الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 08:08 م - آخر تحديث: 01:26 م (26: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
المؤتمر.. واستحقاقات المستقبل..



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


المؤتمر.. واستحقاقات المستقبل..

الخميس, 13-سبتمبر-2012
عبدالرحمن مراد - في احتفائية الذكرى الثلاثين للمؤتمر الشعبي العام فوجئ خصومه السياسيون بذلك الحضور الدال على حيوية المؤتمر وقدرته التفاعلية مع الواقع، ولذلك لم تجد وسائل إعلامهم الا التبرير بالقول إن المؤتمر حشد أولئك الناس من خلال الأوامر الالزامية لقوام الحرس الجمهوري وهو الأمر الذي يتنافى مع الواقع وأضحك المتابع والمراقب، فالعاجز دوماً يخلق تبريراً كمعادل موضوعي وتعويض نفسي لأسباب وعوامل فشله، وهو سلوك دأب عليه أدعياء الثورة ومنظروها، إذ أنّ كل الابواق التي ارتفعت عقيرتها بالحقوق والمساواة والحرية.. و..و..و.. أصبحت عاجزة أمام استحقاقات الواقع وتفكيك شروطه الموضوعية الضاغطة.

ولعل حادث د/ ياسين «الذي كان عرضياً كما أتيقن استناداً على حقائق الواقع الموضوعية»، كان هروباً ممنهجاً من الأيديولوجيا والشعارات وتفاعل الشارع معه كان خلقاً واعياً لحالة خوف فقدان الكارزمية والتأثير التي تحققت إبان الثورة الشبابية وساندها الإعلام حينها، ولعل إدراك ياسين بخفوت مستوى تأثير وسائل الإعلام المساندة وتنامي إعلام خصومه، كان الباعث الحقيقي وراء استغلال ذلك الحادث الذي دلّ الواقع على أنه لم يغير فيه شيئاً ودل نفي وزارة الداخلية لعلمها بالتواجد ومجهولية من يتواجد على السخرية ذلك أن من يتواجد وأوقف ياسين مازال يتواجد في جولة سبأ ولم يعد بالأمر الخافي والمواطن البسيط يدرك الحقائق رغم حركة التضليل التي يمارسها التوجه الرسمي ممثلاً بوزارة الداخلية والإعلام الموالي.

وقديماً قالت إيفاس الكاتبة الالمانية أن صالح لم ينتصر على معارضيه بسبب ذكائه فقط بل بسبب غباء معارضيه ولايزال صالح ينتصر على معارضيه بذات الآلية بذكائه وغباء معارضيه، فالرجل الذي انفتح على الكل واعترف بحق الكل في التعبير عن أنفسهم في وسائله الاعلامية الموالية نجد أنّ الآخر يضيق بالكل ويغمط محاسن الكل وكأنه يذكرني بقول الإمام محمد بن علي الشوكاني: إن اليمنيين جبلوا على غمط محاسن بعضهم البعض ودفن مناقب أفاضلهم»..

فالذي يصنع صالح والمؤتمر هو غمط معارضيهم لمحاسنهم واشتغالهم على فنائهم والتقليل من شأنهم وحضورهم، فالحرس لم يكن حاضراً في القاعة، ولم يجبر على الحضور وعلى الإعلام أن يتجاوز لغة التبرير والتضليل إذ أنّ الذي حضر هو المؤتمر وكارزيما صالح وشعبيته، فالرجل لم يتجاوزه أحد ولا يحسن بأحد دفن مناقبه وفضله أو محاولة إلغاء وجوده من الخارطة السياسية أو من التأريخ الوطني، أقول ذلك وأنا من كتب عن صالح إبان حكمه نقداً لاذعاً ولم يخافه ولاتزال أجزاء من تفاصيله على الشبكة العنكبوتية حتى اللحظة، وأنا اليوم لا أرجوه لمصلحة فقد ترك السلطة ولكني أكثر ميلاً الى الحقيقة والانصاف والى العدل والاحسان، وهي قيم تشدق بها «الاخوان المسلمون» على المنابر وساءت بهم الافعال والاقوال في الواقع ووسائلهم الاعلامية فلم يحسنوا وقد أمرهم الله بها.


