المؤتمرنت - اشتبكت قوات الأمن في قرغيزستان مع مواطنين من أصل أوزبكي يوم الاثنين في جنوب البلاد حيث قتل زهاء ألفي شخص في موجة من أعمال العنف الدامية جرت في وقت سابق من الشهر الحالي.

وقالت جماعات حقوقية ان أربعة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 20 آخرين عندما أغارت القوات القرغيزية على قرية يقطنها الاوزبك قرب مدينة أوش مركز الاشتباكات العرقية التي اندلعت في العاشر من يونيو حزيران.

وقالت السلطات ان عدد القتلى اثنان فقط وأضافت ان قوات انفاذ القانون خاضت "مقاومة مسلحة".

وفي كلمة ألقتها أثناء زيارة لمدينة جلال اباد القريبة تعهدت روزا اوتونباييفا رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزستان بالمضي قدما في إجراء استفتاء يوم الاحد القادم على الرغم من بواعث القلق الامني في البلاد.

وقالت اوتونباييفا التي وصلت الى السلطة بعد ثورة في ابريل نيسان أطاحت برئيس البلاد كرمان بك باقييف "اجراء الاستفتاء أصبح ضرورة لانه يتعين علينا إيجاد إطار قانوني."

وأضافت اوتونباييفا التي تريد الاستفتاء ليكون ركيزة لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية "اذا سمحنا بأي تأخير سيهدد ذلك بالمزيد من عدم الاستقرار."

ودمرت أعمال العنف الدموية التي جرت هذا الشهر قرى بكاملها وأجبرت 400 ألف شخص على النزوح عبر الحدود الى أوزبكستان حيث يعيشون في مخيمات بائسة ولا يجدون طعاما كافيا.

وتخشى الولايات المتحدة وروسيا -اللتان تحتفظ كل منهما بقاعدة جوية في الجمهورية- أن تنتشر الاضطرابات في أجزاء أخرى من آسيا الوسطى وهي منطقة سوفيتية سابقة تقع على طريق رئيسي لتهريب المخدرات من أفغانستان المجاورة.

وتعرض السكان وغالبيتهم من الاوزبك لهجمات خلال ثلاثة ايام من الاضطرابات في وقت سابق من يونيو حزيران. وقال سكان محليون ان القوات التي تضم جنودا غالبيتهم من القرغيز لم يفعلوا شيئا لحمايتهم بل انهم في بعض الحالات شاركوا في الهجمات.

وقالت أوتونباييفا ان قوات انفاذ القانون ورجال الامن الذين مازالوا موالين لباقييف شاركوا في أعمال العنف.

وأضافت أوتونباييفا في مقابلة مع صحيفة ازفستيا اليومية الروسية نشرت يوم الاثنين "كل ما بقي لدينا قوة شرطة ذات معنويات منخفضة تكتظ برجال باقييف ... لدينا قوات أمن كثير منهم انضم الى جانب في هذا الصراع في الشهر الحالي."

ودعت الولايات المتحدة لتحقيق دولي. ونفى باقييف أي دور له في اذكاء العنف.

وقالت تولكان اسماعيلوفا الناشطة البارزة في مجال حقوق الانسان ان قوات الامن اجتاحت قرية ناريمان قرب أوش اليوم الاثنين ردا على مقتل أحد رجال الشرطة الاسبوع الماضي. وأضافت ان الجنود استخدموا كعوب البنادق لضرب السكان واقتادوا عددا من السكان بعيدا.

وقال متحدث باسم الحكومة الانتقالية في منطقة أوش ان القوات الحكومية تعرضت للهجوم في ناريمان "وطبقا للمعلومات الاولية قتل مدنيان."

وفي حين تشير البيانات الرسمية الى سقوط 208 قتلى تقول اوتونباييفا ان عشرة أمثال هذا العدد قد يكون قتل في أعمال العنف.

ويبذل جيش قرغيزستان قليل العدد والعتاد جهودا مضنية لفرض الامن والنظام في الجنوب وقد منعت المخاوف الامنية منظمات الاغاثة الانسانية من الوصول الى المناطق الاكثر تضررا.

وقالت أوتونباييفا ان حكومتها قادرة على اجراء الاستفتاء لكن البعض في قرغيزستان دعاها الى تأجيله. ويخشى البعض من ان يؤدي ذلك الى اشعال مزيد من أعمال العنف.

وقالت منظمة الامن والتعاون في أوروبا انها لن ترسل مراقبين على المدى القصير الى قرغيزستان من أجل الاستفتاء لاسباب أمنية.

رويترز