الأحد, 11-مايو-2025 الساعة: 10:52 م - آخر تحديث: 10:28 م (28: 07) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
إلى الرازحي الأب والإنسان



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


إلى الرازحي الأب والإنسان

السبت, 01-يونيو-2013
ياسر العواضي -

كنت في الثامنة من عمري عندما استشهد والدي رحمه الله في عام 1986، وحتى الآن وخلال 27 سنة تقريباً، لم أشعر بمواساة ولا مسحة على رأس اليتيم كتلك التي واساني ومسح على رأسي بها الأستاذ والصديق والأب عبدالكريم الرازحي، في مقاله الأخير الذي أتمنى أن أكون عند حسن ظنه بي , لكن لمسة الأبوة والحنان والعاطفة التي فيه تجعلني لا أستطيع أن أصمت حيالها، بغض النظر عن أي شيء، إلا أن الإنسان معرض للخطأ والصواب بحكم بشريته، ولكن إنسانيته تحتم عليه التفاعل العاطفي سلبا أو إيجابا أمام كل ما يحدث حوله، وخصوصاً ما يحدث من أجله, ولا أخفي القارئ الكريم أن دموع اليتيم الذي يكتب هذه السطور لم تنهمر بالدفء مثلما انهمرت من مقال الأستاذ الكاتب عبدالكريم الرازحي منذ 27 عاماً.

لاشك أن دموعي منذ استشهاد والدي كانت تنهمر إما من القهر الذي كنت ألقاه من أقاربي والأوصياء، أو من الفراق والشعور بالفقدان والغياب، وربما أحياناً نتيجة الظروف الصعبة التي عشتها كيتيم كما يعيشها غيري بنفس معاناتي أو أكثر أو أقل، لكن دموعي هذه المرة خرجت من عيني بشكل مختلف بعد قراءتي لمقال الأستاذ عبدالكريم الرازحي الأخير حول محاولته الدفاع عني من تهم باطلة حاولت بعض الأدوات الإعلامية اتهامي بها، وسرعان ما انكشف كذبها، وللأسف بعض الشخصيات التي يفترض بها أن تكون عالمية، لم تقم حتى بمجرد الاعتذار، واكتفت فقط بسحب ما كتبته عني باطلاً. لكن هذا ليس الأهم، فأنا لا أهتم كثيراً لمثل هذه الأمور، لأني في مجال عملي معتاد ومستعد لمثل ذلك, لكن الأهم الذي لم ألقه في 27 سنة مضت من حياتي، منذ أصبحت يتيماً، هو لمسة الحنان والعطف التي لا أخجل من ذكرها هنا، فأنا كنت بأمس الحاجة إليها خلال السنوات الماضية الطويلة، كأي طفل أو صبي أو شاب أو إنسان يحتاج لها من أبيه، ولكن خسارته لوالده لم تعوضه بإنسان آخر يقوم بذلك، لكن الأستاذ عبدالكريم الرازحي جعلني أشعر بذلك، ربما أنه لم يكن يقصد العطف والحنان نحوي، إلا أن هذا ما شعرت به بعيداً عن الاستغلال السياسي للمقال, فأنا أحسست بلمسة عطف ومسحة على رأس يتيم من أب جديد.

لذلك أستسمحك أستاذي عبدالكريم الرازحي بمناداتي لك بأبي أو عمي الذي كنت أحلم به بعد استشهاد والدي الذي لم يكن له إخوان لكي يقوموا بجزء من دوره، ولذلك فقد حرمت من الأب والعم فترة طويلة. ولأني لا أحب أن أنسب إلى غير أبي، فاسمح لي بأن أناديك بعمي عبدالكريم، وليتني أحمل لقب الرازحي أو ليت أني أستطيع العيش بدون لقب العواضي الاسم الذي وددت أني مت قبل أن أرى أحد حامليه متهماً بقتل الشهيدين حسن أمان وخالد الخطيب، ففي ما يتعلق بسفك دماء الأبرياء لست عواضيا، ولا من أية قبيلة أخرى تتورط في ذلك، فآل عواض قبيلتي صحيح، ولها من الأمجاد والتضحيات العظيمة الكثير والكثير على مدى تاريخها، وفي كل الميادين، وتاريخها مشرف وناصع، لكن حياة حسن أمان وخالد الخطيب وطني الذي سلب مني، ولا شك أن وطني أغلى عندي من قبيلتي, فالحياة الوطن من فقدها فقد الوطن، فلا قيمة للقبيلة بدون وطن، ولكن الوطن لا تنقص قيمته بلا قبيلة, وأنا هنا أقصد القبيلة كمؤسسة تحل محل الدولة، وليس أبناء القبائل كمواطنين, فتباً للقبيلة وتباً للمشيخات التي تسلبنا الوطن شيئاً فشيئاً، فقد أصبحت القبيلة والمشيخات مقرونة بالموت، والحياة هي الوطن، وبما أنه لا مجال للمقارنة بين الحياة والموت، فإنه أيضاً لا مجال للمقارنة بين الوطن والقبيلة، وخيارنا الطبيعي يجب أن يكون وبدون شك مع الحياة (الوطن)، وليس مع الموت (القبيلة).


[email protected]

مواضيع مرتبطة :

عبدالكريم الرازحي يكتب .. الشيخ ياسر العواضي مش هو شيخ

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان

07

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025