المؤتمرنت-تقرير- محمد السياغي - عثرت البعثة الأثرية الألمانية العاملة في اليمن خلال أعمال حفرياتها مؤخرا في معبد برأن الأثري بمدينة مأرب اليمنية القديمة على ما يزيد عن 60نقشا اثريا تنتمى إلى مرحلة تشييد المعبد في القرن الخامس قبل الميلاد .
واكد تقرير البعثة الألمانية التابعة للمعهد الألماني للدراسات الأثرية أن النقوش التي تم العثور عليها في معبد برآن -أهم معبد للإله المقه في الواحة بعد معبد أوام -هي في الأساس عبارة عن وقف للإله المقه.
وأوضح تقرير البعثة الصادر حديثا وحصلت "المؤتمرنت" على نسخة منه أن النقوش المكتشفة لاتشير إلى أزمنة مراحل بناء المعبد فحسب ، بل تكشف بمعلومات كثيرة حول فترة استخدام المعبد التي تقارب 1500 عام تقريبا .
وأكدت البعثة أن المرحلة الكلاسيكية للمعبد كانت في القرن الخامس قبل الميلاد وأن أوج ازدهاره كانت في القرنين الثاني والثالث الميلاديين..مشيرة إلى أن النصوص المختلفة التي تم العثور عليها تبين وظيفة المعبد ،كما تجسل التغيير الذي طرأ على عبادة المقه عبر القرون .
ومعبد برآن تطور منذ القرن التاسع قبل الميلاد على اقل تقدير من معبد بسيط إلى مجمع شامل يضم مرافق العبادة وورش العمل ومطبخ ومرافق صغيره لأغراض الأعمال الاقتصادية .
وكان قد نجح إدوارد جلازر في رحلته الثالثة لليمن عام1988 من حصر ما يقرب
من 400 نقشا في واحة مأرب وضواحيها القريبة .
ومعبد برآن الواقع وسط الحقول القديمة بالسهل الجنوبي يعد من أهم المقدسات
التابعة لعاصمة الدولة السبئية اليمنية القديمة في مدينة مأرب القديمة .

*الأسر المأربية القديمة
وبحسب التقرير فأن النصوص المختلفة التي تضمنتها النقوش المكتشفة في معبد بران ، يتيح البعض التعرف على من بنى المعبد ومن قدم الأوقاف فيما يعطى البعض الآخر تصورا متكامل عن القبائل والأسر المأربية ذات الطبقات الكثير وكذا عن أشكال الحكم والنظام الاجتماعي في مأرب إبان تلك الفترة ..
ويشير التقرير إلى أن معظم تلك النقوش وضعت بالواجهات الخارجية على شكل بروج في مقابر أوام ، وفي صورة نقوش إضافية على شواهد القبور ذات الروؤس المرمرية ، وهي تشير إلى الموتى المدفونين في تلك المقابر وإعدادهم الضخمة.
ويبين تقرير البعثة الألمانية أن أبرز تلك النقوش ما يتحدث عن تاريخ بناء سد مأرب القديم أهم نصب اثري في المنطقة والتي تم العثور عليها في أزواج متطابقة من النقوش يثبت فيها الحاكمان السبئيان/ سمهعلى ينف /وابنه/ يتعأمر بين/ من القرن السادس قبل الميلاد في المبنى الجنوبي المقام عند صخرة بلق الأوسط.

*أبرهة الحبشي
ومقابل ذلك تأتي من المبنى الشمالي النقوش العظيمة التي تنقل أنباء مختلفة عن تفاصيل تصدعات السد وعن إجراء الإصلاحات التي تلت ذلك من عامي (450)(534) ميلادية للملك الحميري شرحبيئل يعفر وأبرهة الملك الحبشي في اليمن.
وفي سياق الكشف المبدوء عام2002م حول المبنى الشمالي يقول نربرت نيبس أحد أعضاء البعثة الأثرية الألمانية انه ظهر بالأسوار الخارجية عدد كبير من النقوش المعاد استخدامها ، ومن أهمها خاصة لتأريخ المبنى الشمالي نقش جديد مكون من 41 سطرا لأبرهة .. موضحا انه يعرف الجزء الشمالي من المبنى الذي تصدع بفعل مياه الفيضان ،فضلا عن تأكيده أيضاً بأن المصرف الشمالي من السد قد أنشئ بأمر من الملك الحميري شرحبئل يعفر.
ويرى نبس أن هناك نصوص كثيرة تم العثور عليها قبل أن تجرى البعثة الألمانية أبحاثها في المنطقة ، وهي تسلط الضوء على تاريخ مملكة سبأ في بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد ، وتبرهن إن السبئيين كان لديهم السيطرة على جنوب بلاد العرب.