الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 12:46 م - آخر تحديث: 12:26 م (26: 09) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
تأثير القائمة المغلقة على الأحزاب والمستقلين



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


تأثير القائمة المغلقة على الأحزاب والمستقلين

الأحد, 01-سبتمبر-2013
نبيل عبدالرب - نحو أسبوعين –كما هو مخطط- تفصلنا عن إسدال الستار على مؤتمر الحوار الوطني الذي سيكمل ستة أشهر، جرى خلالها نقاش العديد من القضايا الوطنية، أهمها كما أحسب أشكال الدولة، والنظام السياسي، والنظام الانتخابي. كون هذه الثلاث تحدد ملامح أكثر القضايا إلحاحاً في مستقبل الاستقرار السياسي في اليمن، وعلى رأسها القضية الجنوبية، ومعايير وضمانات اللعبة السياسية.

ودعنا عزيزي القارئ نركز هنا على النقطة الأخيرة متناولين جزئية أساسية في اللعبة السياسية تتحدد بطبيعة النظام الانتخابي وانعكاساته على الخارطة والمشهد السياسي اليمني.

أقرت إحدى فرق مؤتمر الحوار النظام الانتخابي النسبي وفقاً للقائمة المغلقة، وهو نظام يعني ببساطة أن يتسلم الناخب ورقة اقتراع عليها شعارات الأحزاب المتنافسة -وربما صور رؤسائها- إلى جانب شعارات المستقلين، ليؤشر على أحد هذه الشعارات.
في الجلسة العامة الختامية للمؤتمر إما أن تقر الأغلبية المطلوبة نظام القائمة المغلقة كنظام وحيد للانتخابات، أو أن تقره إلى جانب نظام الفائز الأول المعمول به حالياً، (النظام المزدوج).

وعند الصياغة كمادة دستورية بعد المؤتمر فإنه ليس من المرجح اعتماد الجمهورية بالكامل دائرة واحدة، وإنما الأخذ بنظام الأقاليم أو اعتبار كل محافظة دائرة لديها عدد من المقاعد إما وفق عدد السكان أو المساحة الجغرافية أو المعيارين معاً.

وفي حال إقرار النظام البرلماني، كما تشير التوجهات، فإن النظام الانتخابي سيكتسب المزيد من الأهمية في المشهد السياسي، وستتحول الانتخابات البرلمانية إلى معركة سياسية أكثر ضراوة بين الأحزاب عن ذي قبل.

اختيار نظام القائمة النسبية المغلقة أكثر ملائمة في مجتمع نسبة الأمية فيه عالية، ومن محاسنه كذلك أنه يقلل –أو يكاد يلغي- الأصوات المهدورة، ويعطي فرصة للأحزاب الصغيرة أن تتحصل على مقاعد، سيما إذا لم تقر نسبة حسم معينة. علاوة على ذلك يمنح هذا النظام أفضلية سياسية للأحزاب في مواجهة التأثير المستقل للقوى التقليدية.

بالموازاة يؤثر هذا النظام أو حتى النظام المزدوج سلباً على فرص المستقلين، لماذا؟ لأنه عند إقرار نظام القائمة فقط فإن المستقل سيظهر كحزب مجهري في ورقة الاقتراع، وسترتفع الكلفة المادية، والجهد في إدارة الحملة الانتخابية، على سبيل المثال مرشح مستقل في محافظة حصتها أربعين مقعداً برلمانياً فإنه سيضطر لحملة انتخابية في كل المحافظة، حتى لو ركز على مناطق ثقله الانتخابي فإن من السهل على الأحزاب مصادرة أي صوت يحصل عليه، في المراكز الانتخابية البعيدة عن مراكز ثقله لصعوبة وجود مندوبين له في تلك المراكز والكلفة المترتبة على ذلك.

والأسوأ في الأمر أنه ليس لدى المرشح المستقل فرصة الحصول على أي أصوات انتخابية أخرى، بمعنى أنه إذا افترضنا أن قيمة المقعد البرلماني الواحد في المحافظة أو الإقليم 15 ألف صوت، وحصل المستقل على 14500 صوت فإنه يفشل في الحصول على مقعد. بينما إذا كان في الأسماء الأولى من قائمة حزبية فإن فرص نجاحه تظل قائمة، كيف؟ نفترض أن حزباً في ذات المحافظة فاز بـ50 ألف صوت، وكان أحد المرشحين في الترتيب الثالث بقائمة الحزب وصوتت المراكز الانتخابية المحسوبة كمراكز ثقل لهذا المرشح كفرد –لو نزل مستقلاً- بألف صوت فقط فإنه رغم ذلك يحصل على مقعد، باعتبار الحزب حصل على ثلاثة مقاعد، أما من أين؟ فمن أصوات ناخبي الحزب وقائمته لأن عدد أصوات الحزب ستقسم على قيمة المقعد. وبالتالي فإن فرص الفوز للمرشح تعتمد على ترتيبه في قائمة حزبية بصرف النظر عن وزنه الانتخابي وعدد أنصاره الفعليين كفرد.

الإشكالية الكبيرة الأخرى في نظام القائمة المغلقة هي ما يحتمل أن تسببه من مشاكل داخل الأحزاب نظراً للتزاحم المتوقع على المواقع الأولى في قائمة الحزب، وماهية الآليات ومدى دقتها وموضوعيتها وشفافيتها في اختيار وترتيب مرشحي قائمة الحزب، وكذا المؤسسة الحزبية الداخلية التي تصادق على قوائم الحزب الانتخابية.
إن تحويل النظام النسبي بالقائمة المغلقة، أو النظام المزدوج إلى نصوص دستورية وقانونية سيخلق حاجة إلى شروط أكثر جدية لإنشاء الأحزاب، وسيتطلب من الأحزاب التحول إلى أحزاب ذات مستوى مرتفع من التنظيم والانضباط.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024