ويظل الكبير كبيراً مهما تطاول عليه الصغار الذين جبلت أنفسهم على الصغائر، فالإنسان والكيان حيث يصنع نفسه، ولكل مرتبة استحقاقها النفسي والثقافي والاخلاقي، وقد دلّ تعالي المؤتمر ورئيسه عن الصغائر على القيمة النفسية الممتلئة والبعد الثقافي الواعي والقيم الاخلاقية النبيلة والمسلم ليس سباباً ولا لعاناً كما ورد في الأثر وقد تمايز الناس إبان الأزمة فظهر اللعان والسبّاب وبرز الكبار في مراتبهم العلية، فالسقوط الاخلاقي هو المأساة الحقيقية وهو الأزمة الحقيقية وهو القضية الوطنية والاجتماعية التي يجب أن نثور ضدها، فبقاء الأمم بالأخلاق وفناؤها بذهابها ومثلى هذا الهمَّ أصبح من استحقاق الأجيال القادمة وأصبح المؤتمر معنياً بها أكثر من غيره، فقد ادعاها التجمع اليمني للإصلاح ففجر في خصومته وساءت سلوكياته وممارساته وساءت قيمه وسقط أخلاقياً وقيمياً ومارس الدجل والزيف والتضليل، والأدهى أن إعلامه أصبح يرى في مصر مثالاً ينسج على منواله فتعطلت قدراته وإبداعاته ولا همّ له سوى منهجية المقارنة بين الحالين المصري واليمني دون أن يسأل نفسه الفرق بين الواقعين السياسيين أو يفلسف البعد الأخلاقي والقيمي للتجربتين وقد دلت الاحداث والتجارب أن المؤتمر تعالى عن الصغائر فلم ينابز أحداً بالألقاب ولم يسخر من أحد ولم ينتقص من أحد ولم يظهر حقده أو يفجر في خصومته، ومثل ذلك وغيره قضايا ملموسة وعايشها الناس وعرفوا من خلالها الكون النفسي والأخلاقي والثقافي لكل طرف، فأصبحت من البديهات المسلم بها، ولعل تفاعل المؤتمر الأخير في تجديد ذاته ومكوناته وفي التحديث لأنظمته وطرائقه قد يضعه أمام استحقاقات جوهرية، ففن صناعة الإعلام والاهتمام بالنوعيين « وقد دلّت الاحداث على غياب ذلك الفن وتلك الصناعة والاهتمام» يجب أن يأخذ حيزاً مهماً في تفكير كل المؤتمر وليس بعضه فسد نواقص المرحلة بلوغ لبعض أسباب الكمال، كما أن إعادة التفكير في تحديث وظائف الممكنات المتاحة وبما يتواكب وطبيعة المرحلة أصبح ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل، والاشتغال على البعد الثقافي وفق استراتيجية واضحة المعلم وطنية الهدف يجعل من المؤتمر قوة في مستويات متعددة، وكل ذلك يتطلب رؤى وإجراءات لابد من الاشتغال عليها وبما يحقق لها التأثير والفاعلية وبصورة حيوية لأن الاشتغال الآني واللحظوي كاستجابة لضرورة وبصورة ارتجالية لن يكون الا إهداراً للمال والجهد وللممكنات المتاحة، ومثل ذلك النهج..

يفترض أن يتم تجاوزه، فالمراحل القادمة ليست ككل المراحل التي مرّت بها تجربة المؤتمر في الماضي ولكنها بطبيعة المرحلة ستكون جداً مختلفة وبصورة جذرية، كما أن التحديات اكثر تحدياً من ذي قبل، فطابع الصراع وجودي وليس برامجي أو رؤيوي يمكن التعامل معه وفق انعكاساته في الواقع.

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024