الجمعة, 09-مايو-2025 الساعة: 02:01 م - آخر تحديث: 03:01 ص (01: 12) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الفتوى بالأجر اليومي



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الفتوى بالأجر اليومي

الأحد, 10-نوفمبر-2013
فائز سالم بن عمرو - أساس البلاء أن تتحول القضايا والمعتقدات والأفكار إلى بضاعة تتنازعها دكاكين النخاسة وصناديق الاستثمار . ما يفعله الإسلام السياسي وزبانيته من خصخصة قضايا الأمة ومصيرها ومعيشتها لقضايا تجارية قابلة للتصدير والبيع والتبديل .

كثرة المجالس والهيئات التي تصدر صكوك الفتوى ، وتهب مفاتيح الجنة لمن تشاء ، وتنزعها عمن سحب يد السمع والطاعة ، هذه المجالس متعددة الأسماء والانتماءات السياسية ، وتلون الفتوى حسب المكون الذي يفتي بها ، فالوحدة اليمنية الصلاة السادسة إذا صدرت الفتوى من مجلس علماء اليمن ، ومن حق الجنوبيين تقرير مصيرهم ، ورفض الظلم إذا جاءت الفتوى عن مجلس علماء الجنوب ، الإسلام السياسي يريد إسلام منزوع الدسم ، إسلام يحقق مكاسب مادية ويوصلهم إلى كراسي الحكم ويعطيهم امتيازات السلطة والمعارضة ، أما إسلام التضحية والتواضع والزهد ، فهو لا يناسبهم ويجب أن تصدر الفتوى برفضه وتضليله .

دشن مجموعة من علماء حضرموت خطابات وبيانات وكتابات ترفض عمل وسلوك تنظيم القاعدة ، تصدَّرت هذه الحملة جمعية الحكمة اليمانية ـ وهذا الجهد مشكورا ، لكنه يدل على نفعية وانتهازية غربية ، فالإسلام السياسي وقادته يناصرون ويدعمون الجهاد ما دام سيخدم مصالحهم للوصول للحكم ويمكنهم من جني الأموال لدعم الجهاد ومناصرته .

فبعض الجهاد اليوم مذموم ومرفوض ويجلب قوى الاستعمار والأمريكان لاحتلال الأوطان ، كان لفترة قريبة البعض يدعو له ويناصره ويحرض الشباب والناس بالتوجه للجهاد في ليبيا وسوريا ، وأخيرا إلى مصر للجهاد ضد الجيش المصري ومناصرة مرسي وأزلامه ، فإذا كان الجهاد فرض واجب على كل مسلم ، ويهدف لرفع الظلم عن المسلمين وإقامة شرع الله ، فهو جائز في كل حين ، وفي كل مكان يوجد فيه الظلم والطغيان ، ولكن الإسلام السياسي أدمن التجارة والفيد ، فهو يريد جهاد منزوع الدسم جهاد يكسِّب ويدر الأموال ، وإذا تقاطع مع مصالحهم ، فهو ليس بجهاد ، بل هو إرهاب وجرائم ، فالعبرة بالفائدة من هذا الجهاد ، كما قال اكبر قادتهم في قناة الجزيرة القطرية مخاطبا الأمريكان : حزبنا هو الأقدر على محاربة القاعدة ، وقتلهم وتصفية الإرهابيين .

كيف يكون الجهاد حراما وخروج على ولي الأمر ، ويخلق فتنة بين المسلمين ؟! ، بينما تدعو هذه الهيئات والأحزاب السياسية وتحرض الشباب على الجهاد في دماج لمحاربة الشيعة في صعدة استجابة لدعوة أحزاب الإسلام السياسي .

الإسلام السياسي لا تروقه أحكام الإسلام وتكاليفه الثقيلة من ترك الدنيا وطلب الآخرة والزهد في حطام الدنيا ، فهو يريد جمع الصدقات والتبرعات وإقامة الجمعيات والمؤسسات التجارية والمالية ، ويهوى المتاجرة بقضايا المسلمين الجوهرية كفلسطين وينادى بنصرة بورما والمسلمين في الصين إذا كانت ستدر هذه الدعوات والمطالب الأموال والصدقات التي ستصب في أكياس العاملين عليها . الإسلام السياسي مستعد للتقلب فما كان حراما في الأمس مثل الديمقراطية والانتخابات والربا ، فهو اليوم حلال وجهاد عندما تربع الإخوان المسلمين منصات الحكم مدعومة بالدعم الأمريكي للربيع العربي .

الإسلام السياسي مستعد أن يتنازل عن قضايانا الجوهرية وعن ثوابتنا ، فشعاراتهم : ذاهبون للأقصى بالملايين ، ولا يمكن الصلح مع اليهود ، وأمريكا عدوة الأمة العربية والإسلامية . كل هذا تم إسقاطه والقفز عليه للوصول إلى كراسي الحكم والتنعم بثرواته ، وطبعا الفتاوى حاضرة لتحول الحلال إلى حرام والجائز إلى ممنوع ، والتبريرات جاهزة : الضرورات تبيع المحظورات ، الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان ، فقه الواقع يقتضى أن يصير الجهاد إرهابا ؟! .

هذه المجالس والهيئات الخاصة والتي تحوي خلفها واجهات سياسية وحزبية ، لم تخدم حقا ، ولم تناصر قضية ، ولن تستعيد وطنا ، أو تنصر قضايا الوطن والمواطن ، وإنما تتاجر بالدين والتدين ، وترفض وتقبل بما يخدم مصالح قياداتهم وأحزابهم وجماعاتهم ؟!
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالصَّارُوخُ الْيَمَانِيُّ الْعَظِيمُ الذي زَلْزَلَ الكيان

07

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025