المؤتمرنت - اختفت تماماً أطلال الجدار الذي كان يقسم مدينة برلين الألمانية، خلف "السقالات الضخمة" التي أقامتها سلطات المدينة لتثبيت شاشة عرض عملاقة، تجمع الآلاف من سكان شطري المدينة، لمتابعة مباريات بطولة مونديال كأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها ألمانيا خلال الفترة من التاسع من يونيو/ حزيران الجاري، وحتى التاسع من يوليو/ تموز المقبل.

وكان هذا الجدار بما يحتويه من أسلاك شائكة وحوائط أسمنتية، يعد في الماضي أحد أبرز رموز الانقسام في العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى معسكرين أحدهما غربي والآخر شرقي، حيث كان الجدار يقسم مدينة برلين، ويفصل بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية.

ومن المقرر أن تبدأ الجمعة بطولة كرة القدم الأكبر في العالم، والتي تعد أوسع بطولة رياضية تشهدها ألمانيا بعد نهاية الحرب الباردة، مما يعطي الألمان الفرصة للاحتفال مرة أخرى بإعادة الوحدة بين شطري بلادهم، ونسيان آلام التقسيم الذي عانوا منه في الماضي.

ونقلت أسوشيتد برس عن فرانك بوب، وهو أحد الذين ولدوا في برلين، قوله "أعتقد أنه من المهم جداً أن يرى الناس من الدول الأخرى برلين وألمانيا عموماً كأنها بلد جديد، ومدينة جديدة"، وأضاف "نحن قادرون على أن نأتي معاً، الشرق والغرب، بكل حرية."

وقال "لدي أمل في أن يتعلم الناس كيف يمكن أن يوصلوا إلى حلول لمشكلاتهم بعيداً عن أساليب العنف أو القوة المفرطة."

وسوف تقام المباراة النهائية لبطولة المونديال في التاسع من يوليو/ تموز المقبل على إستاد ملعب برلين الأوليمبي، الذي تم تحديثه مؤخراً، وهو الملعب الذي أنشئ خصيصاً لاستضافة بطولة الألعاب الأوليمبية عام 1936، في عهد الزعيم الألماني أدولف هتلر، وهو أيضاً نفس الملعب الذي فاز على مضماره، الأمريكي جيسي أوينز، بأربع ميداليات ذهبية.

وقال ديتلف فوربريتش، وهو من مواليد برلين ولكنه يعيش حالياً في بريمن "نعيش الآن في دولة حديثة وعقولنا متفتحة جداً"، وأضاف "لم نعد مثل هذا النموذج الذي يظنه الجميع في الخارج عنا."

وظلت ألمانيا، وبرلين تحديداً، طوال فترة تصل إلى 50 عاماً تعاني من تداعيات الحرب العالمية الثانية، حتى تم تحطيم الجدار الذي كان يفصل بين شطري المدينة في العام 1989، حيث توحدت ألمانيا في العام التالي.

وتعد برلين حالياً واحدة من كبرى المدن الأوروبية، المعروفة بتميزها الثقافي، حيث تضم بين جوانبها الكثير من المسارح الموسيقية والمتاحف التاريخية.
CNN