الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 05:07 ص - آخر تحديث: 01:26 م (26: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
أدوية ذكية لعلاج السرطان



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من علوم وتقنية


عناوين أخرى متفرقة


أدوية ذكية لعلاج السرطان

الثلاثاء, 22-يناير-2008
الشرق الاوسط - ما زالت كلمة سرطان تسبّب خوفاً حقيقياً عند سماعها، حتى أن البعض يتجنب لفظها لما لهذه الكلمة من صدى يثير الرعب.
مرض السرطان، أو كما يدعوه البعض بـ «المرض الصامت»، قديم قِدم الإنسان على وجه المعمورة، رغم التقدم العلمي في مجال جراحة السرطان بمراحله المبكرة، إلا أن الكثيرين من المصابين به، خاصة في مراحله المتقدمة ما زالوا فريسة للمرض. تحدث الى «الشرق الأوسط» الدكتور محمد كلتا، استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم ونائب رئيس مركز الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، مفيدا أن الحقبة من الزمن التي تلت مطلع الستينات من القرن الماضي، شهدت تطوراً في العلاجات الكيميائية حتى أصبح من الممكن شفاء حالات هودجكن لمفوما Hodgkin"s lymphoma، حتى في مراحلها المتقدمة. ويرجع الفضل بذلك، إلى إدراك العلماء أن الخلايا السرطانية المتكاثرة بشكل عشوائي، لا بد من السيطرة عليها بمجموعة من الأدوية الكيميائية التي تؤثر في مختلف مراحل انقسامها، وبذلك يتم تجنّب مقاومة الخلايا للعلاج. ويضيف أنه من خلال تطبيق هذه المفاهيم، أصبح بالإمكان شفاء حالات كثيرة من اللمفوما وسرطانات الثدي وسرطانات الخصية وسرطانات الدم وغيرها. ومن المعروف أن العلاج الكيميائي سلاح ذو حدّين، حيث ان الانواع التقليدية منه لا تميّز بين الخلايا الخبيثة والسليمة، وبالتالي تسبّبت في الكثير من المشاكل الصحية، أهمها تساقط الشعر ونقص الوزن الناجم عن فقد الشهية، كذلك العقم، حتى اعتقد الكثيرون أن العلاج الكيميائي أسوأ من السرطان نفسه، وفضّل البعض الموت بالسرطان على تناول هذا العلاج، ولجأ الكثيرون إلى الشعوذة والعلاجات الشعبية هروباً من الأدوية الكيميائية، أملاً منهم بالشفاء على أيدي أناس لا هدف لهم إلا الكسب المادي.

استمرّت هذه الحالة حتى منتصف التسعينات من القرن الماضي، حيث ابتدأت أبحاث السرطان تؤتي ثمارها، وتبين أن الخلايا السرطانية تملك من الخصائص ما يجعلها عرضة للتكاثر العشوائي، وتم معرفة الكثير عن آلية تكاثر هذه الخلايا وطرق انتشارها في الجسم.

ويشير الدكتور كلتا، الى أن هذه الحقبة من الزمن تميزت باكتشاف العديد من الأدوية الموجهة Targeted Therapy، تستطيع هذه الأدوية الارتباط بالخلايا السرطانية من دون غيرها، وبالتالي تمنع تكاثرها من دون تأثير يذكر في الخلايا السليمة، مما زاد في نسب الشفاء والإقلال من مشاكل العلاجات الكيميائية التقليدية Conventional Chemotherapy، ويعود الفضل في تطوير معظم هذه الأدوية لعلم الهندسة الوراثية، حيث أصبح بالإمكان صناعة أدوية موجهة وقابلة للعمل بشكل نوعي على الخلايا السرطانية Monoclonal Antibodies. ويؤكد الدكتور كلتا أنه أصبح ممكناً العلاج بهذه الأدوية «الذكية» وتحقيق نسب نجاح عالية جدا تقارب 80 في المائة، كما في حالات سرطان الدم النخاعي المزمن Chronic Myeloid Leukemia، حيث يتناول المريض دواء Gleevec بشكل حبوب.

وتم تحقيق نسب شفاء عالية في حالات سرطان الثدي، بإضافة دواء هيرسيبتين Herceptin للعلاجات الكميائية التقليدية.

وبالنسبة لأورام لمفوما، يشير الدكتور كلتا الى اكتشاف عدد من الأدوية مثل دواء رايتوكسيماب Rituximab الذي يستطيع أن يهاجم الخلايا الليمفاوية الخبيثة، وعقار اليمتوزوماب Alemtuzumab الذي يستخدم في علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن Chronic Lymphocytic Leukemia.

وعلى صعيد آخر، تم استخدام الأدوية التي تغيّر في البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية، حيث يتم منع التروية الدموية والتغذية الضرورية لتكاثر وانتشار الخلايا السرطانية، ويعتبر دواء ثاليدومايد Thalidomide، مثالا على التقدم في هذا المجال.

ودخلت أدوية حديثة مثل سيتوكسيماب Cetuximab وبيفاسيزوماب Bevacizumab، في علاج سرطانات القولون وغيرها من السرطانات وحققت نسب نجاح غير مسبوقة.

ويجب ألا نغفل الدور المتقدم لجراحة الأورام والعلاجات الإشعاعية، حيث أصبح بالإمكان تطبيق هذه العلاجات مجتمعة أو منفردة مع العلاجات الكيميائية لتحقيق أعلى نسب شفاء شهدها علم السرطان في الآونة الأخيرة.

وأخيرا يؤكد الدكتور كلتا على أن علاج السرطان في مراكز تخصصية وعلى أيدي أطباء خبراء في هذا المجال هو من الأمور الأساسية في إنجاح الجهود المتواصلة للقضاء على هذا القاتل الصامت.

كما أن على الهيئات الحكومية المتخصصة توفير هذه العلاجات الباهظة الثمن لمواطنيها، ويأتي دور شركات التأمين الطبي والجمعيات الخيرية، كمساهم فعال في إنجاح هذه الجهود.

لقد أصبح الشفاء من السرطان ممكناً نتيجة الجهود المضنية لمراكز الأبحاث، وتوفر الموارد والخبرات ووسائل الكشف المبكر وزيادة الوعي وتحسن وسائل الاتصال، حيث أصبح من السهل إرسال صور لعينات الورم المجهرية والصور الاشعاعية للمراكز المتقدمة عبر شبكة الانترنت لتبادل الآراء بين العاملين في هذا المجال، وأصبح التواصل بين المراكز العلمية المتخصصة بالسرطان، سِمة من سمات العصر.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024