السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 01:42 ص - آخر تحديث: 11:02 م (02: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
طلاب يمنيون قلقون من إرهاق أسرهم بمصاريف السنة الدراسية الجديدة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


طلاب يمنيون قلقون من إرهاق أسرهم بمصاريف السنة الدراسية الجديدة

الخميس, 16-سبتمبر-2004
المؤتمر نت - يفترض أن تكون بداية العام الدراسي حالة تبعث على التفاؤل والإحساس بالطموح والرغبة في العمل وتحقيق الــذات. غير أن هذه الفرضية ليست كذلك بالنسبة الى قطاع واسع من الطلاب اليمنيين في مراحل التعليم الثانوي أو الجامعي. فمع بداية العام الدراسي يشعر الطــلاب بأن هنــاك فصلاً جديداً من المعاناة والشكــوى من عدم القدرة على تدبير مستلزمات الدراســة في ظــل ظروف اقتصادية صعبة وكثرة أفراد العائلة الذيــن يتلقــون التعليم. وتتحول الأسابيع الأولى من الدراسة غالبــاً إلى عذابات ومشكلات اجتماعية ومواجهات بين الشــباب وذويهــــم نظــراً للضغوط التي تمارسها المدارس لتأمين الاحتياجات وبينها الزي الموحد وأدوات الهندسة والرسم والأقلام والدفاتر والحقائب ورسوم التسجيل والمناهــج, فضــلاً عن احتياجات الدروس الخصوصية وغيرها. ويقول علـــي, وهو طالب في مدرسة خالــد بن الوليد الثانوية بصنعـــاء, إن لديه ستة أشقاء فـــي مراحل تعليمية مختلفة بينهم ثلاث بنات, يحتاجون إلى مبالغ كبيرة لتأمين حاجات المدارس, مع أن والده موظف بسيط في البلدية ولا يتجاوز راتبه 12 ألف ريال في أحسن الأحوال. ويضيف علي: "كثيراً مـــا تحدث مشاجرات عائلية تكدــر صفو حماستي للدراسة بسبب المال الأمر الذي ينعكس سلباً على مظهري داخل المدرسة وبالتالي مستواي الدراسي طوال العام".

وفي شارع جمال وسط العاصمة اليمنية كما علــى أرصفــة شوارع باب اليمن والأسواق الشعبية, تتدافـــع الأســر اليمنية لتأمين حاجات أبنائها بأسعار رخيصة ومناســبة. غير أن لسان حال الجميع الشكوى المريرة والألم مــن ضيق ذات اليد. وفي رأي حمود عزام وهو "ولي أمر" كما يقول اليمنيون, فإن "موسم دخــول المدارس يبعث على التشاؤم دائماً علــى رغـــم حرصــنا على تعليم أبنائنا مهما كلفنا الثمن. وسرعان ما تتبدل الفرحة بسبب الأعباء الكثيرة التي تثقل كاهلنا نتيجة متطلبــات المدرسة غير المنتهية, مما يضطر الآباء إلى تقليص نفقات حياتهم أو الاقتراض ومضاعفة الإنتاج والعمل وقت أطول, والمحزن أن كثيراً من الطلاب يقضون جزءاً كبيراً من عطلتهم الصيفية لتأمين قيمة الزي المدرسي والحقيبة ورسوم التسجيل".

أما صالح وهو طالب في الصف الأول الثانـــوي, فيعتبــر أن دخول المدارس هو بداية الشقاء له ولأسرته إذ انه يشمر عن سواعده للعمل بعد الظــهر فــي أي ورشة أو مطعم لتأمين بعض المصروفات الدراسية له ولأخوته. ويشير إلى أنه على هــذه الحال منذ خمس سنوات وبعد وفاة والده. ويتحدث صالــح عن تفوقه الدراسي وتميزه كونه يشعر بمسؤولية كبيرة في تحقيق النجاح والاستمرار في الدراسة حتى الحصول على مؤهل جامعي تلبية لأمنية والدته. وتمكن الملاحظة بسهولة أن صالــح ليــس وحده من يعمل ويعول أسرة في سن غضة, فهناك آلاف يعملون في نشاطات مختلفة في اليمن في ظاهرة مقلقة للرأي العام والمنظمات الإنسانية والدولية.

ويبدو أن مصاعب الطلاب الدراسية في اليمن لا تقف فقط عند تكلفة بداية العام بل تتمثل ايضاً في إضطرار أعداد كبيرة ممن يدرسون الى الرحيل من المدرسة نتيجة الظروف المعيشيــة. ويشير تقريــر أصدرتــه الأمانة العامــة للمجلــس الأعلى لتخطيط التعلـيم إلى أن معدل الالتحاق بمرحلة التعليم الأساسي ما زال متدنياً إذ بلغ 46 في المئة, ما يتطلب حشد الجهود لرفع معـدلات الالتحــاق والقضــاء علــى الأمية من خلال السعـي إلــى نشــر التعليم الأساســي علـى مستوى الريف والمدينة. ويؤكد التقرير ان مدارس الريف في وجه عام "تعاني من قصور كبير في المباني المدرسية والتجهيزات والمعلمـين والوسائــل التعليمية وغياب الادارة المدرسيــة". ويقــول التقرير إن "أكثـر من مليونـي طفــل خارج التعليم معظمهم من الإناث وهؤلاء يشكلون عائقاً تنموياً كبيراً باعتبار ذلك الرافد الأساسي لتغذية الأمية وإذا لم تطرأ تحولات جوهرية على التعليم الأساسي فسوف يزداد هذا العدد ليصل إلى أكثر من 3 ملايين طفل خلال السنوات الخمس المقبلة".

