الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 05:01 ص - آخر تحديث: 04:47 ص (47: 01) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
من أساء استوحش



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


من أساء استوحش

السبت, 16-أبريل-2005
بقلم : علي محمد خليل - من المؤسف القول ان البعض سواء كانوا أفراداً أو أحزاباً ولأغراض ذاتية أو حزبية ضيقة هم من ظلوا يمارسون الديمقراطية بمفهوم خاطئ.. إلى درجة باتوا يستغلون فيها الديمقراطية للإساءة والتخريب والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وتجاوز الدستور والنظام والقانون. واذا كان المثل يقول «من أساء استوحش» فإن هؤلاء بإساءتهم المتكررة للوطن قد استمرأوا المضي فيما هم فيه من الخطأ والاساءة.. وحيث لم يعد هؤلاء يميزون بين حقهم في التعبير عن آرائهم في إطار سلمي ديمقراطي وبين معارضتهم للوطن وخروجهم على الثوابت الوطنية ونصوص الدستور والقانون غير مدركين أنه اذا كان الحزب أكبر من الفرد فإن الوطن يظل أكبر من الحزب لأن الحزبية ليست سوى وسيلة لبناء الأوطان وليست عكس ذلك.. فالوطن هو المرجعية والأساس والانتماء كما أنه الماضي والحاضر والمستقبل وهو عنوان الوجود ومصدر العزة والفخر.. ولهذا فإن الواجب يقتضي من هؤلاء ايا كانوا أحزاباً أم أفراداً أم جماعات الابتعاد عن الذاتية والأنانية والعمل على معالجة الأمراض والعاهات التي تسيطر على نفوسهم وعقولهم قبل أجسادهم فالعاهة الذهنية والفكرية والنفسية هي أخطر على هؤلاء من أية عاهة أخرى واذا ما تعافوا من أمراضهم فإن ذلك سوف يتيح لهم رؤية الأشياء بالشكل الصحيح وتجاوز إفرازاتهم المسيئة للوطن والتي يظنون أنهم يمارسون حق المعارضة للحكم أو النظام. وعليه فإذا كان حق التعبير عن الرأي مكفولاً في إطاره السلمي والقانوني فإن تجاوز ذلك الحق واستغلال الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي في الجنوح إلى الإسفاف والتجريح والإساءة الشخصية أو الاضرار بالوطن هي من نجدها أمراً غير مقبول لكونه الذي يشكل تعدياً على الدستور والقانون والقيم الأخلاقية للمجتمع..
مع أنه كان الأحرى بمثل هؤلاء وبخاصة في أحزاب اللقاء المشترك التعلم من الآخرين في كيفية الممارسة الديمقراطية وكيف تكون المعارضة.. وكيف تصان مصالح الوطن ويحترم الدستور والقانون؟.. فالمعارضة في بلدان كثيرة كما هو الحال في مصر أو المغرب أو الأردن أو لبنان مثلاً على درجة من الوعي والقدرة على التمييز بين معارضتها في القضايا المتعلقة بتنفيذ السياسات والبرامج وبين التعامل مع القضايا الوطنية المتعلقة بسيادة أوطانها وأمنها واستقرارها.. ولعل موقف أحزاب اللقاء المشترك وتحت تأثيرات حزبي «الحق» واتحاد القوى الشعبية اللذين انزلقا نحو منحدر خطير مما جعلهما عاجزين عن التمييز بين الموقف الوطني الصحيح الذي كان يفرض عليهما الوقوف إلى جانب الدولة والقوات المسلحة والامن في تصديها لعناصر متمردة خارجة على الدستور والنظام والقانون تسعى بأفكارها وافعالها العدوانية للإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وبين حق هذين الحزبين وبقية أحزاب المشترك في ممارستها التعبير عن رأيها بطرق سليمة وديمقراطية وفيما لا يتجاوز الدستور والقانون ولهذا فقد وقعت احزاب اللقاء المشترك نتيجة تطرف بعض القيادات من الصف الثاني أو الثالث سواء في حزب التجمع اليمني للإصلاح أو الحزب الاشتراكي في ما كان لاينبغي الوقوع فيه.
