مجلة التايم الأمريكية: اليمن منح بطولات الخليج بعداً عالمياً
الثلاثاء, 07-ديسمبر-2010المؤتمرنت - الاتحاد الإماراتية -محمد حامد - من وول ستريت جورنال، إلى بي بي سي، وصولاً إلى مجلة التايم الأميركية يتأكد في كل يوم أن "خليجي 20" باليمن منحت بطولات الخليج بعداً عالمياً للمرة الأولى في تاريخها.
صحيح أنه ليس بعداً كروياً فنياً تنافسياً خالصاً، ولكنه تناول ممزوج بعبق الاقتصاد ورائحة السياسة ومشكلاتها، والمحصلة النهائية تقول إن احتضان اليمن لمنافسات "خليجي 20" التي اختتمت أمس الأول في عدن جعلت صحف وإعلام العالم يتكالب على نقل أجواء البطولة وما يصاحبها من تحليلات ترصد الفوائد التي عادت على اليمن جراء استضافة المونديال الخليجي.
جديد التناول الصحفي الغربي لـ"خليجي 20" جاء عبر صفحات التايم الأميركية وهي واحدة من أعرق مجلات العالم التي ترصد بعمق كبير الظواهر السياسية حول العالم، تقرير المجلة قال إنه من المعتاد أن تأخذ الدول على عاتقها استضافة الفعاليات والأحداث الرياصية لكي تمنح الشعب فرصة للتفاعل مع أحداث البطولة ومنافساتها، ولكن هذا المفهوم لم يعد هو الدافع الحقيقي من استضافة البطولات، و"خليجي 20" باليمن هو المثال الأهم على ذلك، فقد استضافت اليمن البطولة وهي تعلم جيداً أن المنتخب اليمني لن يصمد كثيراً في مواجهة المنتخبات الخليجية المتمرسة.
وبالفعل تلقى ممثل الكرة اليمنية 3 هزائم وخرج مبكراً من سباق اللقب، ومن ثم كان الهدف غير المعلن أن تقدم اليمن نفسها للعالم بطريقة مختلفة، وتسهم في إزالة أى مفاهيم تاريخية تتعلق بعدم الاستقرار الأمني والسياسي، وبالفعل نجحت اليمن في إصلاح صورتها، ومداواة جراحها، بل ومنح الثقة لمن يملكون المال في أي مكان بالعالم في أن اليمن يمكنه أن يصبح وجهة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال، فضلاً عن امتلاكها مقومات سياحية طبيعية وأثرية لم تكن واضحة للعالم، وقد حان الوقت لاستثمار هذه المقومات الكبيرة بعد أن حصلت اليمن على صك تمتعها بالاستقرار والأمن.
لماذا أبين وعدن؟
تناول تقرير التايم الأميركية بعداً جديداً في تنظيم "خليجي 20" باليمن حينما أشار إلى أن تنظيم مباريات البطولة وفعالياتها في عدن وأبين بالجنوب يؤكد أن هدف القيادة السياسية في اليمن برئاسة علي عبدالله صالح التأكيد على وحدة اليمن شماله وجنوبه، وإنتهاء النعرات الإنفصالية، كما استفاد أبناء الجنوب في أبين وعدن من استثمارات ضخمة في البنية التحتية والمنشآت الرياضية والطرق وغيرها، وبلغت قيمة هذه الاستثمارات حوالي مليار دولار، ولم يكن هناك من دليل على نجاح البطولة أكثر من تفاعل الجماهير معها، وتجلي ذلك في حضور جماهيري غير مكثف، وآلاف الشباب الذين يتوشحون بأعلام الوطن وهي إشارة لها مغزاها الكبير في الجنوب، كما ظهر الآلاف وهم يرتدون قمصان المنتخب اليمني في إشارة إلى تؤكد تكاتف الجميع حول كيان واحد وهو اليمن الذي يمثله منتخب كرة القدم.
وكشفت المجلة الأميركية عن أن الجزء الجنوبي من اليمن كان يمر بمشكلات اقتصادية كبيرة، وندرة في الفرص الاستثمارية وانعدام الوظائف، إلا أن الرئيس اليمني نجح في خطوة تحسب له في تسخير ملف استضافة "خليجي 20" من أجل إنعاش الجنوب، وضخ ملايين الدولارات ومن ثم نجح في خلق فرص عمل، ورفع من مستوى معيشة المواطن الجنوبي على نطاق الخدمات، والاستثمار في البنية التحتية، كما أن فوائد تنظيم "خليجي 20" على المستوى السياحي سوف تتضح بصورة أكبر في المراحل القادمة، فقد بات على كل مسؤول يمني في هذا القطاع الحيوي أن يشعر بالقلق إزاء التحدي القادم، وهو الطرق على الحديد ساخناً واستغلال النجاح الكبير في تنظيم خليجي 20 في جذب الآلاف بل الملايين من السياح إلى اليمن، ليتأكد ان بطولة "كرة قدم" منحت اليمن فرصة جديدة للحياة" على حد تعبير المجلة الأميركية.