الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 11:20 ص - آخر تحديث: 01:27 ص (27: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
متى يتوقف العبث بالتاريخ؟!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


متى يتوقف العبث بالتاريخ؟!

الثلاثاء, 25-يونيو-2013
د. عبدالعزيز المقالح - من المؤكد أن التاريخ لا يعبث بالبشر، وإنما البشر هم الذين يعبثون بالتاريخ ويحاولون جهدهم اللعب بحيثياته، وبخصوصياته وفق أهوائهم الخاصة والمتغيرة، لكنه يبقى محافظاً على حقيقته متجاوزاً كل أشكال العبث ومحاولات التخريب وما أظن تاريخاً تعرض للعبث كما تعرض له تاريخ الأمة العربية وفي العصر الحديث على وجه الخصوص حين توزعت أبناء هذه الأمة الانتماءات السياسية وتلاعبت بهم طموحات البحث عن السلطة بأية طريق وبأية وسيلة، وكأن السلطة شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى.

ومن أجل ذلك تحولت الأمة من كيان كبير متماسك إلى طوائف متناحرة تتخطى بمواقفها المنافية لقوانين الحياة وسنن التعايش كل القيم المتعارف عليها سواء ما كان منها روحياً أو مادياً، سماوياً أو أرضياً، وبسبب ذلك جنح أبناؤها أو أطراف منهم عن العمل المشترك والبحث الجاد عن وجودهم المتكامل على سطح الأرض التي تتلاشى فيها الأقليات وتذوب، ولا تصمد سوى التكتلات الكبرى التي تستند إلى التاريخ، واللغة والمواطنة المتساوية.

وليس في مقدور أحد في هذا البلد الصغير المسمى باليمن والذي ينتمي أبناؤه إلى لغة واحدة ذات تاريخ واحد أن ينكر أنه كان وما يزال يمتاز عن بقية أشقائه في أن الخيوط التي يتشكل منها نسيجه الوطني والعقائدي لا يترك مجالاً لنشوء الأقليات والطوائف التي تعاني في ظل التقلبات من التنافر والاستعصاء على الوئام.

وإذا وجد من داخل هذا النسيج الوطني الواحد من يبحث عن ثغرة للطائفة أو الأقلية لأسباب سياسية بحتة، فإنه سيصطدم بالتماسك الذي فرضه الزمن وأكدته الحياة وجعلت منه قانوناً جامعاً للناس في سرائهم وضرائهم، في السلم والحرب، وفي الانتصار والانكسار، يؤكد ذلك مسار التاريخ والمناسبات الاجتماعية وما تكشف عنه من تشابكِ عائلِي وصِهارات تتخطّى كل المحاولات العابثة وتجعل الوطن واحداً ومن الاختلاف الجغرافي واللهجي تنوعاً خلاّقاً يزيد من ثراء هذا الوطن ويضاعف من إبداعات أبنائه، ويخفف من حدة النمطية القاتلة للتنوع في الإطار الواحد المشترك.

ولكل مواطن الحق في أن يتساءل وهو يتابع كثيراً من الأصوات النشاز: ما الذي يجعل هذا الفريق من الناس يستمتع بتمزيق الوشائج التي تربطنا كأبناء وطن واحد وعائلة واحدة؟ وما الذي يجعل هذا الفريق أو ذاك يتلذذان وهما يمضيان من خلال الكلام الذي يسبق الفعل إلى تقطيع جسد الوطن الواحد تحت ذرائع صحيحة مئة في المئة أو ملفقة مئة في المئة؟ وما الذي يدفع هذا أو ذاك من الناس الذين هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا البلد إلى بذل المستحيل في ضرب وحدتنا الوطنية وتهشيم ما تبقى منها في مواجهة رياح التحدي التي تهب على الأمة بأكملها من جميع الجهات؟ ثم ما الذي سوف يكسبه هؤلاء أو يتوهمون أنهم سوف يكسبونه إذا ما تقطعت الأواصر بين الأخوة، وانطلق مارد الطائفية والعنصرية من القمقم المرمي في الوحل منذ أزمان وأزمان؟.

إن الإجابة المنطقية على السؤال الأخير، وهي على لسان حال 99 في المئة من أبناء هذا الوطن تقول: إن الخسران وحده سيكون نصيب كل من يعبث بوحدة الوطن أو يتلاعب في تاريخه، وأن الرد الحقيقي على المظالم والتعسفات والدعوات المشبوهة للتفرقة، لا يكون باستقطاب أغلبية طائفية، أو جهوية، أو قبلية، وإنما بمواجهة الظلم والفساد وبفضح الدعوات المشبوهة الهادفة إلى الاحتراب المذهبي والطائفي، ويكون بالدعوة المخلصة إلى مزيد من المحبة والوئام وتقديم النموذج الوطني والروحي والإنساني، لأنه ما أسوأ أن نواجه فحيح الأفاعي بفحيح مماثل.

ونحن على يقين من أن الشعور الوطني المشترك يظل له خصوصيته وحضوره الدافئ، حتى في قلوب أولئك الذين يتوهمون أنهم قد نجحوا في خلع الباطن من وجدانهم، كما نجحوا في خلع الظاهر من جلودهم.

الأستاذ كمال الريامي في كتابه (مشاهير الرحالة العرب)

أهداني الباحث الجاد الأستاذ كمال بن محمد الريامي نسخة من كتابه الجديد (مشاهير الرحالة العرب) وقد أثار إعجابي تتبعه الدقيق والعميق للأعلام العرب في هذا المجال، وبعد أن كنا لا نعرف سوى أسماء معدودة من الرحالة العرب القدماء أصبحنا نعرف عدداً كبيراً منهم، وبعضهم من المجهولين، يضاف إلى ذلك تعريفه بالمؤرخين الرحّالة أمثال المسعودي والمقدسي والأدريسي.

والكتاب صادر عن دار كنوز للطباعة والنشر والتوزيع، يقع في 190 صفحة من القطع المتوسط.

تأملات شعرية:

أنت أخي،
من أجلك، من أجلي
أقرع أجراس الخوف
وأدعوك لكي ننهض
في وجه المجهول معاً
وبقلب صافي النيهْ.
أعرف أنا مختلفين
ولكن خلاف الأحرار على الرأي الواضح
لا يفسد للود قضيه.

-عن صحيفة الثورة
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024