بعثة امريكية تابعة لجامعة شيكاغو تنقب في منطقة ذمار بين الفنية والفينة بالاضافة الى بعثة امريكية اخرى تعمل على مسح محافظة المهرة .