المؤتمر نت - عارف أبو حاتم - ظنت الكاتبة الأمريكية (جين نوفاك) أن نشرها ما اعتقدت أنه غسيل السلطة عبر قناة "الجزيرة" سيقصم ظهرها، ويجعلها أثراً بعد عين، فالمتحدث الآن (نوفاك)، والحديث مخصص عن أخطاء النظام، والجمهور المتلقي هم شعب اليمن الذي أحب "نوفاك" صديقة الفقراء.
هكذا تصورت (نوفاك) بأن لها رصيداً إيجابياً سيشفع لها، وهي تمرر مزايداتها عبر (الجزيرة)، وتقول للمعارضة خذوا استراحة المحارب، وسأكون أنا (رجل المرحلة).. فقط أصيخوا لما أقول، وافتحو صحفكم لما أكتب!!
سيدة "نوفاك".. تعاطفك الجميل مع زميلي العزيز عبدالكريم الخيواني، تجاوز الحقيقة بكثير، فأياً من أولاد الخيواني لم يتعرض للمضايقات، أو التعسف، وبعد خروج والدهم من السجن، لم يتعرض لمضايقات، أو ملاحقات، وعادة ما التقي به في الشارع، وأقف أتحدث معه طويلاً دون أن تبدو في وجهه ملامح الخوف أو الترقب.
أما حديثك عن إغلاق صحيفته فهذا محض افتراء.. "الشورى" لم تغلق، ولم توقف، وكل ما حدث أن القيادة الشابة في حزب اتحاد القوى الشعبية قامت بالانقلاب على الحرس القديم، واستولت على مقر الحزب، وصحيفته، وتولت إصدارها، ولا تزال حتى الآن مستمرة في الصدور دون توقف، وبرئاسة الزميل حمدي الحمدي، وقد أكد الزميل الخيواني بأن صداقة حميمة تربطه بالحمدي ولا يوجد بينهما أي خلاف.
أما حديثك عن ما أسميته (تحويش) رئيس الجمهورية على السلطات في البلاد، مستشهدة بتوليه قيادة القوات المسلحة، ورئاسة الجهاز القضائي، فأنتِ تعرفين أن قيادة القوات المسلحة تكون من مسئولية رئيس الدولة في معظم دول العالم، ومنها روسيا، والصين، والبلد الذي تحملين جنسيته.
ورئاسة الجهاز القضائي هي مهمة إشرافية فقط، دون التدخل في سير عمل القضاة والمحاكم، فالقضاء مستقل ولا سلطان عليه.
(نوفاك) لا تتحدث العربية، ولم تزر اليمن طيلة حياتها، فكيف تخرج علينا فجأة –كنبتة شيطان- مدافعة عن اليمن وحامية لحقوق مواطنيه وحرياتهم، تكتب كلاماً كثيراً جداً، بحقائق قليلة جداً!!.
على طريقة (أعمى لقي ودعة) تقول (نوفاك) إن مجاهدين يمنيين سافروا إلى الشيشان وأفغانستان، بوثائق سفر يمنية، وعلى طريقة (صدَّقك وهو كذوب) نقول: هؤلاء مواطنون يمنيون ومن حقهم أن يسافروا بوثائقهم الأصلية، ولكنهم يغيرون خط سيرهم، من أي بلد يصلون إليه، ويتجهون إلى ميادين القتال في هذه البلدان؛ ففي أفغانستان وحدها يوجد مجاهدون عرب، وأوروبيون وأمريكان، فهل المطلوب من حكومة اليمن أن ترسل (عسكري) مع كل مواطن يسافر إلى الخارج، حتى لا يذهب للجهاد؟!
أشعر بالأسى لأن صوت المعارضة اليمنية في الداخل غيب نفسه، وتتحول (جين نوفاك) إلى وكيل معتمد للحقيقة، تعبر عن كل تطلعات هذا السواد الكبير من الناس، ومعارضة الداخل لا تملك غير التصفيق، والتسابق لنشر مقالات (نوفاك) عبر صحفها.. وضع يفضح عجز المعارضة، وهشاشة رؤيتها للناس والأشياء.. معارضة لا تتكأ على ماضٍ مشرف، ولا تملك حاضراً صادقاً، وتطالب بمستقبل أفضل لها والبلاد.
ماذا ينتظر الشارع اليمني من معارضة تقودها (نوفاك)؟!
وماذا ستكتب (نوفاك) إذا كان موقع (عرب نيوز) أبرز مراجعها!!