طارق رشدي - تزينت محلات الورود والهدايا في القاهرة باللون الأحمر، استعدادا لعيد الحب (الأحد). واللافت هذه العام هو الاهتمام بالزهور والورود، خصوصا مع النصائح التي يقدمها المتخصصون بأهمية الورود في تغيير الحالة النفسية وإدخال السعادة على القلوب، وذلك بالرغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يرى البعض أنها تسببت بشكل أو بآخر في فقدان الرومانسية بين الأزواج.
في استفتاء أجرته الجمعية الأميركية للزهور، تبين أن الزهور لها تأثير قوي وإيجابي على الصحة العاطفية والنفسية والمزاجية للمرأة. فالزهور تشعرها بالرضا وتعطيها دائما إشارة بالبهجة للمخ فتبدو على الشخص علامات الراحة النفسية والسعادة وهو ما أكده المشاركون في الاستفتاء عندما أعلنوا أن أي شخص حتى ولو كان يشعر بالاكتئاب عندما يتلقى باقة من الزهور لا يملك سوى الابتسامة والفرحة عند استلامها.
كما أن الزهور تزيد من قوة الارتباط بين الزوجين، وعندما يقدمها الزوج إلى زوجته فهو بذلك يقول لها إنه يحبها وإنها مهمة بالنسبة له وأنه سعيد في حياته معها، فهي رسالة حب بليغة دون كلمات.
وكثير من الناس يشترون الورود والأزهار لمجرد شكلها الجميل أو للتعبير عن الحب أو عن معاني أخرى بحسب لون الأزهار أو الورود، لكن الحقيقة الأخرى أن هذه النباتات الجميلة ذات مفعول قوي في التأثير على مزاج النساء. فالأمر بالنسبة للمرأة يتعدى أن يكون مجرد زهرة، حيث أثبتت دراسة حديثة أن لرائحة الورد مفعولا قويا يؤثر على مزاج المرأة. وهذا التأثير يختلف في قوته بحسب نوع الزهرة واختلاف رائحتها. فمثلا الزنبق والنرجس الأصفر والتوليب تساعد على تحسين الشعور بالراحة بعد يوم عمل شاق. ففي دراسة أجريت على 90 امرأة يتولين أعمالا مكتبية يومية، وضع الباحثون باقة ورد ملونة بجانب كل منهن. وكانت النتيجة أن جميعهن شعرن بتحسن كبير في مزاجهن وكن أكثر هدوءا خلال ساعات العمل وبعده.
ويؤكد أستاذ الطب النفسي الدكتور سيد صبحي أن الزهور لها فاعلية كبيرة للتخفيف من آلام الصداع وإزالة التوتر والاكتئاب وتقوية جهاز المناعة. فعند استنشاق أريج الزهور يتم إرسال رسالة فورية إلى المخ عبر أعصاب الشم التي توثر في الغدد الصماء. ويمكن للزيوت العطرية المستخرجة من الزهور أن توثر أيضا في الإنسان عن طريق الجلد إذا ما استخدمت أثناء التدليك أو الاستحمام، وأشار إلى انه عند استنشاق رائحة ذات طبيعة مخدرة تهدأ حركة المخ، في حين أن الروائح المثيرة تدفع المخ إلى اليقظة والانتباه. ولكل شخص ميول معينة نحو زهرة معينة وعطر معين يدل على شخصيته النفسية والاجتماعية وحتى الثقافية. فاللون الأخضر الموجود في سيقان الزهور يوحي بالراحة والانشراح، فيما يدل اللون الأحمر على الرغبة في الإنجاب والتكاثر، والابيض يمثل الصفاء والنقاء والطهارة، والبرتقالي الرقة، والبنفسجي الحزن والألم، والأزرق العزلة والانطواء...الخ.

القبس