الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 08:00 ص - آخر تحديث: 11:23 م (23: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
هـــذه الــحــرب الإعلامية.. وأبعـادهــا؟!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


هـــذه الــحــرب الإعلامية.. وأبعـادهــا؟!

الخميس, 03-يونيو-2004
بقلم-معاذ عبدالكريم الرفاعي - في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن وجود ما يشابه حربا إعلامية بين الصحف الوطنية رسمية كانت أو معارضة.
وفي خضم هذه المعركةوعندما أسمعت صليل الأقلام بمختلف توجهاتها، وعلى غرار رتابة وتكرار تبادل الاتهامات ومدى مصداقيتها،.. نتساءل عن المستفيد.. من هذه المعمعة؟ وللإجابة على هذا السؤال أدعو القراء الى المساهمة في استقراء موضوعي ومحايد للواقع ومايدور في دهاليز الصحف الوطنية.
كما اهدي هذا الموضوع لكل صحفي يعتقد انه خاض هذه المعركة من اجل الوطن.
ان واقع الحال في الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص، يستوجب قراءة موضوعية علمية تعتمد على تعمق في الرؤية مع ربطها بأي ظاهرة مستحدثة في مجتمعاتنا العربية خصوصا إن كانت هذه الظاهرة بأيدٍ خارجية مزروعة عمداً في قلب الأمة العربية.
منذ مطلع شهر ابريل لوحظ وجود حملة إعلامية تتزعمها بعض الصحف والصحفيين .. اتسمت هذه الحملة بالكثافة والتصعيد وتبادل التهديدات وبأساليب لغوية غير معتادة على رغم أهمية المواضيع التي تم تناولها.
ومع مرور الوقت منذ انطلاق هذه الحملة وخصوصاً تزامنها مع حملات مشابهة في دول عربية، أثارت بعض الهواجس وسرعان ماتحولت تلك الهواجس الى شكوك في أهداف وأبعاد هذه الحملة والقائمين عليها ذلك لاعتماد هذه الحملة على مجموعة من النقاط تشكك في مدى مصداقيتها، كما يتجلى ذلك من خلال اختيار التوقيت اذ لم تتناول تلك الصحف قضايا حديثة بل تطرقت لمواضيع قديمة وملموسة في دول العالم الثالث والدول العربية بشكل خاص فلماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات، ولماذا لم يتم فتح هذه الملفات من قبل، وهل تعهد أمريكا بأن تجعل مايحدث في العراق الشقيق أنموذجاً لما سيكون في الدول العربية، يمثل الباعث لهذه الصحف؟
ايضاً أسلوب الطرح: كما تعلمته من احد اساتذتي خلال دراستي الجامعية هو «ان أي طرح إعلامي يجب ان يكون موضوعياً وبناء لكي يجد قبولاً لدى الآخرين »ومن هذا المنطلق يمكن القول ان أسلوب الطرح في تلك الصحف يتعارض كلياً مع تلك الصحف ومعناه هذا لايرقى لان يكون مقبولاً من قبل الطرف المنتقد، فالاسلوب الناقد الذي يعتمد أولاً على الاستفزاز وإلقاء التهم والتشهير بأسماء الأشخاص ومن ثم طرح حلول وباسلوب متعالٍ، لايعبر حسب اعتقادي عن الأسلوب الذي يهدف الى الأخذ بهذه المبادرة بل العكس فلايمكن العمل والأخذ بتوجهات ممزوجة بتعال هذه ألفاظ لم نعهدها من بعض الصحف المعارضة.
كذلك خلط الأوراق هو اهم ما اتسمت به الحملة التي اعتمدت على خلط التوجهات الخارجية للإصلاح ومسألة التشطير والدعوة لما قبل الوحدة ولو بشكل غير صريح، وتناول ملفات ترتبط بالحرية السياسية كنوع من جذب تأييد الرأي العام المحلي وربما من الفائدة التذكير بالبروتوكول الأول لحكماء صهيون الذي ينص على «ان الحرية السياسية ليست حقيقة بل فكرة يجب ان يعرف الإنسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية فيتخذها طعماً لجذب العامة الى صفه وتكون المشكلة يسيرة اذا كان هذا المنافس موبوءاً بأفكار الحرية».
ففي الوقت الذي يتحدثون عن الامتهان للجيش يشككون في نفس الوقت بولائهم للوطن، على سبيل المثال لا الحصر في الوقت الذي يحاولون التأكيد على ان المبادرات للإصلاح لابد ان تكون داخلية يعملون باتجاه معاكس على ترجمتها بعرضها بعض على الجهات الأجنبية لمناقشتها وفرضها من الخارج.
سمة الأسطورة البطولية: في كتاب المقالات فمنهم يؤكدون من وجهة نظري ان المسوغات السابقة كانت كافية لإثارة الشكوك حول هذه الحملة، ولكن وبأمانة علمية لم تتعد مجرد شكوك لاترتبط بحقائق تثبتها أو تنقيها مالم يكن هناك أحد أمرين للتعرف على الجهة المستفيدة من نتائج هذه الحملات الاعلامية او ثبوت شواهد لتطبيع صحف أو صحفيين.