وفي مجال محو الأمية وتعليم الكبار يشير التقرير إلى الجهود المبذولة في هذا المجال "والسعي إلى تخفيف منابع الأمية التي تصل إلى 45 في المئة وترتفع أكثر في أوساط النساء لتصل إلى 70 في المئة".

وتسعى استراتيجية تطوير التعليم إلى رفع معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي إلى 69.3 في المئة عام 2005 وتقليل الفوارق بين البنين والبنات وبين الحضر والريف.

وتشير تقارير اللجنة الوطنية للمرأة إلى معوقات اجتماعية تحرم الفتاة اليمنية من التعليم "منها قلة وعي الأسرة بأهمية تعليم البنات مع الاهتمام في المقابل بتعليم البنين من منطلق أن الرجل مسؤول عن الأسرة مالياً واجتماعياً, وأن المرأة يقتصر دورها على الأعمال المنزلية الروتينية التي لا تحتاج إلى تعليم, كما أن دورها في الأسرة سينتهي بزواجها, فضلاً عن الزواج المبكر والنظرة التقليدية للمرأة وتعليمها وعملها ودورها في المجتمع".

ويؤكد المسؤولون في وزارة التربية والتعليم اليمنية أنهم أكملوا الاستعدادات لدخول المدارس في شكل جيد بعيداً من المعاناة الأسرية قدر المستطاع, ولهذا فإن المناهج الدراسية ستوزع مجاناً وسيدفع أولياء الأمور 150 ريالاً رسوماً للمرحلة الأساسية و 200 ريال فقط للمرحلة الثانوية (الدولار يعادل نحو 184 ريالاً) وهي رسوم زهيــدة لا تساوي قيمة الحبر أو الورق أو الأغلفة التي طبعت بها هذه المناهج. وبالنســــبة لمــوضــوع الــزي المدرســي الموحـــد يؤكد المسؤولون في التربية اليمنية أنه تم تحديد لون لكل مرحلة وبما يتناسب مع المناطق الحارة والباردة والمعتدلة للبنين والبنات ووفقاً لظروف الأسر.


طلاب يمنيون قلقون من إرهاق أسرهم بمصاريف السنة الدراسية الجديدة


صنعاء - إبراهيم محمود الحياة 2004/09/14



يفترض أن تكون بداية العام الدراسي حالة تبعث على التفاؤل والإحساس بالطموح والرغبة في العمل وتحقيق الــذات. غير أن هذه الفرضية ليست كذلك بالنسبة الى قطاع واسع من الطلاب اليمنيين في مراحل التعليم الثانوي أو الجامعي. فمع بداية العام الدراسي يشعر الطــلاب بأن هنــاك فصلاً جديداً من المعاناة والشكــوى من عدم القدرة على تدبير مستلزمات الدراســة في ظــل ظروف اقتصادية صعبة وكثرة أفراد العائلة الذيــن يتلقــون التعليم. وتتحول الأسابيع الأولى من الدراسة غالبــاً إلى عذابات ومشكلات اجتماعية ومواجهات بين الشــباب وذويهــــم نظــراً للضغوط التي تمارسها المدارس لتأمين الاحتياجات وبينها الزي الموحد وأدوات الهندسة والرسم والأقلام والدفاتر والحقائب ورسوم التسجيل والمناهــج, فضــلاً عن احتياجات الدروس الخصوصية وغيرها. ويقول علـــي, وهو طالب في مدرسة خالــد بن الوليد الثانوية بصنعـــاء, إن لديه ستة أشقاء فـــي مراحل تعليمية مختلفة بينهم ثلاث بنات, يحتاجون إلى مبالغ كبيرة لتأمين حاجات المدارس, مع أن والده موظف بسيط في البلدية ولا يتجاوز راتبه 12 ألف ريال في أحسن الأحوال. ويضيف علي: "كثيراً مـــا تحدث مشاجرات عائلية تكدــر صفو حماستي للدراسة بسبب المال الأمر الذي ينعكس سلباً على مظهري داخل المدرسة وبالتالي مستواي الدراسي طوال العام".


