الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 07:09 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
اليمن في مواجهة الفتنة المذهبية بعدما واجه الانفصال



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


اليمن في مواجهة الفتنة المذهبية بعدما واجه الانفصال

الأربعاء, 20-أبريل-2005
بقلم-خيرالله خيرالله - في أقل من سنة، اضطرت قوات الامن اليمنية الي التحرك ثانية للقضاء علي حركة تمرد في محافظة صعدة. وقدم الجيش في المرتين تضحيات كبيرة بغية الانتهاء من المتمردين ومن الامراض التي حاولوا بثها في المجتمع اليمني. انه مجتمع يدرك معني الاضطرار للجوء الي الكي في احيان كثيرة خصوصا عندما تفشل العلاجات الاخري وذلك من اجل المحافظة علي وحدته وتماسكه وقيمه.
في منتصف العام ،2004 تحرك حسين بدر الدين الحوثي في محافظة صعدة، وكان بين الحين والآخر يرسل بعض رجاله الي صنعاء ومدن يمنية اخري من اجل اطلاق شعارات اقل ما يمكن ان توصف به انها مزايدات وذلك بهدف التحريض علي السلطة وزرع الشقاق بين اليمنيين. كان واضحا وقتذاك ان هناك من يحرك الحوثي من خارج. وصبرت السلطات اليمنية طويلا لانها لا تريد الدخول في لعبته الهادفة الي زرع الفتن. ولكن في النهاية كان لابد من تحرك حازم وحاسم في آن. وكان ان قتل حسين بدر الدين الحوثي في سبتمبر من العام الماضي بعد اخذ ورد استمر طوال اربعة اشهر حاولت خلالها القيادة اليمنية تفادي الحسم العسكري حرصا منها علي حياة كل يمني بغض النظر عن مذهبه او قبيلته او المنطقة التي ينتمي اليها.
قبل اسابيع قليلة، تحرك الحوثي الاب ويدعي بدر الدين. وكما مع الابن، صبرت القيادة اليمنية طويلا وتحمل الجيش وقوات الامن خسائر كبيرة من اجل حماية الوطن والمواطن والعمل علي تجنيب البلد مزيداً من الفتن. وللأسف الشديد بل ربما لحسن حظ البلد، اضطرت القيادة اليمنية الي اتخاذ قرار بالحسم. حصل ذلك قبل ايام وفر المتمردون الي الجبال البعيدة بعدما سعوا الي الاستفادة من الاجواء المريحة السائدة في البلد بغية التسلل الي المدن بما في ذلك صنعاء من اجل الظهور في مظهر انهم يمثلون قوة شعبية.
في الواقع، لم يكن امام القيادة اليمنية خيار آخر سوي الحسم مرة اخري، فالذين يعرفون في الشأن اليمني يدركون ان ظاهرة الاب والابن كانت في مستوي ظاهرة الانفعال بل اخطر منها. قبل كل شيء حاول الحوثي الابن ثم حاول والده زرع فتنة مذهبية في بلد عاش قرونا من دون اي تفريق او تمييز بين زيدي وشافعي. علي العكس من ذلك، كان هناك دائما وئام بين المذهبين ولم يطرح احدهم يوما سؤالا عن مذهب هذا او ذاك من اليمنيين.
تكمن خطورة ظاهرتي الحوثي الابن ثم الاب في ان تحركهما ليس بريئا نظرا الي انهما عملا علي نشر المذهب الاثني عشري المختلف عن المذهب الزيدي اضافة الي سعيهما الي تحريك مشاعر من النوع الذي عفا عنه الزمن مثل اعادة احياء الامامة في اليمن. وقد استطاعا اقامة مدارس دينية في مناطق عدة.
وما كان ممكنا ان يفعلا ذلك من دون امكانات ضخمة. وفي كل مجالس صنعاء كان المسؤولون والمواطنون اليمنيون العاديون يطرحون السؤال نفسه: من اين جاءا بهذه الامكانات الي بلد معروف لدي القاصي والداني فيه ان القبائل لا يمكن ان تساير احدا من دون مقابل، فكيف اذا كان الأمر متعلقا باعتناق مذهب جديد والقتال من اجله؟