من المستفيد؟

مازال هذا السؤال قائماً ولايمكن ان نستشف الجهة المستفيدة مالم نتوصل أولاً لنتائج هذه الحرب الاعلامية على رغم من ان مسلسلها يتواصل وهي لم تضع أوزارها بعد لتكون غاياتها ومراميها :
- زرع الفتن والبلبلة وعدم الاستقرار في البلاد محاولة إثارة رأي عام ضد القيادات السياسية.
- صناعة أزمة من خلال التشكيك في الولاءات والثوابت الوطنية.
- محاولة خلق الفتن والانقسامات والشكوك بين القيادات السياسية
اختيار التوقيت والقضايا ليدل ذلك على ادراك الواعي لخطورة اثارتها في مثل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن العربي بشكل عام.
واخيراً إبرازها لمطالب الإصلاحات السياسية تحت دعاوى طائفية وجهوية وحتى تكون على بينة لمقاصدها ان النتائج السابقة لاتشير الى جهة معينة بقدر ما تدلل على جهود قوى خارجية مستفيدة في ظل المؤشرات تؤكد انعدام فائدتها على أي كان داخل الوطن لا الحاكم ولا القيادات السياسية ولا الإعلامية ولا الشعب.

شواهد العمالة

ربما ان الحدس قد يجعلنا نشير الى دور صهيوني في فتح ملفات إعلامية يتزعمها صحفيون يجاهرون بتناوبهم لرايات التنوير في المجتمع، وترويجها عن طريق بعض الصحف المعارضة بحملات مكثفة.
بيد ان ماتناولته الأوساط الصحفية وبشكل قاطع غير قابل للجدل يؤكد ان هناك وفداً يهودياً وصل اليمن مؤخراً بجنسيات أمريكية، وقد قابل عدداً من الصحفيين والكتاب في احدى الفنادق التي قد شككت بعض الصحف من بيع هذا الفندق بمبالغ باهظة لجهات يهودية.
ومن المؤكد ان التعرف على شخصيات وأسماء الصحفيين الذين جاهروا وأعلنوا تطبيعهم وقابلوا الوفد اليهودي يساعد على إدراك توجهات وأبعاد مشاهد العمالة والتطبيع لهذا التيار الإعلامي المعارض الجديد ومنهم عبدالرحيم محسن ، نبيل سبيع وآخرين قد قابلوا الوفد، بينما رفض آخرون الحضور والتطبيع معه، ولانعتقد أن هذه المعلومات تصنف بالسرية فهي معروفة لكل الوسط الصحفي بل يفاخر بها اصحابها في مقايلهم ومقالاتهم الخاصة حتى لاندرك مايحاك خلف كواليس الصحافة، وكما يبدو أن هناك أسماء أخرى على النسق نفسه.
إننا أمام معضلة اخلاقية وإسلامية ووطنية خصوصاً اذا لم نجد إجابات شافية للأسئلة التالية:
- لماذا تزامن وصول الوفد اليهودي وتجنيده الإعلاميين قبل شن الحرب الإعلامية ذات الطابع المبشر بثورة قريبة؟
- لماذا من قابلوا الوفد هم من تزعموا قيادة هذه المعركة الإعلامية وحاولوا ان يسطروا بطولات لم تكن من سماتهم؟
- ماهي أبعاد هذه الحملات وما الفائدة المرجوة لأصحابها من تزعم هذه النهج والذي بدا مغايراً للتوجهات الوطنية والقومية والاسلامية لليمن .
- ومن ثم لماذا تغاضى الوسط الصحفي المعروف باتزانه واعتداله عن هؤلاء؟
- وكيف يتم تفسير إهمال مواجهة هذاالمخطط من قبل صحف المعارضة الحريصة على مصالح اليمن وأمنه واستقراره؟
- ماهو دور النقابة التي تجند نفسها لحماية الصحفيين من القانون ولماذا لم تجند نفسها لحمايتهم من التطبيع وجذب الرأي العام إلى دوامة خطيرة تهدد الوطن برمته؟
