المؤتمرنت - رويترز - قال مسؤولون يوم الخميس إن أكبر كتلة عربية سنية في مجلس النواب العراقي أنهت مقاطعتها للبرلمان الذي يهيمن عليه الشيعة في علامة إيجابية بالنسبة لمحاولات البلاد المتعثرة لتحقيق المصالحة الوطنية.

وتأتي عودة جبهة التوافق السنية في الوقت الذي يتعرض فيه رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي لضغوط امريكية متزايدة للمضي قدما في قوانين تهدف إلى الحد من العنف وتحقيق المصالحة بين الاغلبية الشيعية في العراق والاقلية العربية السنية.

وفي أحدث حلقة في سلسلة مزاعم الانتهاكات ضد القوات الامريكية في العراق قال الجيش الامريكي اليوم انه تم توجيه الاتهام الى جنديين امريكيين بقتل عراقي الشهر الماضي بالقرب من مدينة كركوك النفطية.

وكانت الجبهة قد بدأت المقاطعة الشهر الماضي احتجاجا على إبعاد محمود المشهداني وهو أحد أعضائها البارزين من رئاسة البرلمان. وقالت الجبهة إنه سيعود لمنصبه.

وقال سليم الجبوري وهو متحدث باسم الجبهة وأحد نوابها "المشهداني عاد. نحن عدنا" مضيفا أن الجبهة شعرت بأن هناك قوانين مهمة التي ينبغي التعامل معها.

لكن الجبهة ستواصل مقاطعة اجتماعات حكومة المالكي. وتركت الجبهة الحكومة الشهر الماضي احتجاجا على اتخاذ إجراء قانوني ضد أحد وزرائها.

وتحث واشنطن العراق منذ أشهر للموافقة على قوانين مهمة بهدف استقطاب العرب السنة بشكل أكبر للمشاركة في العملية السياسية. ولم يطرح على البرلمان حتى الآن سوى واحد من مشروعات هذه القوانين.

ولن يكون لهذه القوانين أي معنى للمصالحة إذا تمت مناقشتها والموافقة عليها دون وجود أعضاء جبهة التوافق الذي يشغلون 44 مقعدا في البرلمان المؤلف من 275 مقعدا.

كما أنهى تكتل من 30 من النواب الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مقاطعتهم للبرلمان في وقت سابق هذا الاسبوع بعد أن أكدت لهم الحكومة أن المزارات المقدسة ستحظى بحماية أفضل.

وأثارت الحوادث التي قام فيها جنود أمريكيون بقتل أشخاص بشكل غير مشروع منذ الغزو الذي قادته واشنطن للبلاد عام 2003 غضب المواطنين العراقيين.

وقال الجيش في بيان انه تم توجيه الاتهام الى كل من السارجنت تري كوراليس من سان انطونيو بولاية تكساس والجندي كريستوفر شور من ويندر بولاية جورجيا بارتكاب جريمة القتل مع سبق الإصرار.

وجاء في البيان أن الجريمة قيل أنها وقعت نحو 23 يونيو حزيرن قرب مدينة كركوك الشمالية حيث كان الجنديان يخدمان في اللواء الثالث من الفرقة 25 مشاة.

ومن بين القضايا التي حظيت باهتمام إعلامي كبير مقتل 24 عراقيا أعزل عام 2005 على أيدي أفراد من مشاة البحرية الامريكية في بلدة حديثة واغتصاب وقتل فتاة في الرابعة عشرة من عمرها في المحمودية في مارس آذار 2006.

وأدانت هيئة محلفين عسكرية يوم الاربعاء في كاليفورنيا جنديا من مشاة البحرية بالتآمر لخطف وقتل رجل عراقي أردي رميا بالرصاص العام الماضي.

وفي أحدث أعمال العنف قال الجيش الامريكي يوم الخميس إن أربعة من جنوده ومترجمهم العراقي قتلوا في انفجار قنبلة موضوعة على طريق أثناء دوريتهم ببغداد يوم الاربعاء. وقتل جندي خامس في هجوم منفصل جنوبي بغداد يوم الثلاثاء.

وبهذا يرتفع عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا منذ الغزو إلى 3627. ويأتي مقتلهم بعد أن فشل مجلس الشيوخ الامريكي في تصويت خلال الليل في فرض جدول زمني لسحب القوات الامريكية.

وشنت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية ضخمة في العاصمة والمناطق المحيطة بها ويحذر قادة عسكريون من أن عدد القتلى والمصابين قد يرتفع في الوقت الذي يدخل فيه الجنود أحياء أكثر خطورة.

وكانت الشهور الثلاثة الأخيرة الأكثر دموية بالنسة للقوات الامريكية إذ قتل خلالها 331 .

ويقول الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يتعرض لضغوط لتغيير مسار الحرب التي تزداد المعارضة لها داخليا إنه بانتظار التقرير الذي سيرفعه الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق والسفير ريان كروكر في سبتمبر أيلول بشأن التقدم الذي حققته الحملة