وكالات - تتوقع اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أن يخلف مسؤول العمليات السابق في «حزب الله» عماد مغنية بعد اغتياله، أحد اربعة مرشحين، هم مصطفى بدر الدين والحاج خليل حرب وطلال حمية وابراهيم عقيل.
وذكر محلل الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية في صحيفة «يديعوت احرونوت» رونين برغمان، امس (يو بي اي)، ان «في إسرائيل لا يوجد جواب واضح حتى الآن للغز خليفة عماد مغنية»، لكن من جهة أخرى يتوقع أن يتم توزيع صلاحيات مغنية على عدد من الأشخاص، «وحتى لو تم تكليف احد المرشحين الأربعة لتولي مهام مغنية، فإنه لن يتم الاعلان عن اسمه لمنع اغتياله في المستقبل».
وحسب برغمان، فإن من الناحية الرسمية، تولى الشيخ نبيل قاووق، مهام مغنية قبل سنة «لكن جهات مطلعة تشكك في ما إذا كانت خبرة قاووق العسكرية المحدودة ستمكنه من سد النقص» بعد اغتيال «الحاج رضوان».
وكتب برغمان ان حمية كان مسؤولا عن الاتصالات مع «خلايا نائمة» في الخارج، «كما انه مسؤول عن تفعيل أجهزة تنفيذ العمليات في ما وراء البحار خصوصا في اميركا الجنوبية وأوروبا الغربية وأفريقيا ودول الخليج». وأضاف انه بعد تفجير السفارة الإسرائيلية لدى الأرجنتين، زودت الاستخبارات الأميركية، اسرائيل بأدلة على أن مغنية وحمية مسؤولان عن هذا الهجوم «وتضمن الدليل محادثة هاتفية بين الاثنين، كذلك تم إرسال حمية الى العراق وانضم إلى قوات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بهدف إنزال خسائر في صفوف القوات الأميركية والبريطانية».
وتابع أن حمية يعتبر اقرب شخص لمغنية و«كان مطلعا على أسراره ومسؤولاً عن الخلايا النائمة في أنحاء العالم والتي ستنشط بعد اغتيال مغنية أو في حال تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم». ولذلك يعتبر، حسب برغمان، أبرز المرشحين لخلافة مغنية. وقال إن خليل حرب ركز نشاط «حزب الله» في جنوب لبنان «ويعتبر أحد اللامعين في الحزب الذي كان مسؤولاً عن تطوره بمساعدة إيران وتحويله من منظمة أنصار إلى جيش منظم، كما كان مسؤولا عن العديد من الهجمات ضد مواقع ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التي تعاونت مع إسرائيل حتى انسحاب الأخيرة من جنوب لبنان في العام 2000».
وكتب أن حرب أقام «الوحد 1800» التابعة للحزب والمسؤولة عن تعزيز تسليح نشطاء فلسطينيين وتشجيع تنفيذ عمليات في الأراضي الفلسطينية. وتابع برغمان، أن حرب هو الذي جند المواطن العربي الإسرائيلي قيس عبيد، الذي بدوره اغرى ضابط الجيش الإسرائيلي السابق الحنان تانانبوم واسره «حزب الله» لأكثر من ثلاث سنوات.
وتابع برغمان إن إبراهيم عقيل كان قائد منطقة جنوب لبنان لفترة معينة، وكان الساعد الأيمن لمغنية في العديد من العمليات. وأضاف أن عقيل كان خلال حرب لبنان الثانية مسؤولا عن التنسيق الاستخباري مع سورية التي مررت معلومات كثيرة للحزب.
وذكر ان جهاز استخبارات اجنبي أبلغ إسرائيل، أن السوريين سلموا «حزب الله» صورا جديدة لإسرائيل التقطتها أقمار اصطناعية، كما أن عقيل يقضي وقتا كثيرا في دمشق لتنسيق تحويل معلومات. واضاف: «يبدو ان أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تملك معلومات حول طبيعة نشاط مصطفى بدر الدين ومهامه في السنوات الأخيرة ما زالت خفية، ولم يظهر عموما في خريطتها».