امتنع المسؤولون اليمنيون باستمرار عن توجيه اي اتهام مباشر لأي طرف من الاطراف الاقليمية لكنهم كانوا يشيرون الي علاقة تربط حسين الحوثي ووالده بمراجع في ايران، كذلك كانوا يشيرون الي مطبوعات فاخرة يتولون توزيعها، وقد طبعت في بيروت. ولم يخف احد المسؤولين اعتقاده ان جهات خارجية تريد ان تظهر للولايات المتحدة انها قادرة علي التخريب وممارسة نفوذ في اماكن بعيدة عن حدودها، شجعت الحوثي الابن والحوثي الاب ووفرت لهما الامكانات التي هما في حاجة اليها. وبفعل هذه الامكانات سعي الاب الي متابعة ما كان يقوم به الابن وحاول مجددا استمالة الزيود في حجة وذمار اضافة الي صعدة. وترافق التحرك الاخير للاب مع محاولات لارسال مسلحين الي صنعاء وتوجيه تهديدات الي سفارات معينة، وهذا ما يفسر اقدام الادارة الامريكية والحكومة البريطانية علي اتخاذ خطوتين متسرعتين تقضيان باغلاق سفارتيهما في العاصمة اليمنية. وهذا الاغلاق قد لا يستمر طويلا بعدما حسمت القوات المسلحة اليمنية المعركة واخرجت الحوثي الاب وانصاره من صعدة مما ادي الي فرارهم الي قرية جبلية قريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية. كان يفترض في السلطات اليمنية الا تترك للحوثي الاب المجال كي يعيد تنظيم صفوف الميليشيا التي في امرته. ولكن ما العمل في بلد تفضل القيادة السياسية فيه تفادي اللجوء الي القمع والقوة من منطلق ان القانون لا يسمح لها بذلك. وفي النهاية، مهما قيل وتردد من كلام يصدر عن جهلاء لا يعرفون البلد، هناك تجربة ديمقراطية في اليمن، بل هناك برلمان يحاسب الحكومة ويتدخل في كل شاردة وواردة وهو يذهب في المساءلة الي حد المبالغة احيانا، ولذلك فان كل عمل تقدم عليه الحكومة ايا يكن طابعه يقع تحت مراقبة شديدة من النواب الذين تتسم تصرفاتهم احيانا بحيوية زائدة.
في كل الاحوال حصل ما حصل وامكن تجاوز محنة جديدة بعدما تبين ان الحوثي الاب علي غرار الحوثي الابن، كان يخطط لفتنة مذهبية تتجاوز حدود اليمن، فتنة معروف كيف تبدأ وليس معروفا كيف تنتهي باستثناء انها كفيلة بفتح الابواب امام تدخلات اجنبية يدعي الذين يدعمون جماعة الحوثي انهم يحاربونها في حين انهم ادوات حقيقية في خدمتها..
ان الامل كبير الآن في ان تكون التجربة الثانية مع جماعة الحوثي التجربة الاخيرة. ويفترض في القيادة اليمنية ان تتنبه الي ان ثمة حدودا ليس مسموحا لأحد بتجاوزها، فكيف لجماعة تبين ان لديها امكانات كبيرة وان افرادها يقاتلون بشراسة ويسعون الي التوسع الي مناطق اخري وطرح موضوع اعادة الامامة كما لو ان في الامكان اعادة عقارب الساعة ثلاثة واربعين عاما الي خلف اي الي ما قبل الثورة اليمنية بمجرد استحضار امكانات الي بلد فقير وتجنيد مئات الافراد وتعبئتهم مذهبيا وعقائديا.
بعد نحو شهر، ستحتفل اليمن بالذكري الخامسة عشرة للوحدة. انها مناسبة لتأكيد ان البلد قادر علي مواجهة كل انواع الهزات.
انها ايضا مناسبة كي يتذكر كل الذين يتحرشون باليمن ان البلد قادر علي ان يستهلك العشرات من امثال الحوثي الاب والابن وسبق له ان صمد في وجه مؤامرة لا تقل خطورة عن تلك التي يقف وراءها الذين وفروا للحوثي امكانات كبيرة. لقد صمد اليمن امام مؤامرة الانفصال والانفصاليين صيف العام 1994 علي الرغم من ان مئات ملايين الدولارات وظفت وقتذاك لانجاحها. وكان الدرس الاول الذي تعلمه من هذه المؤامرة ان لا بد في النهاية من التمسك بالديمقراطية والاصلاحات بغض النظر عن المؤامرات والمتآمرين اكانوا قدامي او جددا لا فارق، اكان الهدف تحقيق انفصال او خلق فتنة مذهبية، لا فارق ايضا.
نقلاً عن صحيفة الراية القطرية

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024