الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 09:35 م - آخر تحديث: 06:49 م (49: 03) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
انتقائيــــة أخلاقيــــــة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


انتقائيــــة أخلاقيــــــة

الأحد, 13-نوفمبر-2005
المؤتمر نت - احمد الربعي - شعرت بسعادة وأنا أشاهد أحزابا قومية وإسلامية أردنية تتظاهر ضد العملية الإرهابية التي استهدفت المدنيين في الأردن. مصدر السعادة هو أن الذاكرة ما زالت تحتفظ بصورة مظاهرات واحتفالات أقامتها هذه الأحزاب، عندما قام شاب أردني غسل الإرهاب عقله بعملية انتحارية في بغداد فقتل مدنيين أبرياء، ويومها انبرت هذه الأحزاب والناطقون باسمها في الصحافة، وبقايا حزب البعث في الأردن للاحتفال بالعمل «البطولي»، واعتبار من قام بها «شهيد المقاومة العراقية»...!

إنها أزمة أخلاقية كنا وما زلنا نعيشها في عدد من الأقطار العربية مع تفاوت بين بلد وبلد، وهي مشكلة غياب البوصلة الأخلاقية واستبدالها بنظرة انتقائية مليئة بالحقد والكراهية، فعندما تحترق بيوت الجيران لا يعنينا الأمر، المهم أن تظل بيوتنا سليمة، بل لا أحد يسأل السؤال البسيط .. إذا سمحت بأن يحترق بيت جارك فمن يضمن لك أن الحريق لن يمتد إلى غرفة نومك ..!

أزمتنا الأخلاقية أن بعضنا يقتل بالهوية ، ويحزن على القتل بالهوية ، ويفرح بالقتل بالهوية . فعندما قام صدام بفعلته الشنيعة ضد فقراء وأبرياء حلبجة الكردية كانت ردة الفعل «العربية» باهتة، وعندما كتبنا يومها وطالبنا بإدانة هذه الجريمة كان الموضوع لا يستحق الاهتمام من الكثيرين، وعندما كان بعض الغلاة من المسلمين يقتلون الصرب كان الأمر يبدو عاديا، لكن عندما قام الصرب بجرائمهم ضد البوسنيين انتفض الكثيرون..!

إنها الانتقائية الأخلاقية التي لا تؤمن بالإنسان. ألم تقم الأمم المتحدة بإعلان يوم عالمي لضحايا الهيلكوست اليهود ؟ وإذا كنا نتعاطف مع ضحايا النازية من اليهود ، فان من حقنا أن نتساءل ماذا بشأن مذابح الفلسطينيين والأكراد والأرمن وغيرهم أليست الانتقائية مرة أخرى، والأزمة الأخلاقية مرة أخرى ؟!

الذين قتلوا المدنيين في حفلة العرس الأردنية هم أبناء عمومة القتلة المحترفين في العراق، وهم انساب وأحباب لقتلة الرياض وصنعاء والقاهرة..!

وعقلية الاحتفال بموت بشر، والحزن لموت بشر آخرين هي مأساة، وربما تمثل الأحزاب الأردنية التي احتفلت بقتل العراقيين، وحزنت لموت الأردنيين نموذجا لمثل هذه العقلية. ونعتقد أن ما حدث هو فرصة لإعلان التوبة والاعتذار للأمة من كل عمليات الصمت على الإرهاب.


عن: ش. أ
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024