وما يؤسف له حقاً أن رؤية أحزاب المشترك قد اتسمت خلال احداث فتنتي (الحوثي) الابن والأب بالقصور والمخاتلة وعدم المسئولية الوطنية وبدت عليها الرغبة في الكيد السياسي والعناد النابع من دوافع تحركها الأحقاد والضغائن وعدم الإدراك للدور الذي يمكن أن تلعبه المعارضة في كل نظام وطني ديمقراطي تعددي .. وحيث يجب أن يرتكز ذلك الدور على تحقيق مصلحة الوطن أولاً والسعي لتصحيح الأخطاء ونقد السلبيات أينما وجدت دون إنكار للايجابيات والعمل من أجل تعزيزها والمبادرة في إيجاد البدائل وتقديم المقترحات والبرامج لما ترى أنه يجب إصلاحه من الأمور وبحيث لا تكون المعارضة لمجرد المعارضة.
فعلى سبيل المثال نحن مع المعارضة في نقدها لأي تصرف سيئ من قبل أي شخص رديء أو منتفع أو فاسد ونحن معها في سعيها لتقويم أي اعوجاج اينما كان.. لكننا لسنا معها في سعيها لهدم المعبد على الجميع ولسنا معها أيضاً في إنكارها أي منجز حقيقي يتحقق وإغماطها أي جهد ايجابي يبذل من أي كان من أجل نهضة الوطن وتقدمه..
«فالاعتراف بالحق فضيلة» وبكل تأكيد فإنهم لو نظروا إلى ما حولهم بإنصاف وموضوعية لوجدوا أن هناك الكثير مما يستحق الاعتراف به كشيء إيجابي ومنجزات تبعث على الاعتزاز ويكفي القول بأن الديمقراطية التي يشكون من ضيق هامشها هم موجودون بفضلها.. وأن حرية التعبير والصحافة التي يملأون الدنيا ضجيجاً في صحفهم ومنابرهم بأنها مفقودة لولا لم تكن موجودة بالفعل في الواقع لما سمع أحد عن ضجيجهم شيئاً على أن كل ما يقومون به حتى مع تعارضه مع القانون والحقيقة ومصالح الوطن يقدم الدليل الساطع على الربيع الديمقراطي الذي تعيشه اليمن وعلى المساحة الواسعة من الحرية المتاحة للجميع للتعبير عن أنفسهم دون قيود أو تكميم للأفواه .. والفضل في ذلك للشعب اليمني الذي قدم التضحيات الغالية من أجل الوصول إلى هذا الواقع ولعطاءات قيادته الوطنية بزعامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح التي قادت المسيرة بحكمة وحنكة واستوعبت بوعي وإدراك المتغيرات وحقائق العصر وحققت للوطن المنجزات التاريخية التي تأتي في طليعتها إعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 من مايو 1990م مقترنة بالديمقراطية التعددية القائمة على الحرية والمشاركة الشعبية والتداول السلمي للسلطة ومشاركة المرأة ومنظمات المجتمع المدني واحترام حقوق الانسان والدفاع عنها بالإضافة إلى التحولات ومنجزات بارزة حققها اليمن على الصعيد السياسي والتنموي والثقافي والاجتماعي وغيرها من الانجازات والنجاحات التي شهد بها الآخرون مما جعل وزير خارجية دولة كالدنمارك يصف اليمن قبل أيام قلائل بأنها منارة رائدة في المنطقة في مجال الاصلاحات والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وفضلاً عن ذلك ها هي اليمن تحتل مكانة مرموقة في محيطها الاقليمي والعربي والدولي من خلال سياسة عقلانية حكيمة وسلمية جنبت اليمن الكثير من المشاكل والمخاطر والتحديات وأرست أساسا متينا لعلاقات متوازنة ومتعاونة مع الجميع أشقاء وأصدقاء. ولعل حل قضايا الحدود مع الأشقاء والجيران في السعودية وعمان واريتريا خير مثال على ذلك إضافة إلى مواقف وطنية وقومية وانسانية لاتقبل التفريط في الثوابت بل أنها التي تنتصر لمبادئ الحق والعدل والسلام في كل مكان وهو ما جعل الرجل الذي يتصف بالتواضع والطيبة والتسامح ونكران الذات بالتلازم مع ما حققه من الإنجازات العظيمة لوطنه وشعبه والتفاني في خدمتهما وكذا خدمة أمته دون ادعاء يدخل التاريخ من بابه الواسع في حين أن غيره من القيادات صفحاتهم وتاريخهم خالية من أي إنجاز عظيم لأوطانهم استحقوا من التقدير والمكانة بأكثر مما ناله الرجل من بعض بني وطنه الذين أعمت بصائرهم الأحقاد والضغائن وغالبهم الكبر والعناد فلم يدركوا الحقيقة وناصبوا الوطن وأنفسهم العداء دون أي مبرر .. ولكن عن جهالة وحمق وعسى الله أن يهديهم إلى سواء السبيل.


* يوميات الثورة
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024