الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 10:23 م - آخر تحديث: 09:56 م (56: 06) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
لنعذر هويدي .. ولنحذر الحوزة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


لنعذر هويدي .. ولنحذر الحوزة

الإثنين, 18-أبريل-2005
المؤتمرنت - بقلم /فيصل الصوفي - قرأت البيان الذي نسبته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف حول تمرد صعدة، وقبل ذلك بأيام نشرت الصحيفة نفسها مقالاً للكاتب المعروف فهمي هويدي بعنوان (قبل أن تصبح صعدة دارفور أخرى) وعندما فرغت من قراءتها عرفت إن الطريق التي تعاملت بها الصحافة المحلية ومراسلو الصحف ووسائل الإعلام الخارجية مع الأحداث في صعدة منذ يونيو 2004م وحتى الآن قد نجحت في رسم صورة مشوشة ومبالغ في حجمها لدى الذين يتابعون التغطية الإعلامية لتلك الأحداث من خارج اليمن، بمن فيهم كاتب بارع ومدقق مثل فهمي هويدي، الذي ربط ربطاً تعسفياً بين (صعدة ودارفور!) تحت ضغط المعلومات التي تلقاها كغيره من المتلقين في الخارج حول الوضع وهو الأمر الذي رسم في أذهان المتابعين من بعيد صورة غير حقيقية لحجم الحدث وتداعياته، ونعتقد أن الكاتب قد عوض نقص المعلومات لديه حول حقيقة ما جرى في صعدة بالتعامل مع التغطية الإخبارية التي قدمت بها الصحف ووسائل الإعلام الحدث، وهي كما قلنا لعبت دوراً أساسياً في تكوين تلك الصورة المشوهة والمبالغ فيها خاصة وأن معظم الذين قاموا بالتغطية أشخاص ينتمون سياسياً إلى نفس تيار الحوثي الذي تزعم التمرد ويلتقون معه فكرياً ولم يكونوا محايدين على الإطلاق، بل أنهم كانوا أول من أطلق الإدعاء بأن المواجهة بين الحوثي الإبن والحكومة ترجع لأسباب دينية أو تتعلق باستهداف المذهب الزيدي وهو إدعاء لم يطلقه الحوثي نفسه في البداية ..وأزعم أن الكاتب فهمي هويدي لو كان على معرفة بهذه الملابسات لتعامل بحذر مع تلك التغطية، ولكان له رأي آخر غير الذي سجله في ذلك المقال.
أما بالنسبة للبيان الصادر عن الحوزة العلمية في النجف، فهو يكشف إن موقفها من أحداث صعدة الذي عبرت عنه في البيان لم يتكون استناداً إلى تلك التغطية التي ضخمت الأحداث وأظهرتها أكبر مما هي في الواقع وأحاطتها بمعلومات وادعاءات غير حقيقية، بل إن لدى الحوزة مشكلة إضافية تتعلق بجهلها لحقيقة الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية في اليمن والطريق التي يدير بها اليمنيون شئونهم، ولدى الحوزة مشكلة أخرى ومن نوع آخر بالنسبة لهذه المسألة، وهي التعصب الطائفي أو المذهبي الذي دفعها لدس أنفها في شئوننا المحلية بطريقة وقحة، وإدعاءات لا حقيقة لها، ولم يقل بها أحد هنا في اليمن.. فالحوزة تتحدث عن زيدية وإثنا عشرية قالت يتعرضون في اليمن للقتل المنظم عن تصفية الشيعة بشكل جماعي لا سابق له.. وأن الحكومة عممت المشكلة وأنها تتبنى خطاباً طائفياً معادياً لعقائد الزيدية الإمامية.. وتخاطب الحوزة المنظمات الدولية التدخل لوقف الاضطهاد الديني والقتل الجماعي في "جبال مران"!
نحن هنا في اليمن نعرف ما حدث بالضبط.. تمرد قاده حسين الحوثي في يونيو 2004 مع عدد محدود من اتباعه انتهى بمقتله بعد ثلاثة أشهر ،ثم تمرداً آخر قاده الحوثي الأب مؤخراً وانتهى من الناحية العملية قبل أيام من إصدار حوزة النجف لبيانها المشار إليه سابقاً، وفي كلا الحالتين كان الأمر بالنسبة للحكومة القيام بواجبها لفرض القانون وإخماد فتنة مسلحة، ولم تكن للأحداث أي صلة بعوامل دينية أو تعبير عن رأي، فالحوثي وأتباعه كانوا أحراراً عندما ظلوا يعبرون عند فكرتهم بأشكال سلمية، ولم يتعرض لهم أحد، وحدثت المشكلة فقط عندما نقل الحوثي الفكرة من دائرة الدعوة إلى دائرة العنف، والحكومة واجهت المتمردين بصفتهم متمردين، وهم لا سواهم، وهذا معروف ولذلك لا معنى أو مبرر لأن تضمن الحوزة بيانها وقائع لم تحدث مثل القتل الجماعي والمنظم أو تبَني الحكومة خطاباً طائفياً معادياً لعقائد الزيدية والشيعة الإمامية ، والاضطهاد الديني!
علينا الآن أن نتعامل بحذر مع بيان الحوزة العلمية في النجف خاصة وأنها تعمدت التحريض ضد بلادنا، واخترعت وقائع لم تحدث، كذلك علينا ملاحظة توقيت إصدارها لهذا البيان، الذي لم تصدر مثله العام الماضي، وأصدرته الآن بعد أيام من انتهاء التمرد الثاني.. علينا أن لا نستبعد أي احتمال قد يكون وراء إصدار هذا البيان الذي تكرر فيه ذكر الشيعة الإمامية أو الإثنا عشرية بينما مثل هذا المذهب لا وجود له في اليمن.. إن الحوزة العلمية في النجف الأشرف صارت تمارس تأثيراً سياسياً في الأحداث الجارية في العراق، وأصبح نفوذها واضحاً في مرحلة ما بعد صدام، وقد لا يكون من قبيل التكهن لو قدرنا أو افترضنا أن لدى الحوزة العلمية في النجف الأشرف طموحات تتعدى طموحاتها المحلية في العرق إلى اليمن والسعودية والبحرين وغيرها.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024