يحيى علي نوري - كل اليمنيين هذه الأيام يمارسون الحوار المسئول ازاء مجمل قضاياهم الوطنية.. وما من مقيل او منتدى او ورشة او ندوة إلا ويأخذ الحوار نصيب الأسد فيها، حتى اضحى الحوار يمثل الخيار الاستراتيجي. اشراقات عدة ازاء ذلك بإمكان الراصد والمهتم ان يجد نفسه ينساق في التعاطي معها والرصد الموضوعي لما تحمله من دلالات عميقة ومنها بالطبع تلك الحوارات الشعبية التي يتواصل قيامها على مستوى المحافظات بالتعاون مع السلطات المحلية وبمشاركة فاعلة من مختلف الفعاليات الشعبية والجماهيرية والابداعية التي تسجل حضوراً فاعلاً وكبيراً على صعيد ما تقوم به من حوارات وتقدم بالتالي رؤيتها وتصوراتها ازاء مجمل القضايا المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني ويشكلون بفعالياتهم هذه الصورة الكاملة لعظمة الحدث الحواري اليمني وإظهاره كفعل شعبي ووطني يشد اليه وجدان كل اليمنيين ورغبتهم الجامحة في التطلع الى مستقبل أفضل خالٍ تماماً من كافة المنغصات والتداعيات الخطيرة التي باتت تهدد حاضر ومستقبل الوطن.

وهنا نشعر بحالة الاستغراب لحالة عدم الاهتمام الاعلامية غير الكافية في تغطية هذه الفعاليات وعرض كل مداولاتها ومناقشاتها المسئولة وابراز ما تتمخض عنه من نتائج تمثل عصارة حقيقية لفكر وتجارب المشاركين في اثرائها وقدرتهم على المشاركة في تقديم نتائج مثمرة من مؤتمر الحوار الوطني خاصة وان أعمال الحوارات الشعبية بالمحافظات تتفق تماماً مع اجندة مؤتمر الحوار، اضافة الى ما تكتسبه هذه النتائج من زخم وألق شكلتها قدرات وامكانات اكاديمية وعلمية وأدبية وفنية واجتماعية استطاعت بجدارة تحليل المشهد ووضع النقاط على الحروف والتحديد السليم للمعالجات الناجعة له. ولاريب ان الاهتمام الاعلامي بمختلف هذه المناشط الحوارية قد يشكل الى جانب مؤتمر الحوار الوطني لوحة ديمقراطية عظيمة شكلها اليمنيون من خلال حكمتهم وايمانهم بالحوار كخيار استراتيجي وحيد للنهوض بوطنهم، علاوة على ان هذا الاهتمام الاعلامي قد يحدث تواصلاً حميماً بين المتحاورين بالمحافظات وبين اعضاء مؤتمر الحوار، كما يفتح الباب واسعاً لتدفق المعلومات فيما بينهم وبين المجتمع اليمني عموماً بما يعزز من الوعي والادراك لدى الجميع بأهمية القضايا المطروحة وضرورة التعاطي معها بأسس مهنية وعلمية تتجاوز باقتدار المصالح الحزبية الضيقة.. وعي عام يتمكن من رصد كل ممارسات الابتزاز والتمترس وراء اجندة ومصالح ذاتية، ويدفع بأعمال مؤتمر الحوار خطوات متقدمة باتجاه بلوغ الاهداف المنشودة منه.

خلاصةً.. ان التفاعلات الشعبية المتواصلة مع حدث الحوار الوطني اشراقات يحق لنا نحن اليمنيين الافتخار بها وبحكمتنا اليمانية وقدرتنا على تجسيدها من خلال مختلف الاساليب والطرق في أروع صور المشاركة الشعبية الواسعة على طريق تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الدولة اليمنية الحديثة.. وهي اشراقات لابد لإعلامنا وعبر مختلف وسائله ان يبرزها حتى يفطن العالم أجمع ان اليمنيين يقدمون الأنموذج الأمثل والأروع في التعاطي مع قضاياهم بروح ديمقراطية تواقة الى المزيد من الانجاز الحضاري.