وختم برغمان: «على ما يبدو فان بدر الدين كان مساعداً قريبا لمغنية وبمثابة حامل لحقيبته».
وفي طهران، اتهم اللواء يحيي رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي، دولة عربية لم يسمها الى جانب عناصر امنية اميركية «ارهابية»، بالضلوع في اغتيال مغنية في دمشق.
وذكرت «وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء»، ان اللواء صفوي، قال امس، خلال حفل تأبيني لمغنية في مدينة همذان، ان «الصهاينة ومن خلال اغتيالهم الشهيد عماد مغنية والذي كانت العناصر الامنية الارهابية الاميركية واحدى الدول العربية ضالعة في ذلك، عجلوا بزوالهم».
واضاف ان «دماء شهداء مثل مغنية اثارت غضب آلاف الشبان في حزب الله واثارت الحماسة في قلوب المؤمنين والمجاهدين لحزب الله للانتقام لهذه الدماء». وتابع ان «قائد حزب الله الشجاع السيد حسن نصرالله سينفذ وعده بحق الكيان الصهيوني».
وكان نصر الله هدد بحرب مفتوحة على اسرائيل «اذا ارادتها حربا مفتوحة».
وقال صفوي ان «الصهاينة ليس بامكانهم مواجهة نضال عالمي، والامل معقود بان يحين في القريب العاجل وقت زوال هذا الكيان اللقيط والمجرم (اسرائيل) الذي يسفك دماء النساء والاطفال والرجال الفلسطينيين ليل نهار، عبر نهضة وانتفاضة المسلمين ودعمهم لحماس والجهاد».
وفي القدس (ا ف ب)، احتج سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني غيلرمان، لدى الامين العام بان كي مون على تصريحات ادلى بها الاربعاء، الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي وصف اسرائيل بانها «جرثومة قذرة» و«حيوان متوحش».
وقال غيلرمان للاذاعة الاسرائيلية العامة بعد لقاء مع بان، اول من امس، «قلت للامين العام للامم المتحدة انها تصريحات معتوهة تذكر بالدعاية الاعلامية النازية». واكد: «يجب تحذير الاسرة الدولية لان هذه الاجراءات ضد اسرائيل والعالم كله يجب ان تؤخذ على محمل الجد».
وقال بان كي مون في تصريحات بثتها الاذاعة الاسرائيلية باللغة الانكليزية، ان «استخدام رئيس دولة عضو في الامم المتحدة لغة كهذه ضد عضو آخر في الامم المتحدة امر غير مرغوب فيه».
وكان الرئيس الايراني شن هجوما جديدا على اسرائيل، وقال ان «القوى العالمية اخترعت جرثومة قذرة اسمها النظام الصهيوني واطلقت لها العنان مثل حيوان متوحش ضد امم المنطقة».
كما صرح غيلرمان بان الدولة العبرية تتوقع ان «يخيب املها مجددا» من تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول البرنامج النووي الايراني. وقال ان «توقعاتنا وتوقعات عدد كبير من زملائنا في الامم المتحدة ليست كبيرة واخشى ان يخيب املنا مجددا بهذا التقرير الذي سيصدر غدا» اليوم.
ويفترض ان يصدر البرادعي تقريرا جديدا حول البرنامج النووي الايراني والتعاون بين طهران والوكالة.
وتابع الديبلوماسي الاسرائيلي ان «البرادعي برهن في السنوات الاخيرة على تساهل مبالغ فيه وغير مفهوم حيال السباق على التسلح الذي تقوم به ايران. انه يحاول ان يتفهم الايرانيين وان يقلل من اهمية الامور، في شكل منهجي». واكد ان «تجاربنا مع التقارير السابقة لم تكن ايجابية ولا اتوقع تغييرا».