وفي شارع جمال وسط العاصمة اليمنية كما علــى أرصفــة شوارع باب اليمن والأسواق الشعبية, تتدافـــع الأســر اليمنية لتأمين حاجات أبنائها بأسعار رخيصة ومناســبة. غير أن لسان حال الجميع الشكوى المريرة والألم مــن ضيق ذات اليد. وفي رأي حمود عزام وهو "ولي أمر" كما يقول اليمنيون, فإن "موسم دخــول المدارس يبعث على التشاؤم دائماً علــى رغـــم حرصــنا على تعليم أبنائنا مهما كلفنا الثمن. وسرعان ما تتبدل الفرحة بسبب الأعباء الكثيرة التي تثقل كاهلنا نتيجة متطلبــات المدرسة غير المنتهية, مما يضطر الآباء إلى تقليص نفقات حياتهم أو الاقتراض ومضاعفة الإنتاج والعمل وقت أطول, والمحزن أن كثيراً من الطلاب يقضون جزءاً كبيراً من عطلتهم الصيفية لتأمين قيمة الزي المدرسي والحقيبة ورسوم التسجيل".


أما صالح وهو طالب في الصف الأول الثانـــوي, فيعتبــر أن دخول المدارس هو بداية الشقاء له ولأسرته إذ انه يشمر عن سواعده للعمل بعد الظــهر فــي أي ورشة أو مطعم لتأمين بعض المصروفات الدراسية له ولأخوته. ويشير إلى أنه على هــذه الحال منذ خمس سنوات وبعد وفاة والده. ويتحدث صالــح عن تفوقه الدراسي وتميزه كونه يشعر بمسؤولية كبيرة في تحقيق النجاح والاستمرار في الدراسة حتى الحصول على مؤهل جامعي تلبية لأمنية والدته. وتمكن الملاحظة بسهولة أن صالــح ليــس وحده من يعمل ويعول أسرة في سن غضة, فهناك آلاف يعملون في نشاطات مختلفة في اليمن في ظاهرة مقلقة للرأي العام والمنظمات الإنسانية والدولية.


ويبدو أن مصاعب الطلاب الدراسية في اليمن لا تقف فقط عند تكلفة بداية العام بل تتمثل ايضاً في إضطرار أعداد كبيرة ممن يدرسون الى الرحيل من المدرسة نتيجة الظروف المعيشيــة. ويشير تقريــر أصدرتــه الأمانة العامــة للمجلــس الأعلى لتخطيط التعلـيم إلى أن معدل الالتحاق بمرحلة التعليم الأساسي ما زال متدنياً إذ بلغ 46 في المئة, ما يتطلب حشد الجهود لرفع معـدلات الالتحــاق والقضــاء علــى الأمية من خلال السعـي إلــى نشــر التعليم الأساســي علـى مستوى الريف والمدينة. ويؤكد التقرير ان مدارس الريف في وجه عام "تعاني من قصور كبير في المباني المدرسية والتجهيزات والمعلمـين والوسائــل التعليمية وغياب الادارة المدرسيــة". ويقــول التقرير إن "أكثـر من مليونـي طفــل خارج التعليم معظمهم من الإناث وهؤلاء يشكلون عائقاً تنموياً كبيراً باعتبار ذلك الرافد الأساسي لتغذية الأمية وإذا لم تطرأ تحولات جوهرية على التعليم الأساسي فسوف يزداد هذا العدد ليصل إلى أكثر من 3 ملايين طفل خلال السنوات الخمس المقبلة".


وفي مجال محو الأمية وتعليم الكبار يشير التقرير إلى الجهود المبذولة في هذا المجال "والسعي إلى تخفيف منابع الأمية التي تصل إلى 45 في المئة وترتفع أكثر في أوساط النساء لتصل إلى 70 في المئة".


وتسعى استراتيجية تطوير التعليم إلى رفع معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي إلى 69.3 في المئة عام 2005 وتقليل الفوارق بين البنين والبنات وبين الحضر والريف.


وتشير تقارير اللجنة الوطنية للمرأة إلى معوقات اجتماعية تحرم الفتاة اليمنية من التعليم "منها قلة وعي الأسرة بأهمية تعليم البنات مع الاهتمام في المقابل بتعليم البنين من منطلق أن الرجل مسؤول عن الأسرة مالياً واجتماعياً, وأن المرأة يقتصر دورها على الأعمال المنزلية الروتينية التي لا تحتاج إلى تعليم, كما أن دورها في الأسرة سينتهي بزواجها, فضلاً عن الزواج المبكر والنظرة التقليدية للمرأة وتعليمها وعملها ودورها في المجتمع".


ويؤكد المسؤولون في وزارة التربية والتعليم اليمنية أنهم أكملوا الاستعدادات لدخول المدارس في شكل جيد بعيداً من المعاناة الأسرية قدر المستطاع, ولهذا فإن المناهج الدراسية ستوزع مجاناً وسيدفع أولياء الأمور 150 ريالاً رسوماً للمرحلة الأساسية و 200 ريال فقط للمرحلة الثانوية (الدولار يعادل نحو 184 ريالاً) وهي رسوم زهيــدة لا تساوي قيمة الحبر أو الورق أو الأغلفة التي طبعت بها هذه المناهج. وبالنســــبة لمــوضــوع الــزي المدرســي الموحـــد يؤكد المسؤولون في التربية اليمنية أنه تم تحديد لون لكل مرحلة وبما يتناسب مع المناطق الحارة والباردة والمعتدلة للبنين والبنات ووفقاً لظروف الأسر.




نقلاً عن : الحياة
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024