الحقيقة ان الشكوك الناتجة عن القراءة المتعمقة لما تناولته بعض الصحف المعارضة في حملاتها الإعلامية لم تكن مجرد شكوك أو تكهنات بل حقائق، وهذا الأمر ليس مهماً الآن بقدر محاولة التعرف على أبعاد هذا التطبيع خصوصاً إذا ماطرحنا السؤال التالي: لماذا يحاول الكيان الصهيوني استمالة وتجنيد بعض الاقلام التي تصنف بأنها معارضة في اليمن على عكس سياستها تجاه بعض الدول المماثلة والتي تسعى أولاً الى التطبيع مع الحكومات؟.
قد تكون مسوغاتهم اعمق ممانتصوره ولكن يمكن ان تكون ابرز تلك المسوغات:
1- ان مواقف اليمن الجادة قيادة وحكومة وشعباً، والمؤيدة للاشقاء في فلسطين وكذلك المواقف الشجاعة ضد الصلف الصهيوني، جعلت اليمن ورئيسها هدفاً لمخططاتهم.
2- ان هناك قوانين ومبادئ دولية ومرتكزات ديمقراطية تلتزم بها اليمن وهذا الإلتزام يحد من قدرتها مواجهة من أي تيار إعلامي سلبي، وكذلك يعطي القدرة للقوى الخارجية على حماية أتباعهم عن طريق تلك المبادئ.
3- ان السياسة الصهيونية منذ تأسيسها تعتمد على الجانب الإعلامي كركن أساسي في مرتكزات مخططاتهم، وربما اكبر دليل على ذلك كتاب «كفاحي» لهتلر والذي يبين أن كراهيته لليهود عائد لسيطرتهم على الإعلام وهو السبب في هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، ولانذهب بعيداً إذا مانظرنا لحال الإعلام في أمريكا.
4- إن وسائل الإعلام أفضل وسيلة لتوصيل أفكار اليهود بفبركة إعلامية ومنها على سبيل المثال إعادة المد الصهيوني للوطن العربي تحت فكرة تشجيع هروب اليهود من اسرائيل.
5- ان الموقف الحكومي اليمني الرسمي الرافض لأي سياسة من هذا النوع يجعل البديل التوجه لتطبيع جهات أخرى قابلة للتطبيع.
6- من المؤسف ان بعض من يدعون انهم صحفيون في اليمن واعضاء في نقابتها يشكلون أرضاً خصبة صالحة للتجنيد ضد مقومات بلادنا، وذلك يلاحظ في فكرهم وطرحهم غير الموضوعي الذي يصل الى حد ألفاظ بذيئة ولا أخلاقية، وكما يقول الدكتور سمير قديح في رسالة الدكتوراة والتي كانت تحت عنوان «الموساد يمارس إرهاب الدولة المنظم في العديد من دول العالم»: ان تجنيد العميل يتم طوعياً دون اكراه من خلال الإغراءات المالية والجنسية.. واكتشاف نقاط الضعف لمعرفة الدافع الذي يمكن من خلاله التجنيد، ومن ثم يعرض العمل بشكل غير مباشر وذلك بعرض عمل تجاري أو صحافة. ومن المؤكد أن بعض الصحفيين المعارضين لايخفون انعدام ولائهم للوطن وللأمة ولهذا فهم يعتبرون لقمة سائغة من قبل هذه الجهات الأجنبية.
في ضوء ماسبق نعتقد أن على منظمات المجتمع المدني ومؤسساته المختصة وعلى رأسها نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب والادباء تحمل المسؤولية والتنبه الى حجم المؤامرة التي تراد بالوطن حتى تتخذ الإجراءات المناسبة في حق هؤلاء الذين لايهددون الوحدة الوطنية فقط بل ويمهدون لدخول اليمن في أتون فتنة لايعلم أحد مداها.. ولات ساعة ندم..
نقلا عن صحيفة سبتمبر
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024